يميل الأشخاص إلى الشعور بالقلق تجاه خصوصية الأجهزة الذكية، و تتعاظم هذه المخاوف في مجال الرعاية الصحية. فعلى سبيل المثال لو نظرنا إلى ثلاث قضايا متعلقة بمستقبل الذكاء الصناعي في الصحة وتحظى باهتمام كبير: استخدام السجلات الطبية، "اللمسة البشرية" في الرعاية الطبية، ومستقبل الوظائف في الصناعة الصحية وتقديم خدماتها. عندما يتعلق الأمر بخصوصية البيانات الطبية فإن الأشخاص لا يرغبون فيما يُعرّض سجلاتهم للاختراق. إلا أنهم في ذات الوقت مستعدون لمشاركة معلوماتهم. عندما تستدعي مصلحتهم لذلك على أن يتم مشاركتهم للأشخاص المناسبين. ففي الوقت الراهن يتزايد عدد الأفراد المقتنين لأجهزة صحية بما في ذلك تطبيقات الجوّال وأجهزة المراقبة القابلة للارتداء والمقاييس الذكية. ووفقًا لاستطلاع رأي حديث، فإن نسبة 88٪ من المستهلكين يرغبون في مشاركة البيانات الخاصة بهم من الأجهزة القابلة للارتداء إما مع أطبائهم أو غيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية. و نسبة 72 ٪ لا يمانعون مشاركتها مع شركات التأمين الصحي. من ناحية أخرى، فإن نسبة 38٪ فقط يرغبون في مشاركة هذه البيانات مع جهات أعمالهم. وفيما يتعلق بالاستعاضة بالتقنية عن اللمسة البشرية الطبية فوجد استطلاع آخر نتائج مماثلة لسابقتها، بالطبع في كثير من الحالات، لا شيء يمكن أن يكون بديلاً عن اللمسة البشرية. إلا أنه في كثير من الأحيان تكون راحة الأشخاص. والكفاءة هي معايير تفضيلهم للتقنية على اللمسة البشرية الطبية. وجد الاستطلاع أن ثلثي المشاركين سيستخدمون خدمات الذكاء الصناعي كبديل للمسة البشرية في فترات ما بعد ساعات العمل. وأقر 63٪ إنهم سيستخدمون أدوات الذكاء الصناعي لمساعدتهم على التنقل في نظام الرعاية الصحية. بالإضافة الى ذلك فإن أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع أقروا أنهم من المرجح أن يستخدموا أنظمة الذكاء الصناعي لتشخيص أعراضهم وتلقي المشورة في حالات الطوارئ. بشكل عام، عبر 75٪ من الذين شملهم الاستطلاع إن التطورات التكنولوجية للذكاء الصناعي، مهمة بالنسبة لهم لمساعدتهم في إدارة صحتهم. أما عندما يتعلق الأمر بتأثير تزايد الأجهزة الذكية في المنظومة الصحية على الوظائف، من حيث تقليص عدد العاملين واستبدالهم بالأجهزة الذكية. تشير دلائل بحثية أن اتجاهات القوى العاملة المستقبلية بما في ذلك الرعاية الصحية إلى نمو كبير للصناعة الطبية سواء من حيث الوظائف أو الإيرادات، و مع تطور أدوات الذكاء الصناعي إلى ما هو أبعد من التشغيل الآلي البدائي سيمكن تعاون البشر والآلات الذكية. وتتوقع البيانات أنه من عام 2018 إلى عام 2022، سيزداد معدلات التوظيف في مجال الرعاية الصحية بنسبة 15٪ بينما سترتفع الإيرادات بنسبة 49٪. أخيراً يمكن القول إن التكامل هو المستقبل ، فتكامل بديهية الإنسان ومهارات تواصله الاجتماعي والعمل الجماعي بالإضافة إلى دقة الأجهزة الذكية وسرعتها وقابليتها للتوسع هو ما يدعو للتفاؤل في مستقبل المنظومة الصحية بالنسبة للذكاء الصناعي. Your browser does not support the video tag.