(1) عندما يهبك الله فرصة الإمساك بالقلم للكتابة للناس فأنت في أزمة حقيقية تحدد موقفك من الحياة، لذا فأنت تستحق معها الدعاء بالعون والنجاة. "المايكروفون" كذلك! (2) القلم ألم!، فضلاً عن أن الكاتب الذي لا يعتريه الخوف.. خائن! والقلم -وهو لفظ عام يشمل "الكيبورد"- ليس أداة كتابة وحسب، بل أداة توجيه، ووثيقة عنك موثقة لأجيال، إن لم تكن باحثاً عن الحق والحقيقة فأنت في شقاء! (3) والمذيع حين يضع تاريخه ومستقبله على المحك لحظة تكبده "المايكروفون" فمآله الضنك إن لم يصدق أو يتحر الصدق.. (4) خيانة للنفس، والثقافة، والمجتمع، والرأي العام، والوطن، يجترمها أولئك الذين لا يستشعرون أهمية أدواتهم التي من خلالها يخاطبون القلوب والعقول، تلك الأدوات التي حريٌ بها أن تكون محاضن التنوير والتثقيف والتعليم والمعرفة.. (5) ولا جرم أن "المايك" أخطر من القلم وفي كلٍ "هَمّ"، فنحن في عصر الشاشة، وعصر الفكر الحر، ولعلك تلحظ أن رجل الشارع اليوم ذا نقيبة، وفرز، ولديه الرد، والاستفتاء، والبحث، في مرحلة زمنية يحتضر فيها العقل الجمعي.. (6) أمانة تستلزم الصيانة، ورب كلمة أثّرت بما لا يُحمد، فمن ابتلي بأداة أو منبر توعية وتنوير فعليه استدراك الأمانة، وليتلطف، فالوصولية مكشوفة، ونفاق الفكر جليٌ، والاستخفاف بيّن، والاجترار واضح، والتلوّن عارٍ، فلا تأسَ على الخائنين فسيلعنهم التاريخ ويندمون!