في كل عام في نفس الميعاد في أول يوم دراسي يكرس الآباء والأمهات جهودهم، ويخططون لاستقبال العام الدراسي في سبيل نجاح أبنائهم وتحقيق الأحلام، فهناك المخاوف والآمال والطموحات، ولقد انتهت استراحة المحارب، ونتساءل بلهفة كيف كانت تلك الاستراحة؟ هل قضاها الأبناء بالسهر ليلاً والنوم نهاراً وهدر الأوقات بلا جدوى أم كانت سياحة عقلية وصحية وثقافية وترفيهية مع التوازن في ذلك؟ وحينما يدخل الطالب المستجد الصف الأول يجب أن يعرف لماذا يتعلم؟ فيجب على الآباء والأمهات غرس قيمة العلم في نفوس الأطفال ومكافأتهم على ذلك، وتقولون لهم: أنت تتعلم لتكون أنت، ويكون لك بصمة، وتبني مستقبلك ومستقبل بلادك؛ ليتخطى الطفل سلم التعليم العام إلى عتبة العالم الأكبر "التعليم الجامعي" وهو مستعد أتم الاستعداد. إن شراء الكراريس والحقائب يجب أن يكون مصحوباً بتحفيز الطالب ومتابعته من أول يوم دراسي، والتواصل مع المؤسسة التربوية "المدرسة"، والأسرة الناجحة هي التي تؤكد الحفظ لأولادها، وتتابع حل واجباتهم اليومية، وتعالج القصور وتكافئهم، وتناقش الفكر وتؤصله، وتصلح المفاهيم الخاطئة، وتعدل السلوك الخاطئ. لابد أن يتسم تفكير الوالدين بالعمق في حل مشكلات أبنائهم سواء في المدرسة أو خارجها، وأن يسود الحوار والتفاهم العقلي، وأن يكون الحب والتراحم هو الموضوع الأساسي ولنغرس في نفوس أبنائنا حب الوطن، فدولتنا العزيزة لم تنفك تدعم التعليم وتبذل النفيس. وأعتقد أن كل القراء الأعزاء يوافقونني على أن لغة الحوار تعطلت، لأن المسيطر هو لغة الجوال، فأصبح هناك ما يسمى بالخرس المنزلي مع الأسف! فطالب اليوم مع الأسف همه لعب البلايستيشن وألعاب الجوال والمراسلات عن طريق التطبيقات والبرامج التي لا طائل منها، فتضيع الأوقات وتجلب للابن الوحدة والانطواء والغفلة والكسل والتشتت الذهني. لابد أن يفرق الأبناء بين الجد والهزل، وأن يضعوا يوماً واحداً للترفيه نهاية الأسبوع بما يخدم مصلحة الأبناء، وأن يطمحوا للعلياء، والحكمة تقول: لن تجد قوس قزح ما دمت تنظر إلى الأسفل. ولا يكون الأب من أنصار الدكتاتورية في تعامله مع أبنائه، فيصبح وحشاً في المنزل فتسوء نفوس أبنائه، وليكن صديقاً للابن لا خفيراً عليه. ولا نريد معاشر الآباء والأمهات أن نبكي حزناً على مصير أبنائنا إذا فشلوا أو انجرفوا إلى فكر هدام أو أصبحوا أعداء، بينما الابن يضحك وهو لا يدري حجم المصيبة.. ولنجعل للدافعية مكاناً في نفوس الأبناء ونزرع الإرادة الحديدية في نفوسهم. أعزائي الآباء اجلبوا لأبنائكم كتاباً شيقاً كهدية ليعرف قيمة الكتاب، واجعلوا من استخدام أولادكم للأجهزة الذكية أوقاتاً، ولا تهدروا أوقات أبنائكم بتكليفهم بأعمال ومهمات تشغلهم عن الاستذكار ليكونوا ناجحين متفوقين جنوداً للوطن كل في مجاله. وأخيراً اعلم عزيزي الأب عزيزتي الأم أن ابنكم هو الاستثمار الحقيقي لتجنوا ثمرة ما حصدتم.