ورش عمل وندوات ومؤتمرات يحضرها مسؤولو الأندية والإعلام وتأكيدات من الجميع على الانتقال من مرحلة العشوائية إلى الاحتراف البحت والتطبيق الفعلي، هذا يتكرر مع كل لجنة احتراف جديدة منذ أول لجنة قبل أكثر من 25 عاماً، جميع هذه اللجان كانت تصريحات رؤسائها تجعلنا ب"الحكي" أفضل من إنجلترا، وأحسن من ألمانيا، وأرقى من إسبانيا، وأكثر من إيطاليا قدرة على التعامل مع نظام الاحتراف، وفي نهاية الأمر ترحل جميع اللجان والصورة لم تتغير، إن لم تتجه للأسوأ. بالأمس اجتمعت اللجنة الجديدة برئاسة حمد الصنيع مع مديري الاحتراف في الأندية لشرح ومناقشة التعديلات الجديدة على اللائحة، والملاحظات على المخاطبات بين الأندية واللاعبين من جهة، والأندية واللجنة من الجهة الأخرى، إضافة إلى الملاحظات على العقود، هذا أمر جميل وتواصل فيه محاصرة للسلبيات، ولكن من غير الجميل أن مثل هذه الورش والنقاشات والاجتماعات تتكرر منذ عشرات الأعوام، وفي نهاية الأمر نكتشف أن احترافنا أعرج ويسير بالاتجاه الخاطئ، ويبدو أن اللجنة تريد الوقوف بصف النظام الصحيح الرامي إلى تحسين الأوضاع في الأندية ولدى اللاعب، ولكنها تصطدم بنفوذ بعض الأندية فيعود كل شيء إلى "المربع الأول"، ويستمر تكرار السؤال (هل أنظمة احترافنا تختلف عن الأنظمة في الدول المتقدمة؟.. ولماذا هذا التأخر في عدم الفهم والتطبيق؟.. وأين تكمن العلة، في اللجنة أم في الاتحاد أم في النادي واللاعب؟.. وكيف لأنظمة أعلن عنها منذ 25 عاماً تقريباً وحتى الآن لم تطبقها وتهضمها الأندية ويستوعبها اللاعبون ويفرضها الاتحاد؟).. أمر غريب جداً أن نستمر بالجدل والأسئلة التي لا تنتهي، ونحن من تجولنا في الدولة المتقدمة رياضياً والتقينا بخبراء واتحادات متطورة لنقتبس من لوائحهم وتجاربهم ما يقودنا إلى الطريق الصحيح، وفي نهاية المطاف هم يتقدمون خطوات في النظام والتطبيق والنتائج، ويبتعدون عنا مسافات بينما نحن نسلك الاتجاه الخاطئ، ونيسير برياضتنا إلى فوضوية أكثر وعدم تعامل مع الواقع الذي كبل احترافنا وحرمنا تطبيق النظام الصحيح؟ الأسطر الأخيرة لا نظن أن المدرب الأرجنتيني رامون دياز سيجازف بتاريخه وتجربته النجاحة مع الهلال ومن ثم يقدم لأنصاره صفقة "مضروبة" وعنصراً لا يفيد الفريق، ولديه استحقاق آسيوي مهم يحتاج إلى لاعب رأس حربة تقليدي يسجل من أرباع الفرص، لذلك لا تقسوا عليه واحكموا على صفقة المهاجم الجديد بعدما يرتدي الشعار الأزرق.