إبراهيم جعفر.. خطاط بحريني، أحد أهم الخطاطين المجددين في عناصر وتكوين الحرف العربي.. تذوق روعة الخط العربي وجمالياته منذ صغره.. يطمح في الوصول لأبعد مدىً في هذا مجال هندسة الخط العربي.. لوحاته الحروفية توليفة من أشكالٍ وأنماطٍ غير مطروقةٍ ومزيج بين الحرف والموسيقى واللون.. مشغول هذه الآونة بتنظيم معرض النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم.. التقيناه فكان هذا الحوار: . بداية.. هلاّ حدثتنا عن معرضك الفريد"100" لوحةٍ خطيةٍ في حب النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم؛ والذي يحمل ابتكاراتٍ فنيةٍ متنوعة.. ما الذي حرضك عليها.. ومن أين نبعت الفكرة؟ ينبغي على كل مصممٍ أن يظل في منافسةٍ دائمة وتحدٍ حقيقيٍ مع نفسه حتى يتسنى له إبراز ملكاته الفنية وعكس ابتكاراته وإبداعاته، هذا جانب، ومن جانب آخر يتحتم على كل مسلمٍ غيورٍ على دينه السعي الدءوب لتحسين صورة وإبراز الوجه المشرق للإسلام والمسلمين، سيما في ظل الهجمة الشرسة والتشويه المتعمد لصورة الإسلام والمسلمين من قبل الغرب ووسم المسلمين بالإرهابيين، فضلاً عن التعرض لنبي الأمة محمد صلى الله عليه والإساءة له، ومن هنا، نبعت فكرة تنظيم معرض فني يجسد الإبداع والجمال والرقي، يليق بسيد المرسلين نبينا محمد، نبي الرحمة والإنسانية وعظمة رسالته. .في سابقة نادرة تمكنت من مزج وتوليف أشكالٍ وأنماطٍ غير مطروقةٍ من خلال هذه المجموعة.. كيف حدث ذلك؟ الخط الحر لا يعتمد على قواعد تقيده أو أساسياتٍ تحكمه، وبفضل من الله وتوفيقه تمكنت من توليف ومزج أنماطٍ فريدةٍ غير تقليديةٍ من خلال بناء أسلوبٍ خاصٍ بي يميزني عمن سواي من الخطاطين، حيث بدأت في صنع أشكال حروفي بنفسي وإضفاء مسحةٍ جماليةٍ عليها من لمساتي الخاصة، ومن هنا بدأ التحدي الحقيقي بيني وبين نفسي في ابتكار حروفياتٍ جديدة ومغايرة لكلمةٍ واحدةٍ مكونةٍ من حروفٍ أربعة، بالطبع لم يكن من المتيسر الاتيان بهكذا توليفة، بل تطلب ذلك الكثير من الجهد والوقت والتمحيص، ولكن الجميل أنني استمتعت كثيراً، وفوق ذلك فتح لي أبواباً عدة لانطلق منها استكشف خطوط لغاتٍ مختلفةٍ مثل الخط الصيني، الهندي والتركي وغيرها بغية تحويلها لخطٍ عربي، مما منح جانباً جديداً ومتفرداً . .برأيك.. ما السر وراء العطاء اللامحدود لتدفق الأفكار والابداع في الإنتاج الفني.. وهل مجموعتك قابلة للزيادة؟ الابداع حالة متجددة لا تعرف السكون، ولا يتوقف عند حدٍ بعينه، وهناك أبواب جديدة تفتح بين الفينة والأخرى وأفكار متفردة تتولد على الدوام، ولن أتوقف عند حد تنظيم المعرض فحسب، بل لدي خطة لإطلاق المعرض في نسخته الثانية والثالثة إن شاء الله، ومهما عملنا لن نوفي نبينا حقه، وكل ما نقدمه سيظل نقطة في بحر ما أكرمنا الله به من نعمة الإسلام. .ولم لم ير المعرض النور حتى اللحظة.. أو بالأحرى: ما العقبات التي تحول دون تنظيمه؟ معرض النبي محمد عملٌ ضخم، مختلفٌ عن السائد المألوف، يحوي (100) لوحةٍ مطبوعةٍ من مختلف الأحجام، إضافةَ إلى إصدار كتابٍ يحمل هذه المخطوطات، بجانب حملةٍ إعلانية متكاملة، فضلاً عن غيرها من الأمور المتعلقة بالمعرض، وفوق ذلك ومن ضمن خطتي التنقل بالمعرض بين دول الخليج وصولاً إلى العالمية بإذن الله، فالمعرض مكلف إلى حدٍ ما ويتطلب توفير مورد مالي مقدر، وما يحز في النفس عدم وجود تفاعلٍ من قبل الجهات الرسمية وغير الرسمية، وهذا ما يحول دون تنظيمه حتى اللحظة. . في مطلع العام 1997م قدم الخطاط الكويتي فريد العلي (99) تشكيلاً للفظ الجلالة (الله)، إضافة إلى أكثر من (500) لوحةٍ تحمل اسم وصفات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، هل تسعى لكسر رقم الخطاط العلي، أم لك رأي آخر حول تجربته؟ فكرة معرض النبي محمد صلى الله عليه وسلم مختلفةٌ عما عداها من المعارض الأخرى، سواء من حيث المحتوى أو المخطوطات الحرة، ففي المعارض التقليدية يتجه الكثير من الفنانين للخطوط الكلاسيكية مثل الرقعة والنسخ والكوفي وغيرها، فيما يحمل معرض النبي محمد صلى الله عليه وسلم طابعاً حديثاً وأكثر من الفنون الديجيتال. . كيف ترى الخطوط الإسلامية وانتشارها، أعني تلك التي تحمل مضامين وأهدافاً إسلامية؟ في السنوات الأخيرة بتنا نرى توجهاً وتحولاً كبيرين نحو الخط العربي سواء الإسلامي أو العام، وأحسبه توجهاً وخطوةً إيجابيةً تمكننا من إبراز الفن العربي وعكس جمالياته للعالم، ويذهب الكثير من الفنانين إلى تطوير الخط بجميع أنواعه واستخدامه في كثير من المجالات مثل البرامج الإسلامية والهويات التجارية وغيرها. .بوصفك أحد أهم المجددين في عناصر وتكوين الحرف العربي؛ نجحت في إيجاد خطٍ خاصٍ بك بعيدٍ عن النمطية والتقليدية السائدة.. كيف تم ذلك؟ منذ صغري أتذوق جمالية الخط العربي وروعته، ولكني أحسبه لايواكب عصرنا الحالي، واستطيع القول إنه بات قديماَ نوعا ما، ومن خلال خبرتي الطويلة في مجال تطوير الهويات التجارية والتصميم بشكلٍ عام، وكثرة استخدامي للكمبيوتر بحكم عملي، كنت أسائل نفسي لم لانصنع خطوطاً عربية من خلال الكمبيوتر دون استخدام قصبة وحبر وورق خاصة وأن كل شيء يتطور، ومن هنا بدأت الفكرة تراودني، ومن خلال برنامج (الالستريتر) وعبر أداة مهملة كانت تستخدم في العادة في الرسم بدأت تجاربي الخطية، ومضيت في تطويرها حتى غدت إحدى الأساليب التي تتبع، ومن ثم نجحت في تنظيم عددٍ من الورش والدورات التعليمية في الخط الحر من خلال الخط بالماوس. وبما أن الخط الحر لا يعتمد على أي قواعد أو قوانين تمكنت من إضفاء أسلوبي ولمساتي الخاصة على المخطوطات مما ميزها عن غيرها، ومن جانبي أحاول دائماً التجديد في أساليبي واستخراج حروفٍ بأشكالٍ جديدة وغير تقليدية. إبراهيم جعفر