حب «الدخلاء» للظهور يلغي المثقف الحقيقي

شهرة «نجوم التواصل» كرت عبور إلى جيوب القراء

رغم التميز والتنوع والحضور الكبير الذي شهده معرض الكتاب الدولي بالرياض وارتفاع سقف القراءة لدى المجتمع وحبهم لاقتناء الكتب بأنواعها الا أن شهرة مشاهير الاعلام الجديد وحبهم للظهور شكلت حيزا واضحا على اجواء الثقافة والمعرفة في منصات التوقيع في محاولة منهم للفت النظر واثبات التواجد.
الى هذا اكد مؤلف كتاب: "صناعة المحتوى الإعلامي" ماجد بن جعفر الغامدي تميز معرض الكتاب لهذا العام بحسن التنظيم والاعداد المبكر، وتميز بتنوع دور النشر المشاركة والتي زاد عددها عن 550 دارا.
مشيرا الى ان المعرض شهد ظاهرة (المؤلفون الجدد) وهم بعض الدخلاء على الثقافة والمعرفة وأغلبهم من مشاهير الإعلام الجديد، فكثير منهم يبحث عن أي منصة إعلامية ويريد أن يظهر فيها ليس لأن لديه قيمة يريد أن ينشرها بل لشهوة الظهور، ومحاولة لفت الأنظار ليقول للناس "أنا موجود"!
واكد الغامدي بأن المجتمع ولله الحمد ارتفع وعيه بشكل كبير وبدأ يهتم بالثقافة والاطلاع والقراءة.
وحول ابرز الكتب مبيعا قال تبقى الدراسات هي سيدة الموقف، فالدراسات تتحدث عن أن أعلى الكتب مبيعاً في الأيام العادية وليست أيام معرض الكتاب هي: الروايات، كتب الطبخ، السير الذاتية.
وفي تقييمي الشخصي أن أعلى الكتب بيعاً في معرض الكتاب هي كتب المشاهير، مثل مشاهير منصات التواصل الاجتماعي ومشاهير الفضائيات ومشاهير الشعراء، وهذه إحدى الأزمات أن كثيرا من الناس لا تشتري المحتوى المميز ولكنها تبحث عن المشهور فتشتري كتابه.
وقال ان جناح الطفل كان اكثر ما يميز المعرض فهو فكرة مميزة ورائعة، وهي فرصة عظيمة للآباء والأمهات لزرع قيمة القراءة لدى أطفالهم بزيارة جناح الطفل واعطائهم الفرصة لشراء الكتب التي يرغبون فيها، ثم الجدولة الزمنية للأطفال لقراءتها ومناقشة الوالدين لهم فيما قرأوه، آمالنا كبيرة بمثل هذه الفعاليات أن يتم تنشئة جيل قارئ، ويقرأ بوعي.
ولفت مؤلف كتاب "نساء على ورق سامي الشرابي" ان المعرض في كل عام يتجدد ويظهر بصورة مغايرة عن السابق وهذا العام التنظيم مبهر وخاصة في توزيع المساحات بين دور النشر.
واوضح بأن الإقبال على معرض الكتاب هذا العام كان متنوعا من فئات متعددة وجنسيات عربية تتوافد للمعرض وهذا ما يؤكد بأن الجميع يتفق على أن القراءة الورقية لم تزل محافظة على كامل متعتها، وبخصوص اهتمام جمهور القراءة أجد أن الكتب الأدبية وكتب التاريخ ذات طلب عال مقارنة بالكتب الأخرى.
من جهتها قالت مؤلفة كتاب "جئتك غيمة" امل القضيبي: ان معرض الرياض هذا العام مختلف، ولعل ما يميزه هو الخدمات الالكترونية، خاصة تطبيق المعرض للهواتف المحمولة رائع، ويعمل بشكل ممتاز وسلس، مشيرة الى أن من أهم الإيجابيات فيه هي التنظيم في كل شيء، وهذا بشكل ملحوظ في جميع أركان المعرض.
حتى بعض الدور التي كانت تعرض الكتب بصورة عشوائية بدت أكثر تنظيماً، وخصص لبعضها الآخر مكان أوسع خفف من الزحام الذي كنا نعاني منه كل عام.
كذلك جناح الطفل أصبح أكثر تألُقاً من ذي قبل, واشارت القضيبي إلى أن الإقبال جيد جداً، وعشاق القراءة كُثر، ولايزال للكتاب الورقي جمهوره الوفي في مثل هذه المحافل وذكرت ان الاقبال يتسع على الروايات، والنصوص الأدبية، كذلك السير الذاتية والتاريخ.
مؤكدة بأن دعم المعرض كان واضحاً جلياً في تخصيص جدول زمني بعدد أيام المعرض لتوقيع الكتب في منصات مخصصة لذلك، كذلك حد من التلاعب بالأسعار
بفضل تخصيص خانة لسعر الكتاب من خلال تطبيق معرض الكتاب.
جئتك غيمة ل أمل القضيبي
نساء على ورق ل سامي الشرابي