كشف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في حوار مع "الرياض" عن أبرز الملفات السعودية اللبنانية المطروحة على طاولة القادة، واصفاً العلاقات بالتاريخية والمتجذرة وأن لبنان والمملكة تمثل علاقة الجسد الواحد، وتحدث عن مستقبل الاستثمارات السعودية في لبنان، وماهو الدور الممكن للكوادر اللبنانية في تنفيذ رؤية المملكة الطموحة 2030. وطلب من جميع السعوديين على كافة الأصعدة الاجتماعية والسياحية والاستثمارية والحكومية زيارة لبنان، مؤكداً على أن لبنان يواجه إرهاب دولة، وإرهاب ميليشيا وجميعها من خارج لبنان. وفيما يلي نص الحوار: * كيف هي العلاقات السعودية اللبنانية بعد تشكيل الحكومة الجديد؟ * هناك مرحلة جديدة في لبنان، داخليا فيها عودة التوازن في لبنان، ويجب أن يستكمل بكل الآليات الدستورية الداخلية له، وخارجيا في عودة التوازن في العلاقات اللبنانية بما يؤمن استقرار لبنان، ليكون لبنان عملياً مصدراً مساعداً ومسانداً في استقرار المنطقة، ويساهم بعلاقاته وإمكاناته بالاتجاه الايجابي بين العرب والمنطقة ككل، ويمنع عن نفسه الآثار السلبية للخلافات، وهذا هو التوجه الرسمي اليوم، فالمرحلة اليوم هي مرحلة جديدة نسعى فيها أن يكون كل اللبنانيين منتصرين، والدول الشقيقة، والعربية والصديقة للبنان، تشعر أنها تكسب من مكاسب لبنان. استقرار المنطقة * فيما يخص استقرار المنطقة تفضلت بأن لبنان يسعى لأن يساهم في استقرار المنطقة، فهل هناك خطوط أو رؤى لمثل هذا التوجه؟ * حجم لبنان لايسمح له بأن يفرض الاستقرار في المنطقة، حجم لبنان صغير وقدرته محدودة ولكن يستطيع أن يساهم وبالحد الأدنى ألا يكون مصدر إزعاج وعدم استقرار في المنطقة، من هنا العلاقة السعودية اللبنانية الطيبة، ضرورية لأن نعمل جسر التواصل الذي يجعل الاستقرار يطغى على الفوضى. المستثمرون اللبنانيون * بعد استقرار لبنان مؤخرا وتشكيل الحكومة، ماهو دور المستثمرين اللبنانيين في المشاركة لتفعيل رؤية 2030 ؟ * اللبنانيون فاعلون أينما كانوا، وهم في المملكة جالية نشطه فاعلة خيره، ساهمت في إعمار المملكة وتساهم في أي مشروع نهضوي للمملكة، وبالطبع يمكنكم الاتكال علينا، ليكون اللبنانيون بفكرهم وحيويتهم الاقتصادية ونشاطهم، ليعملوا نشاطاً في الاقتصاد السعودي، وذلك لرد الجميل ومن ضمن وفائهم للمملكة التي يستفيدون منها ومساهمتهم الإيجابية للمملكة. الاستثمارات السعودية * الاستثمارات السعودية في لبنان تراجعت مؤخراً، هل هناك توجه لتنشيطها؟ * هناك تشجيع للعودة إلى لبنان، ونقول لهم ممنوع عليكم الانسحاب من لبنان، وذلك يسري على السياحة، والعلاقات الاجتماعية والعلاقات الاقتصادية، وبالتالي على الاستثمار بما يعطي لبنان مجالات للسعوديين للبنى التحتية ومشروعاته السياحية، وكل تطوير اقتصادي لديه يكون فيه مساهمة للأموال السعودية والمستثمرين. نواجه الإرهاب * الفترة التي مكث فيها لبنان بلا حكومة شهدت نشاط ميليشيات ارهابية فما الدور الذي تسعون له لدحض الارهاب، ومساندة دول المنطقة في حفظ أمن واستقرار لبنان والدول المجاورة؟ * نحن نعتقد بأن الارهاب يدخل علينا من خارج لبنان، ويعتدي علينا، ونحن اللبنانيين ندافع عن أنفسنا ونواجه الارهاب، الارهاب بالنسبة لنا له شكلان، هناك ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل، وهناك ارهاب الميليشيات الذي تمارسه داعش، والنصره وغيرها. وحدة اللبنانيين أساسية لمواجهة الارهاب، وتقوية لبنان لكل طرف يساهم في أن تقوم الدولة بقواها الشرعية وقدراتها الذاتية، لأننا في لبنان لا يمكن أن نكون إلا دولة واحدة، قوية ومركزية. التوازن الميثاني * تسعون إلى حكومة التوازنات القائمة في لبنان الجديدة، كيف ستكون تلك المرحلة؟ * اليوم في التوازن الميثاقي التكويني السياسي والطائفي، يجب أن يكون وها هو موجود في الحكومة، ويجب تصحيحه تمثيلياً بما ينسجم أكثر مع الديموقراطية التمثيلية في لبنان، فيأتي المجلس النيابي والحكومات من بعده بما يمثل هذا التنوع السياسي والطائفي في لبنان، المهم المشاركة الفعلية في القرار في صياغة الاستقلال والاستقرار. وضعية خاصة * تقود المملكة تحالفاً إسلامياً عسكرياً ضد الارهاب بمشاركتكم، فهل أنتم تتفقون على كافة التصنيفات الإرهابية التي صادقت عليها المملكة ودول الخليج؟ * للبنان وضعية خاصة، ولديه تفسيره للإرهاب، من ضمن تفسيره واندماجه للاتفاقية العربية للارهاب، ونحن نعتبر اسرائيل عدو للبنان، وهي تغتصب سيادتنا في كل يوم بخروقاتها البحرية والجوية والبرية، ومواجهتها من خلال مقاومة لبنان هي واجب، ويؤمن حماية لبنان والدفاع عنه، ولا ندخل في ما يسيء للبنان من هذه الناحية فوحدتنا هي مقاومتنا الفعلية. نحمل الخير * حتى وإن لم تتطابق الرؤى؟ * طبعاً في كل بلد في هذا المجال تصنيفاته وقراراته السيادية وأوضاعه وخصوصياته، نحن في لبنان، اللبنانيون هم اللبنانيون، لا إرهابيون فيهم، خاصة جماعات أو مجموعات، قد نجد ارهابي لبناني، قد نجد أفراداً لبنانيين إرهابيين، إنما لا يجعلون اللبنانيين ارهابيين. إنما تصنيفات شعبنا الجماعية، لانجد مكونات لبنانية اساسية إلا وتحمل الخير للبنان وللمنطقة، وهذا واجبنا، فنحن نحمل الخير ولا نحمل الاساءة لأحد. خطط المستقبل * لبنان عاش فترة صعبة في السابق، فما هي الخطط المستقبلية لكم لاستقراره؟ * الاستقرار السياسي من خلال تداول السلطة والديموقراطية وحسن التمثيل والتوازن الداخلي، وثانياً الازدهار الاقتصادي، خاصة وأن لبنان وصل إلى مرحلة خطيرة اقتصاديا تهدد بهدم الكيان اللبناني وقوامه الاقتصادية، وهذا بحاجة إلى تقوية سريعة بالحالتين نحتاج إلى الوحدة الوطنية القائمة على التوافق.. العلاقات مع المملكة * أبرز الملفات التي تمت مناقشتها مع القيادة السعودية؟ * عودة الأمر إلى طبيعتها من خلال العلاقات الثنائية ونظرة مشتركة لما يخدم البلدين وألا يكون أحد منا مصدر خطر وعلة للطرف الآخر، وإنما مصدر طمأنينة واستقرار نقف جانب بعضنا البعض وندافع عن بعضنا البعض. وزير الخارجية اللبناني