في منتصف الاسبوع الماضي صدرت توصية مجلس الاقتصاد والتنمية بتخصيص الاندية السعودية التي تلعب في دوري المحترفين، ومع بداية هذا الاسبوع صدر القرار بشكل رسمي وسريع من مجلس الوزراء كأحد أهم القرارات الرياضية في تاريخ المملكة. ولأن مشروع التخصيص بمثابة الحلم لكل سعودي، فقد شكل قرار تطبيقه فرحة عارمة في الشارع الرياضي السعودي الذي اصبح التخصيص هو شغلهم الشاغل وحديثهم الدائم. وقد اشبع هذا الموضوع طرحاً من جميع وسائل الاعلام خلال الايام الماضية. وحيث انني من الاشخاص الذين تحدثوا حول هذا المشروع الطموح في بعض وسائل الاعلام، وكان جل حديثي يرتكز على التخصيص كمشروع وطني وكمفهوم يبحث عن التطبيق الصحيح. فإن هذا المقال لن يكرر الحديث عن تفاصيل هذ المشروع بل سيتناول جانباً مهماً جداً وهو انصاف من صنع الفرح من خلال العمل على صدور قرار التخصيص. وعندما اتحدث عن الفرح وصناعته فإن الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد والأمير عبدالله بن مساعد رئيس هيئة الرياضة، هما الصناع الحقيقيون للفرح وعرابا هذا المشروع الطموح الذي تم صدور قرار تطبيقه بعد ان تحول من حلم في عام 2002 في عهد طيب الذكر الأمير سلطان بن فهد مروراً بالأمير نواف بن فيصل الذي وضع اللبنة الأولى لهذا المشروع وكلف المختص الأمير عبدالله بن مساعد بتشكيل ورئاسة لجنة التخصيص. وطالما ان صناعة الفرح خلفها ولي ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان عراب رؤية المملكة 2030 ومهندس التحول الوطني الذي لامس هموم الشباب وتبنى قضاياهم كما تعرف على مشاكل الرياضة السعودية التي هي بأمس الحاجة للتخصيص كأهم الحلول الناجعه لتطور رياضتنا، فينبغي ان لا نستغرب صدور قرار التخصيص التاريخي بشكل سريع وحاسم. وإذا كان الأمير محمد قد تبنى دعم المشروع وسرعة تنفيذه، فإن عراب تخصيص الأندية الأمير عبدالله بن مساعد كان هو الدينمو والقلب النابض لمشروع التخصيص إذ عاش كامل تفاصيله عندما كان فكره في عام 2002 مروراً باللجنة التي رأسها لدراسة التجارب العالمية واختيار الانسب لرياضتنا، انتهاءً بوجوده على رأس الهرم الرياضي كأب روحي لمشروع التخصيص الذي سيتم البدء بتنفيذه قريباً تحت متابعة واشراف مباشر من الامير عبدالله. وبما ان مشروع التخصيص قدر صدر رسمياً بعد ان مهد له الأمير عبدالله بن مساعد من خلال معالجة ديون الأندية ومن ثم انشاء لجنتي تطوير بيئة الملاعب وتوثيق البطولات، فإنه ينبغي على بعض منتقدي الأمير عبدالله ان ينظروا بإنصاف لهذه الانجازات المتتالية على الاصعدة الرياضية كافة والتي كان آخرها واهمها على الاطلاق مشروع تخصيص الاندية إذ سيحول رياضتنا من مفهوم المنافسة واللعب الى مفهوم الصناعه والاستثمار.