اخطأت إدارة الهلال في حق ناديها، عندما سلمت المدرب الأرجنتيني رامون دياز مهمة الإشراف على الفريق في مرحلة حساسة، وقبل مباراة "الكلاسيكو" مع الاتحاد في الجولة السابعة من "دوري جميل"، وهو القرار الذي كلف الفريق خسارة الصدارة بنتيجة 2-صفر، وكاد أن يكلفه أكثر بالتفريط في نقاط لقاء الفتح متذيل الترتيب، لولا إرادة الله ثم الهدف الذي سجله المهاجم البرازيلي ليو يوناتيني في آخر دقيقة من عمر المباراة بالأحساء. واستعجل الهلاليون في تسليم دياز المهمة ويفترض الا يصدر من إدارة مميزة مثل الإدارة الزرقاء، وبالإمكان الإبقاء على المدرب الروماني ماريوس سيبيريا حتى نهاية الجولة الثامنة ومن ثم يبدأ دياز مشواره مع خلال فترة التوقف الحالية والتي تمتد إلى 13 يوماً، خصوصاً وأن المدرب الأولمبي حقق مع "الأزرق" ثلاثة انتصارات متتالية اثنان منها في الدوري، وفوز في كأس ولي العهد أوصل الفريق للدور نصف النهائي، وقدم معه مستويات كبيرة نالت إعجاب الهلاليين. ليس من المعقول أن يُظلم دياز ببدء مهمته في وقت حساس كذلك الذي سبق مباراة "الكلاسيكو"، وانعكس ذلك سلبياً على الفريق خلال المباراة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تحميل المدرب أو الجهاز الفني المساعد مسؤولية التعثر أو حتى تواضع اداء الفريق، فمن يتحمل ذلك هو الذي ظلمهم وظلم "الأزرق" بالاستعجال على المدرب. وساهم قرار الإدارة في الفوضى التي شاهدناها خلال مباراتي الفريق الأخيرتين، إذ تراجع الأداء الفني بشكل لافت للنظر، كون المدرب حديث عهد بالفريق واللاعبين، حتى وإن تابع له 100 مباراة بالفيديو في وقت سابق، لأن الأمور على أرض الواقع تختلف تماماً، وبالفعل دفع الهلال ثمن ذلك غالياً بخسارته ثلاث نقاط مهمة أمام المنافس الاتحاد، هذا على الورق، أما المنطق فالخسارة كانت ست نقاط، لأن الفريق حرم من ثلاث وخصمه نال ثلاث نقاط. دياز مدرب كبير ويصنف على أنه من بين أفضل مدربي العالم، والهلال الذي رأيناه آخر جولتين لا يعكس قيمته كمدرب، لأنه يحتاج إلى الوقت حتى يعرف إمكانيات اللاعبين ويوظفهم مثلما يريد وينسجم معهم وينسجمون مع طريقة لعبه، كل ذلك لن يحدث بين ليلة وضحاها، لاسيما وأنه استلم المهمة في منتصف الموسم تقريباً، أي أنه مُجبر على الأدوات الموجودة معه، لن يكون بإمكانه أن يحضر لاعب أو يستبدل آخر، سواءً كان لاعباً محلياً أو أجنبياً، وتعتبر فترة التوقف الحالية فرصة مناسبة لدياز والهلاليين لإسعاد الجماهير والأنصار بفريق مغاير بعد استئناف الدوري بالجولة التاسعة.