لقد انبعثت من شمس العلم أنوار الهداية والتثقيف وتحمل المعلم على عاتقه المسؤولية الجسيمة في أداء رسالة العلم، قد لا نحتاج ليوم عالمي للمعلم نحتفل فيه بباني العقول وصانع الحضارة ومهذب النفوس فكل يوم نحتفي بالمعلم الجليل صانع كل جيل والذي أنار لنا السبيل فسوف لن ننسى الجميل. إن مهمة إعداد جيل ليست بالمهمة السهلة وأمر يحتاج إلى جهد جبار وتضحية وصبر ومزيد عطاء ومثابرة وتطوير وابتكار وحكمة ومهارة عالية وتدريب مستمر واستشعار بالمسؤولية، وهو بذلك يلعب دورا مهما في التنمية وهو رجل الدولة المخلص لربه ولمليكه ولوطنه ويعي مسؤوليته العظيمة فيجب إعطاؤه قدره وحقوقه وأن ينال مستوى معيشيا يتناسب والدور العظيم المناط إليه وله في أنفسنا مكان ومكانة ومنزل ومنزلة ويجب أن ينال حقه من التدريب والابتعاث والمكافأة وإذا أردنا أن ننهض لابد أن ننهض بالمعلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم"، فذكرى معلمينا الأوائل ملتصقة في وجداننا وتوجيهاتهم العطرة قد تمثلناها في حياتنا بالذات المؤثر منهم قصصهم نتداولها كل حين. وللمعلم الناجح صفات فهو المخلص المحتسب المطور لنفسه القارئ المشارك بالأنشطة المختلفة المبتكر الذي يضفي على الجو الدراسي المرح والتشويق المتواضع الصبور والذي يصغي إلى طلابه جيدا ويشجع الإبداع والاختراع، صاحب الحس الوطني العالي يعالج السلبيات بحكمة وروية وهو الرفيق ويثير الدافعية، ويطور في أساليب الشرح بعيداً عن التلقين حاثا طلابه على القراءة وينشر التفاؤل والأمل والبسمة والتآخي والطموح.