لوسيندا قبل وفاتها مع طفليها ميغان وجورج لم تظن عائلة البريطانية لوسيندا سميث بأن خدشاً طفيفاً أصيبت به على ظهر كفها أثناء عنايتها بحديقة منزلها الصغيرة سيؤدي بعد أيام قليلة إلى وفاتها. وكانت لوسيندا قد تعرضت بحسب وصف عائلتها لخدوش طفيفة قد يصاب بها أي شخص خلال روتين يومه العادي ولكنها عانت بعد يوم من انتفاخ وتورم بسيط فضلت أن تراجع المستشفى لعلاجه فطمئنها الأطباء بأن الأمر بسيط ولا داعي لقلقها. وبعد عودتها للمنزل بيوم لم تشعر لوسيندا البالغة من العمر 43 عاماً بأي تحسن في حالتها ولم تنفع العلاجات التي وصفها لها أطباء الطوارئ في تخفيف تورم خدوشها التي تطورت لما يشبه الجروح الغائرة وبدءت تشعر بآلام في جسدها فقررت العودة مرة أخرى للمستشفى ليكتشف الأطباء هناك بعد إجراء فحوصات مكثفة إصابتها بتعفن وتسمم الدم نتيجة لتلوث جروحها وإخضاعها مباشرة لعلاج مكثف بالمضادات المقاومة لهذا الداء الخطير والقاتل ولكن لسوء الحظ فقد فات الأوان وتوفيت بعد يومين فقط. وتضيف أختها كارولين بأن لوسيندا وهي أم لطفلين قد رحلت نتيجة لخطأ في التشخيص الطبي كان من الممكن تفاديه بسهولة لو أجري لها فحص بسيط وسريع للدم ولكن الآن فإن طفلتها ميغان 9 سنوات وجورج 6 سنوات سيتحملون فعلياً تبعات هذا الإخفاق الطبي الذي تسبب بفقدانهما لوالدتهما نتيجة للإهمال والتهاون الذي حاول المستشفى تداركه في اللحظات الأخيرة كما قالت جدة الطفلين شيرلي التي أصبحت هي من ترعى الطفلين بعد وفاة ابنتها. ويعتبر مرض تعفن الدم أو التهاب وانتان الدم نتيجة لتسمم الدم من مضاعفات محاربة جهاز المناعة لبعض أنواع البكتيريا الجرثومية التي يصاب بها الجسم من عدوى خارجية ويكون فيها بتلك الفترة في حالة ضعف أو قلة مناعة نتيجة معاناته غالباً من أمراض أخرى أرهقت الجهاز المناعي أو تسبب بالتهاب الأوعية الدموية من الأساس مما يجعل قدرته على التصدي لإصابة الجرثومية الجديدة ضعيفاً وتتطور عواقبها سلبياً مما يؤدي في النهاية إلى المعاناة من هذا الداء القاتل الذي لا يمكن في كثير من الحالات السيطرة عليه بعد تأخر وفوات أوان اكتشافه وينتهي بوفاة المريض.