وقفت صحيفة "الرياض" منذ تأسيسها على قمة الاستقرار المؤسسي محققة طفرات تحريرية وإعلانية لم يضاهها عربياً الا صحيفة الأهرام المصرية، ورغم تهاوي الثانية مع ميلاد صحف مستقلة ابرزها المصري اليوم إلا أن عاصمة الصحافة العربية بقيت بحيويتها ونشاطها مع ميلاد صحف الوطن والشرق وهيكلة الندوة. من متابعة دائمة، وعمل بها مؤقتاً أجزم أن كل قسم في "الرياض" يمارس عملاً تحريراً مستقلاً ومتناغماً مع سياسة الصحيفة ككل، فصفحاتها السياسية مؤثرة وعميقة، تتشارك في الصدارة مع سياسة عكاظ بينما سيطرت اقتصادياً بصفحات متخصصة واكتست لون الزرقة في طروحاتها الرياضية متوازية مع خط التحرير الرياضي في صحف العاصمة. بقي ملك الصحافة تركي السديري على قمتها طيلة 4 عقود دون ان تهتز أو تتراجع مبيعاتها، وشكلت افتتاحيتها مع يوسف الكويليت طيلة سنوات موقفاً يعبر عن الرأي العام السعودي حول القضايا المحلية والدولية، لتصبح ترمومتراً صحافياً يلفت انتباه متابعي التوجهات السعودية سياسياً واجتماعياً. لم تقف «الرياض» على دورها الصحافي بل كانت وبشهادة مؤرخي الإعلام أكبر تجمع للمواهب الصحافية للتدريب وصناعة اسماء صحافية محترفة. الحدث العابر الذي مر بها قبل أيام من نقل وترجمة لجرافك بثه موقع «جرافك نيوز» لم يكن الا خطأ صحافي تمر به الصحف دون استثناء في طرح معلومة أو صياغة مادة، وكانت مع الرياض كما وصفها جمال خاشقجي " مجرد غرافيك مترجم من مصدر اجنبي مع كسل محرر". المفاجأة أن الخطأ تحول الى حملة أو كما يصفها خاشقجي دوما "الإعلام الحملاتي" من خلال تعاون بعض المؤثرين ومؤيديهم في تبني حملة ضد شخص أو وسيلة، والتي لم تسلم منها أبرز المنابر الإعلامية السعودية هذه الحملات بدأت على صحيفة الشرق الاوسط ثم انتقلت الى صحيفة الوطن الأكثر تأثرا بذلك منذ تأسيسها، لتتحول الحملة على قناة العربية؛ وتستقر مؤخرا في صحيفة «الرياض» مع بعض المناوشات ضد أشخاص محاربين للحزبية ودراميات بعض التويترين. الحرب ضد اعلام الوطن وصوته المحلي والخارجي أزمة ضمير، وتصفية حسابات ماضية، ومحاولة لكسب جماهيرية عبر استغلال العواطف الدينية، فالمحاربون.. هم ذاتهم المدافعون عن معارضي الكيان السعودي بجميع مكوناته يتحولون حسب الموجة؛ يثنون ويدسون القدح بين سطور ثنائهم.. لتمحى حقيقة قولهم وتفتح باب التكهنات والشكوك المغلوطة. *صحافي