تشهد منطقة عسير هذه الايام توافداغير مسبوق لقوافل المصطافين وسط اجواء ماطرة وباردة والذين فضلوا ان تكون وجهتهم السياحية صوب عاصمة السياحة العربية أبها الجمال وانشودة المطر. ويلحظ المتابع ازدحام دور الايواء والفنادق والمجمعات السكنية بنسبة اشغال كاملة فيما تشهد الطرق المؤدية الى المتنزهات الطبيعية في السودة والحبلة والفرعاء تزاحما يؤدي إلى توقف حركة السير في كثير من الاوقات، فيما يبذل مرور منطقة عسير والجهات الامنية جهودا جبارة ومتواصلة لفك الاختناقات المرورية ومتابعة الحالة الامنية وقد وضعت خطة مرورية تتناسب مع شدة الازدحام اليومي فيتم اغلاق الاشارات المرورية على الحزام الدائري للقادمين من السودة وجعل الحركة حرة على الحزام والدخول إلى المدينة من أماكن بعيدة عن التقاطعات المزدحمة. في الوقت الذي تشهد فيه المهرجانات المختلفة المواقع إقبالا ضخما من قبل المصطافين سواء في مهرجان السودة السياحي أو مهرجان التسوق بالقرب من مطار أبها وكذا مهرجان الحبلة ومهرجان المفتاحة وغيرها. كما تقوم امانة منطقة عسير بجهود جبارة بالتعاون مع هيئة السياحة بعسير في كثير من المناشط والفعاليات ولعل ابرزها قرية السودة التراثية والتي تمثل تراث عسير بمختلف جوانبه سواء الجانب الجبلي او التهامي او كما يسمى المحور الشمالي والتهامي من المنطقة وتشهد القرية تزاحما لمشاهدة أهم الحرف والمهن القديمة في عسير من الحراثة والحصاد وعصر السمسم بالطرق التقليدية والزراعة والرعي والخيام والإبل وأنماط العيش قبل 100 سنة وأكثر، والمجسم التعريفي الذي يحكي طريقة السقيا قديماً عن طريق إنشاء بئر توضيحية. ويتجول السياح بين العشرات والعشرات من محلات الاسر المنتجة في منطقة عسير والتي تحتوي على أعمال الحرفيين و12 منزلا تحكي أنماط البناء القديمة، حيث يتناولون الوجبات الشعبية الشهيرة كالعريكة والمبثوثة والتصابيع وخبز البر في الميفا وغيرها من الاكلات التراثية في الجلسات والمطاعم التي تكفي لحوالي 1000 شخص من الزوار في اجواء اسرية واجتماعية مترابطة بين كل الاسر التي تستمتع بالمكان وجمال الطبيعة. وما ان يحل المساء الا وتتحول ابها الى شعلة براقة من الانشطة المكثفة في كل الاتجاهات عقب ان اغتسلت بالمطر عصرا، فالكثير يتجه لجنوب المدينة للتسوق والتمتع بالمطاعم الفاخرة في مهرجان التسوق والبعض ييمم وجهته تجاه خيمة ابها السياحية الدعوية والتي تقدم منشطها مساء كل يوم لجميع الفئات العمرية من النساء والرجال والاطفال فيقدم من خلالها المحاضرات التوعوية والتثقيفية والامسيات التدريبة والمسابقات المتنوعة وهنالك من يتجه لمسرح المفتاحة قلب ابها النابض والذي يشهد انشطة متنوعة كل مساء ما بين المسرحيات المختلفة ولعل أبرزها مهرجان الكوميديا وامسيات المحافظات المنوعة وغيرها من الفعاليات. ومن أن تخرج من مسرح المفتاحة الا وتلامس قدماك شارع الفن الذي يحتوي على أهم الفعاليات التشكيلية للفنانين التشكيليين المعروفين او حتى لمن يريد ان ينمي موهبته الفنية وقد زين الشارع بالإضاءات الملونة وغطيت سماؤه بالأشكال الجمالية البديعة، وهنالك على بعد خطوات في أعلى شارع الفن غربا من يستمتع ببحيرة سد ابها وما يقدم على ضفافها من العاب مائية وضوئية كما يطلق عليها العاب الضوء والصوت ناهيك عن من ينطلق في رحلة بانورامية استكشافية لمعالم المدينة بواسطة التلفريك الذي ينطلق من اعلى قمة الجبل الاخضر مرورا بإصدار تهامة السحيقة حتى يصل الى ابها الجديدة، وما ان تحين الساعة الحادية عشرة مساء الا وتنطلق الالعاب النارية قبالة سد ابها معلنة شلالا من الفرح والبهجة والسرور لكل المشاهدين والحاضرين للفعاليات المختلفة في ارجاء المدينة المختلفة. تلك أبها قصة عشق لا تنتهي مع الفرح البريء تنادي كل القادمين لها بنبض أهلها الكرماء مرددين انشودة الفرح من خلال لعب الخطوة العسيرية المعروفة. الألعاب النارية تزين سماء أبها كل مساء شارع الفن وسط أبها