قبل أيام تم ترشيح بعض المتقدمين للوظائف التي تم الإعلان عنها، والتي كنا نطمح منها استقطاب شباب وشابات هذا الوطن الغالي، كان التجاوب سريعاً جداً من قبل المتقدمين، حيث تم استقبال عدد هائل من الطلبات الوظيفية، والتي بدورها أعطت انطباعاً رائعاً لحماس المتقدمين، تم الاتصال بالمتقدمين لتحديد موعد للمقابلة، ولكن كانت المفاجأة بأن معظم المتقدمين هم من الباحثين عن السعودة الوهمية، فكانت معظم ردودهم "تبون سعودة ولا عندكم وظيفة؟" برامج الحد من ارتفاع نسبة البطالة هي الضغط الذي تمارسه وزارة العمل تحت هذا المسمى والذي خلق سوق سوداء للسعودة، حتى أصبحت "السعودة" مصطلحاً في القاموس السعودي، بمفهوم عملية إحلال المواطنين السعوديين مكان العمالة الوافدة في وظائف القطاع الخاص، ولكن برامج وزارة العمل غيرت هذا المفهوم إلى "اجلس في بيتك وراتبك في جيبك". العجيب في الأمر أن سوق السعودة الوهمية أخذ بالانتشار والتمدد بمميزات عديدة، فمثلاً احد المتقدمين قبل طرح الأسئلة عليه، بادر بالسؤال "كم رواتبكم؟"، سعودة مع دعم الموارد البشرية أغلى من سعودة بالتأمينات الاجتماعية، والسعودة لذوي الاحتياجات الخاصة هي الأغلى في السوق. ما أخشاه فعلاً هو أن نصبح مثل الصين عندما أبهرت العالم بارتفاع مذهل في إجمالي الناتج المحلي خلال فترة (10) سنوات، ولكن المفاجأة كانت عندما اكتشف بأنّ هذا الارتفاع ماهو إلاّ أرقام، ومازال الشعب الصيني يعاني الفقر.. مستقبلاً، نسبة البطالة في الاقتصاد السعودي سوف تبهر الخليج والعالم أجمع، وسوف يكرم وزير العمل على هذا الإنجاز العظيم.