في ظل العيد تبدو الاسرة أكثر بهاء فيه تتجدد أواصر القرابة وتنمحي الضغائن وتتصافح القلوب داخل الأسرة الواحدة والأسرة تسير في مركب واحد إذا أصابه خرم غرقت الأسرة فإذا أصاب المركب الخرم سارعت الأسرة المتكاتفة لسده والنجاة إلى بر الأمان والعيد مواساة وبلسم للجراح وفرحة بانقضاء موسم مبارك. فالعيد ليس مجرد حدث عابر ولا مناسبة نؤدي فيها طقوسا عبادية فحسب وإنما هو وقفة مع النفس ومكارم خلق فيه تبدو العائلة في أجمل حلتها فالعيد يجمع الأسرة الواحدة أبناء وأحفادا وأقرباء والعائلة أكثر صفاء وبهاء يتنابذ أفرادها الأحقاد فيما بينهم يتزينون بأخلاق العيد تعلو البسمة على محياهم السلام والمحبة ديدنهم وعلى شفاههم الابتسام الحب والاحترام سيد الموقف تعلموا من العيد التغاضي عن العيوب والزلات كرم وجود بر وإحسان وتودد وحسن منطق بذل وعطاء وصل ووصال ومجاملة تلمس لحاجات إخوتهم وأخواتهم المحتاجين إهداء للكبار والأطفال فتلك هي مفاتيح السعادة التي تعلمناها من العيد السعيد حتى يشب الأطفال على كريم الخصال ليكون العيد فرصة للتراحم والبذل والكرم والمثل يقول أطعم الفم تستحي العين فالنفس مجبولة على حب من أحسن إليها وهذا يؤدي إلى مزيد من الترابط داخل الأسرة السعيدة الآمنة المتماسكة المحافظة على دينها بدون غلو بيوت آمنة كشجرة مثمرة مباركة وعلى الأب القائد الحكيم وقف أعاصير المشاكل التي قد تحدث في أسرته وتسبب الضغائن بحكمته وقوامته ورجولته فالرجولة حسن تصرف وعقلانية واحتواء وفي العيد يتحلى الجميع بلبس الجديد والتجمل بالطيب والاغتسال ويجب أن يسبق ذلك غسل القلوب وجعلها بيضاء كبياض الثياب الجديدة فالعيد مجموعة مثل يجب إبرازها للنشء حتى تكون حياة الأسرة كلها أعيادا فنحن في زمن زاد فيه الجفاء وبرود المشاعر تجاه الأولاد العيد أقبل ويبدو الإنسان أكثر جمالا كجمال العيد بعيدا عن الصراخ والتجهم والأحقاد والقسوة التي تنخر في جسد العائلة وتعكر صفو العيد أخيرا العيد فرصة لغرس المفاهيم وتعزيز القيم الجميلة التي رأيناها في أجدادنا الأولين فكان برهم يمتد إلى أبعد قريب وأبعد جار.