«عبدالرحمن بن سعيد» تاريخ عريق.. وعطاء كبير (1/2) بدأية أنا أقف على طرفي نقيض فيما احفظه وفيما أدونه أمام تاريخ يحتل مساحة جغرافية ماضياً وحاضراً وعطاء كبيراً تعجز الذاكرة القوية عن حفظه فهو رجل وهبه الله سعة البال والقدرة على تدوين الوقائع الرياضية في وقت لا يجيد الآخرون الاحتفاظ بالوثائق سواء أكانت مدونة أو مصورة . بعض الأوراق التاريخية التي في حوزته تبهرك وتجعلك أمام رجل سبق وقته. قد تختلف معه في بعض النقاط فهو لا يقول لك ان التاريخ يكتبه المنتصرون بما يملك من كل التاريخ بل يستمع إليك ويبدى رأيه المتعقل الناضج ويقرأ كل تقوله أو حوله فقد يختلف ولا يخالف رغم ان لدينا بعض الصحافة الرياضية الصنيعة التي تؤيد ولا تعارض. وقد لا تقول ما يجب ان يقال قولاً صريحاً واضحاً في نقد بعض الصمت الذي نعيشه بالابتعاد عن التوجه حيال تكريم أمثال هذا الرجل الذي قضى جل حياته في خدمة هذا المجال بالمال والفكر والعطاء الشامل الذي لا يمكن ان ينسى في بلد آخر. فها نحن نسمع ونشاهد في الكويت «كأس الخليج الخرافي» وفي الإمارات وغيرها تقام المباريات التكريمية للذين خدموا مجال الرياضة ولأن الأصالة في اصالته الرياضية والإنسانية.فإنني أتوجه إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز إلى إقامة دوري أو تسمية ملاعب أو صالات رياضية باسم شيخ الرياضيين الأستاذ (عبدالرحمن بن سعد بن سعيد) فأنتم أهل الوفاء الذين سطرتم ملامح المواقف المشرفة في جميع المحافل داخلياً وخارجياً.. ولا أقل من تقدم لهذا الرجل شيئاً يتوافق مع ما قدمه لمجال الرياضة.. وإننى وأنا أقدم نبذة بسيطة عن حياته الوظيفية الحكومية ومسيرته الرياضية استسمح (والدي) أبا مساعد عن بعض النقص إن حصل. فهذا جهد المقل العاجز عن قراءة كل تاريخك الرياضي لقصر معرفتي رغم أنني عشت جل حياتي الرياضية قريباً من بيتك الرياضي وتعلمت منك الكثير وهذا ما استطعت من استقطاب المعلومة التي لدي: سيرة «أبو مساعد» الذاتية (العملية) عمل في البداية بمسمى ملازم وبدون راتب قرابة الأربعة شهور للتجربة تحت إدارة معالي الشيخ عبدالله لنجاوي (رحمه الله) مدير مالية الرياض نهاية عام 1364ه . ترسم رسمياً على وظيفة كاتب مستودعات براتب 50 ريالاً ومنها إلى كاتب متنوعة براتب 110 ريالات وتدرج في وظائف عديدة ومتنوعة المسميات إلى ان أصبح في أعلى سلم رواتب المميزين من الموظفين في المالية وب 420 ريالاً. انتقل إلى ديوان سمو ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز (رحمه الله تعالى) عام 1370ه وتقلب في عدد من الوظائف آخرها مساعد رئيس ديوان. تم تشكيل لجنة خاصة للنظر في الأعمال الخاصة بالديوان وتضم عدداً كبيراً من رؤساء الدواوين سميت باللجنة الملكية الخاصة وتم اسناد منصب سكرتارية هذه اللجنة للأستاذ عبدالرحمن بن سعيد. بعد ان تجمد عمل موظفي ديوان جلالة الملك سعود رحمه الله عام 1384ه أحيل الموظفون إلى وزارة المالية لتوزيعهم على الدوائر الحكومية واحالة كبار السن إلى التقاعد. طلب معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الأستاذ عبدالرحمن أبا الخيل من وزارة المالية نقل خدمات «عبدالرحمن بن سعيد» إلى وزارة العمل فتم ذلك. في وزارة العمل كلف «عبدالرحمن بن سعيد» بالقيام بعمل مدير مكتب العمل الفرعي بالرياض (وقد أنشئ حديثاً) لتسهيل مهمة العمال وتيسير أمورهم واستحصال حقوقهم لدى المؤسسات والشركات وأيضاً لتعيين طالبي العمل لدى تلك الجهات إلى ان قضت المصلحة العامة إلغاء المكتب الفرعي والاكتفاء بالمكتب الرئيسي بالرياض. صدر أمر معالي الوزير بتحويل عمله لمكتب العمل الرئيسي وأسند إليه مدير الإدارة القانونية بالمكتب وتضم الإدارة مستشارين قانونيين بالمكتب سعوديين وغير سعوديين. طلب معالي وزير العمل الاستعانة بخبرات «عبدالرحمن بن سعيد» الرياضية فاصدر القرار رقم 23/2م في 1/2/1390ه ونص على التالي: بناءً على التفاهم مع سمو مدير عام رعاية الشباب الأمير خالد الفيصل للعمل بالمديرية العامة لرعاية الشباب للاستفادة من خدماته في الحقل الرياضي فاعتمدوا مباشرتكم العمل اعتباراً من تاريخه.. إلخ، وقد أسند إليه رئاسة قسم الأندية بموجب خطاب رقم 134 في 14/2/1390ه ثم مديراً لإدارة الشؤون الرياضية بالإدارة العامة لرعاية الشباب حسب توزيع مهام الإدارات الخمس على قادة الموظفين وصدر بذلك تعميم المدير العام لرعاية الشباب الأمير خالد الفيصل رقم 813/1 في 7/10/1390ه . بعد تعيين سمو المدير العام لرعاية الشباب الأمير خالد الفيصل أميراً للمنطقة الجنوبية تقرر إعادة «عبدالرحمن بن سعيد» إلى وزارة العمل مديراً لإدارة العلاقات الصناعية بموجب الأمر الوزاري رقم 295 وتاريخ 16/4/1391ه . وبعد عامين وبالتحديد عام 1394ه طلب من قبل أمين عام مجلس الوزراء في ذلك الوقت للانتقال للأمانة وأنيط به أكثر من عمل هام وحساس ومنها: 1- أسند إليه مدير عام إدارة الاتصالات بالأمانة العامة لمجلس الوزراء. 2- ثم عمل مديراً عاماً للإدارة المالية والموظفين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء. 3- ثم مديراً عاماً للجنة العامة الوزارية وهي تحضر للمجلس الموقر. 4- أحيل للتقاعد في 1/7/1413ه وبعد 47 عاماً من الخدمات الجليلة التي معظمها قيادية وهامة وحساسة وسرية. (.. وللحديث بقية) الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (1384ه)