تواصل الكرنفال الاكتتابي الضخم على أسهم مصرف «الريان الاسلامي» بدولة قطر، في تسجيل ارقام قياسية جديدة، أحدثت تحولات جذرية في «فلسفة» الاكتتاب الخليجي، ليتوحد ابناء مجلس التعاون بالاستثمار بمصرف اسلامي، تشير كافة التوقعات والتحليلات الاقتصادية ان آثاره سوف تتجاوز سريعا حدود الخليج العربي وتتوسع استثماراته ليكون اكبر بنك في المنطقة بل واكبر بنك اسلامي في العالم. ومع وصول الاكتتاب الى منتصف الطريق وبدء عده العكسي للانتهاء في 29 الجاري، ما زالت التوقعات في مصرف «قطر الوطني» بان تستقبل العاصمة القطرية الدوحة المزيد من الحشود المتوافدة من دول الخليج ولاسيما المملكة الذي حرص العديد من ابنائها على المشاركة في الاكتتاب. وبرز التواجد السعودي جليا من خلال سجلات معبر ابو سمرة الحدودي على الجانب القطري والذي كشفت السجلات الخاصة به مرور 23 الف سيارة الى داخل قطر كان نصيب المملكة منها قرابة 10690 سيارة. وتشير التوقعات أن يصل عدد الخليجيين المشاركين في الاكتتاب ما بين 600 الف الى مليون خليجي معظمهم من المملكة والتي تتجاوز نسبتهم بحسب مصادر في اللجنة المشرفة على الاكتتاب أكثر من 75٪، نسبة غير نهائية، ما استدعى مصرف قطر الوطني التفكير في زيادة عدد الموظفين الى أكثر من 600 موظف متفرغين للاشرف على تنظيم الاكتتاب، حيث انه مع بداية الاكتتاب كان «قطر الوطني» قد فرغ 400 موظف قبل ان يتفاجأ بكثافة الحضور الخليجي. وتشير التوقعات الى حصول كل مكتتب على عدد يتراوح بين 100 و200 سهم، رغم ان الحد الادني هو 500 سهم والاعلى 5000 سهم، وذلك في ظل هذا الضغط والحشود البشرية الهائلة الراغبة في المشاركة في الاكتتاب، ما حدى بالبعض المطالبة بزيادة النسبة المخصصة للمكتتبين الخليجيين عن 20٪ وذلك حتى يحصل كل مكتب على نسبة اكبر من عدد الاسهم. هذا وما زالت مدرجات نادي قطر الرياضي تغص بالمكتتبين في مشهد مشابه للمشجعين في مباراة كرة القدم، وعن الاجواء التي يعيشها مكتتبو الممكلة في الدوحة علمت «الرياض» أن عشرات الأسر حرصت على الحضور الى مركز الاكتتاب في سياراتهم الخاصة مع اطفالهم فى شكل جماعات يحملون معهم الاغطية والطعام والمياه وغطت سيارات المكتتبين الخليجيين شوارع كورنيش الدوحة ومحطات خدمة البترول وكافة الطرقات المؤدية الى مركز الاكتتاب. وصاحب عملية الاكتتاب المستمرة منذ أكثر من اسبوع العديد من المشكلات منها نقص عدد الغرف الفندقية في الدوحة والتي هي غير مهيئة لاستيعاب كل هذه الاعداد المتزايدة من المكتتبين القادمين يوميا ولمدة 14 يوماً هي مدة الاكتتاب، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الغرف الفندقية بنسبة 500٪، حيث وصل سعر الغرفة الواحدة في الفندق نجمتين إلى 500 ريال قطري بالإضافة إلي عدم الحصول عليها. واضطر عدد كبير من ابناء الممكلة للمبيت في سياراتهم او في خيام نصبوها قرب كورنيش الدوحة، وبعد ان عجز الكثير منهم في الحصول على غرف في الفنادق، ليس لارتفاع اسعارها بل حتى لعدم وجودج شاغر فيها. واصبحت فنادق الدوحة غير قادرة على استيعاب هذه الاعداد المتزايدة من المكتتبين الذين يضطرون الي البقاء ليلة أو ليلتين من اجل انهاء اجراءات الاكتتاب كذلك ما زالت عملية الاكتتاب تشهد سوقا سوداء لبيع بطاقات الارقام وصلت الي 800 ريال قطري للبطاقة الواحدة، وحدوث نقص في بطاقات الارقام وطلبات الاكتتاب من وقت لآخر نهار الاكتتاب، ومن الطريف انه بسبب ارتفاع اعداد جوازات السفر التي يصطحبها المكتتبون الخليجيون، اصبحت هناك سوقا اخري لبيع الحقائب لوضع تلك الجوازات بها.