قال علماء ان سد الفجوة الواسعة التي اكتشفت في طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي قبل 20 سنة قد يستغرق مدة أطول بكثير مما كان يتوقع سابقاً.. ويشتبه الباحثون بأن سبب ذلك يعود إلى الثلاجات وأجهزة تكييف الهواء القديمة الطراز التي لا تزال قيد الاستعمال والتي تنفث مواد كيميائية تقتل الأوزون في الولاياتالمتحدة وكندا. وكان هذان البلدان قد خفضا كثيراً من تلك المواد الكيميائية في الموديلات الجديدة من سلعهما. وإذا صحت مقولة العلماء فيعني ذلك التعرض مدة أطول للأشعة فوق البنفسجية المؤذية مما يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الجلد والماء الأزرق في العين.. كما أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية يضر بالتنوع البيولوجي للكرة الأرضية. إن الأقمار الاصطناعية والمحطات الأرضية ترصد ثقب الأوزون منذ اكتشافه في ثمانينيات القرن الماضي.. وتوحي التشبيهات (النماذج) الكمبيوترية الحالية بأن ثقب الأوزون يجب أن يتعافى عالمياً مع حلول العام 2040 أو ,2050. غير ان التحليل الجديد يشير إلى أن الثقب لن يتعافى قبل حوالي العام 2065. وفي موازاة ذلك يتوقع أن يتعافى ثقب الاوزون الأقل تضرراً فوق القطب الشمالي حوالي العام 2040 وفقاً لتشبيه جديد رسمه جون أوستن من الإدارة الوطنية الأميركية للبحار والأجواء. وقد عرضت الاستنتاجات خلال اجتماع الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي الذي عقد في سان فرنسيسكو مؤخراً. وقال بول نيومان عالم طبقات الجو العليا في مركز غودارد للطيران الفضائي التابع لوكالة الطيران والفضاء الوطنية (ناسا): «من الناحية الإنسانية الأمر مخيب قليلاً لأنه يعني انه ستظل هناك مستويات أعلى من الأشعة فوق البنفسجية». إن قياسات نضوب الأوزون تختلف من سنة إلى أخرى مما يجعل صعباً على العلماء التكهن بالأثر الذي ستخلفه التغييرات على المدى البعيد، وكيفية تأثير ذلك على التعافي. وقد جاء حجم ثقب الأوزون فوق القطب الشمالي هذه السنة قريباً حتى أكبر من فجوة تم تسجيلها حتى الآن في العام 2003م.. ففي شهر أيلول الماضي بلغ حجم الثقب ذروته بحيث بلغ 25,9 مليون كيلومتر مربع، أو ما يقارب مساحة أميركا الشمالية، أي أقل بقليل مما سجل في العام 2003م وهو 28,5 مليون كيلومتر مربع. والمواد الكلوروفلوركربونية «الفريون» الموجودة في الثلاجات وقوارير البخ (سبراي) هي المسؤولة الرئيسية عن نضوب الأوكسيجين. وتتفق آراء الخبراء بصورة عامة على أن المواد الكيميائية التي يصنعها الإنسان باتت في مستوى مستقر منذ أن وقع أكثر من 180 بلداً في الثمانينيات على بروتوكول مونريال الذي حرم استعمال بعض مواد الفريون والمركبات الكيميائية الأخرى التي تسبب نضوب الأوزون كمادتي الكلورين البرومين. ونتيجة لذلك انخفضت كميات الكلورين في طبقات الجو العليا منذ التسعينيات وتراجعت نسبة تكاثر البرومين. غير ان ابحاثاً جديدة تشير إلى أن نضوب مادتي الكلورين والبرومين لا يجري بالسرعة المتوقعة.. وفي العام 2003م شكلت المواد المسببة لنضوب الأوزون في الولاياتالمتحدة وكندا حوالي 15 في المائة من إجمالي ما ينفث منها عالمياً، مع ان البلدين توقفا عن انتاج تلك المواد الكيميائية. وقال دانيال هرست، معيد الأبحاث في قسم المرصد العالمي في إدارة البحار وطبقات الجو العليا ان تبدد هذه المواد الكيميائية يستغرق 20 سنة وهذا بدوره قد يؤخر تعافي ثقب الاوزون. وتوحي صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية أن الأنماط المناخية الموسمية قد تؤثر أيضاً على تعافي ثقب الأوزون.. وقد اكتشف أحد الأقمار التابعة للناسا ان الكلورين يتحول إلى شكل أكثر خطورة في شتاء القطب الجنوبي القارس مما يؤدي إلى تبدد الأوزون.. أما في القطب الشمالي الأقل برودة من القطب الجنوبي فإن الأثر ليس عظيماً.