أمير جازان يرعى حفل افتتاح مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية في صبيا غدًا    «الصندوق العقاري»: لا نية لتغيير موعد الدعم السكني.. الإيداع في 24 من كل شهر ميلادي    ارتفاع الصادرات غير النفطية 4.4% في فبراير    المرصد وحزب الله : إيران تقلص الوجود العسكري في سورية    خادم الحرمين الشريفين يجري فحوصات روتينية في «تخصصي جدة» لبضع ساعات    د. الخريّف يشارك في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة    المراقبون الجويون.. أعين يقظة لضمان سلامة المسافرين    النائب العام يُقرّ إنشاء مركز برنامج حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    ترشيح "واحة الإعلام" للفوز بجائزة الأمم المتحدة لمشروعات منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات "WSIS 2024"    "البيئة" تطلق خدمة إصدار رخص إقامة الأشياب غير الصالحة للشرب    166 مليار ريال حجم سوق الاتصالات والتقنية في السعودية لعام 2023    الأرصاد: الفرصة ما تزال مهيأة لهطول أمطار رعدية    جامعة الفيصل تضخ 200 خريجاً وخريجة للقطاع الهندسي    المجمع الفقهي الإسلامي يصدر قرارات وبيانات في عددٍ من القضايا والمستجدات في ختام دورته ال 23 clock-icon الثلاثاء 1445/10/14    "سيبرانيو المستقبل".. تجربة الأمان والحماية الرقمية    حارس العين: حاولت تهدئة اللعب بإضاعة الوقت    «تأشير» ل «عكاظ»: 200 مركز لخدمات التأشيرات في 110 دول    محافظ الزلفي يطلق حملة الدين يسر    هبوط اضطراري لطائرة بوينج    فائدة جديدة لحقنة مونجارو    علامات ضعف الجهاز المناعي    «خيسوس» يحدد عودة ميتروفيتش في «الدوري أو الكأس»    في انطلاق بطولة المربع الذهبي لكرة السلة.. الأهلي والاتحاد يواجهان النصر والهلال    الهلال يستضيف الفيصلي .. والابتسام يواجه الأهلي .. في ممتاز الطائرة    يوفنتوس يبلغ نهائي كأس إيطاليا بتجاوزه لاتسيو    أمير تبوك: عهد الملك سلمان زاهر بالنهضة الشاملة    مبادرة 30x30 تجسد ريادة المملكة العالمية في تحقيق التنمية المستدامة    معادلة سعودية    إنسانية دولة    مجلس الوزراء: 200 ألف ريال لأهالي «طابة» المتضررة مزارعهم وبيوتهم التراثية    تفاهم لتعزيز التعاون العدلي بين السعودية وهونغ كونغ    مكافحة إدمان الطلاب للجوال بحصص إضافية    وزارة البيئة والمياه والزراعة وجولات غير مسبوقة    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يبحثان التعاون والتطورات    أضغاث أحلام    الدرعية تكشف تفاصيل مشروع الزلال    تأثير الحياة على الثقافة والأدب    المملكة تجدد مطالباتها بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيّين في غزة    عدوان الاحتلال.. جرائم إبادة جماعية    القوات الجوية تشارك في "علَم الصحراء"    إشادة عالمية بإدارة الحشود ( 1 2 )    دورة حياة جديدة    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يستعرضان هاتفيا العلاقات الاستراتيجية بين البلدين    شاهد | أهداف مباراة أرسنال وتشيلسي (5-0)    طريقة عمل ديناميت شرمب    طريقة عمل مهلبية الكريمة بالمستكه وماء الورد    5 عوامل خطورة لمتلازمة القولون العصبي    سعود بن نايف يشدد على تعريف الأجيال بالمقومات التراثية للمملكة    محافظ الأحساء يكرم الفائزين بجوائز "قبس"    أتعبني فراقك يا محمد !    أمير الشرقية يرعى تخريج الدفعة 45 من طلبة جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل    مجلس الشيوخ الأمريكي يمرر حزمة مساعدات أوكرانيا    الشرطة تقتل رجلاً مسلحاً في جامعة ألمانية    متى تصبح «شنغن» إلكترونية !    مهمة صعبة لليفربول في (ديربي ميرسيسايد)    أمير الرياض يستقبل عددًا من أصحاب السمو والفضيلة وأهالي المنطقة    أخضر تحت 23 يستعد لأوزباكستان ويستبعد مران    الإعلام والنمطية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. الرميح: التستر واستخدام العنف وترويع الآمنين.. خصائص مشتركة تجمع المنظمات الإرهابية
متخصص في علم الإجرام ومكافحة الجريمة يتحدث ل «الرياض»:

مرت المملكة في السنوات الثلاث الماضية بتجربة الإرهاب تعاملت معه (أسبابه - أطرافه - دوافعه - نتائجه) واجهته بتعامل (أمني - إعلامي - فكري). الدكتور يوسف بن أحمد الرميح، أستاذ مشارك في علم الإجرام ومكافحة الجريمة وكيل كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية بجامعة القصيم ومستشار أمير منطقة القصيم وأحد المتخصصين علمياً في مجال الإجرام ومكافحة الجريمة والجنوح والانحراف والعنف والمنظمات الإجرامية والإرهابية من خلال مشاركاته ورسالاته ومؤلفاته وكتاباته ودراساته وبحوثه.
الرياض في لقائها التالي مع الدكتور الرميح تتناول جوانب مهمة في مجال الإرهاب (واقعاً - علاجاً - طموحاً) فإلى الحوار:
٭ ما الإرهاب وما تعريفه وما تاريخه؟
- الإرهاب هو الإجرام المنظم الموجه ضد المجتمع بهدف تدميري، وأبسط تعريف للإرهاب هو العمل الإجرامي المقترف عن طريق الرعب والعنف الشديد والفزع، بقصد تحقيق هدف معين. ونرى أن كلمة إرهاب وردت في القرآن الكريم في سياق إيجابي كما قال تعالى {ترهبون به عدو الله وعدوكم}. ومن المفارقات الغربية عدم وجود تعريف دقيق للإرهاب رغم محاولات كثيرة من أطراف عدة منها هيئة الأمم المتحدة حتى نلاحظ أن المؤتمر الدولي حول الإرهاب والذي عقد في الرياض يوم 25/12/1425ه كان أحد أهدافه إيجاد تعريف محدد للإرهاب.
وعندما يتعرض مجتمع ما لهجوم وفساد وتفجير ظالم غير مبرر وينتج عنه قتل وسفك دماء أناس أبرياء أو تدمير وإفساد ممتلكات عامة أو خاصة أو ترويع الآمنين ذلكم هو الإرهاب بعينه.
والإرهاب قديم قدم الإنسان في هذه الأرض، والتاريخ بين لنا صورا من الإرهاب من الرومان وحضارات الإغريق القديمة عانت من الإرهاب وفي المشرق الإسلامي حركات مثل الخوارج والقرامطة وهجوم التتار كلها تصنف على أنها إرهاب.
ومن أمثلة المنظمات الإرهابية في زماننا الحاضر المافيا والجيش الجمهوري الإيرلندي والايتا في إقليم الباسك الأسباني والألوية الحمراء الإيطالية والحقيقة السامية اليابانية ونمور التاميل في الهند وسيرلنكا والقاعدة في عدد من الدول العربية والإسلامية وغيرها الكثير.
٭ ما الخصائص التي تجمع هذه المنظمات الإرهابية؟
- هناك عدد من الخصائص المشتركة التي تجمع هذه المنظمات الإرهابية لعل من أهمها: التستر والاختفاء، استخدام العنف المفرط، تخويف وترويع الضحايا، استخدام عنصر المفاجأة، عدم مراعاة تعرض الشيوخ والأطفال والنساء للخطر من التفجيرات، استخدام أحدث وسائل الاتصال وتوظيف التقنيات العلمية، والقدرة على فتح وإيجاد مصادر تمويل.
٭ هل الإرهابي الذي يفجر أو يقتل هو المسؤول عن الحدث الإرهابي؟
- الإرهابي الذي يفجر أو يقتل ليس وحده المسؤول عن الحدث الإرهابي ولكن يشترك معه آخرون في هذه المسؤولية هم على الترتيب:
٭ يبدأ الحدث الإرهابي بالمفكر الإرهابي وهو لا يحمل السلاح ولكن يقدم فكراً يسوغ الإرهابويلوي عنق النص حتى يبدو السلوك الإرهابي سلوكاً جهاديا أو سلوكا عاديا تعبديا والقتل والانتحار ما همها إلا استشهاد.
٭ ينتقل الحدث الإرهابي للمخطط الإرهابي وهو من يقوم بتحديد الأهداف لتحدث أكبر قدر من الدمار في الأنفس والممتلكات ولتحدث صدى إعلاميا واسعا وهؤلاء الأكثر تخفياً والأصعب ملاحقة أمنية لأنهم مندسون مبتعدون عن المجتمع.
٭ الممول الإرهابي وهو من يدفع فاتورة المتفجرات والأسلحة والسيارات والأجهزة وتأتي هذه الأموال من إرهابي ثري أو عمليات غسيل أموال أو تجارة مخدرات وأحياناً قليلة للأسف تأتي الأموال من طرق مشروعة مثل تبرعات وغيرها تبعد عن مسارها الحقيقي بواسطة معتنقي الفكر الإرهابي.
٭ المحرض الإرهابي وهو من يقوم بتبرير وتشجيع الحدث الإرهابي وطلب المزيد منها وتسميتها بغير اسمها والتندر بما حدث وإيجاد ضحايا وهميين.
٭ المتعاطف الإرهابي وهو من يقدم الدعم المعنوي في أوساط بسطاء الناس وفي الإنترنت وهم من يتستر على الإرهابيين ويساعدونهم في التخفي والابتعاد بعد العملية الإرهابية.
٭ المنفذ الإرهابي وهو ذلكم المراهق الساذج الذي لعب في عقله المخطط الإرهابي والمفكر الإرهابي حتى جعلوه يقدم على الانتحار باسم الشهادة بثمن بخس. و كما ذكر المنفذ ليس الأخطر إنما هو حلقة في سلسلة من الإرهاب بدأت بالمفكر ثم المخطط ثم الممول ثم المحرض ثم المتعاطف وأخيراً المنفذ الإرهابي.
٭ ما هي أسباب ودوافع الإرهاب؟
- أسباب الإرهاب كثيرة جداً لعل من أهمها بالترتيب:
٭ الفكر الضال: وهذا يأتي من طرق أناس معروف حقدهم وكرههم لهذا البلد الطيب المبارك، وهذا الفكر يسوغ العقل والتفجير والتكفير وعصيان الوالدين وولاة الأمر.
٭ الأسرة: فالأسرة التي تهمل ابنها الشاب ثم ينحرف هذا الشاب سلوكياً أو فكرياً. كذلك الأسرة التي فيها عنف ضد الشاب أو ضد والدته ويراه الشاب هنا يتولد لدى الشاب كره وحقد للمجتمع ككل وهنا يكون الشاب عرضة لأن يلتقط من قبل قادة الفكر الإرهابي ومنظريه ومفكريه.
٭ المدرسة: عندما لا تؤدي المدرسة دورها الحقيقي والصحيح في نشر العلم والفكر مصحوباً بحب الوطن والتضحية له وعندما يوجد في المدرسة معلمون لهم توجهات فكرية ضالة هنا يُدفع الطالب الشاب للإرهاب والعنف كتطبيق لما سمعه وشاهده من أساتذته.
٭ الأصدقاء: ولهم دور قيادي ومهم في نشر الفكر الضال بين أصدقائهم، والصديق له تأثير سحري على صديقه. وهنا يجب الحذر من صديق السوء الذي يدفع صاحبه للفساد والانحراف والجريمة والإرهاب.
٭ الانترنت: فالانترنت جرّت على عدد من شابنا ويلات كثيرة فدخلوا لمواقع فاسدة ومشبوهة وتعرفوا على أناس حاقدين وكارهين لهذا الوطن وللأسف يمتلكون قوة الشخصية والتأثير مما جعل من بعض مراهقينا يتعلق بهم ويطيعهم طاعة عمياء وهم يدفعون هذا الشاب لأن يقتل نفسه ويفجر في وطنه باسم الجهاد والاستشهاد.
ويكون شحن هؤلاء الشباب الصغار بواسطة مخططي ومفكري الفكر الإرهابي غالباً عن طريق الانترنت من أناس في الغالب خارج الوطن ومعرفة مواقعهم وحقدهم ومواقفهم من هذا الوطن والسبب بسيط وهو النعمة ورغد العيش والأمن والاستقرار الذي تعيشه هذه البلاد ولم ينعموا هم به لذا نجدهم يحقدون ويحسدون هذه البلاد، ثم يفرغون حقدهم بواسطة شحن عقول شبابنا الصغار عن طريق الإنترنت، أو عن طريق اللقاء المباشر خارج الوطن في أفغانستان أو العراق أو غيرها عندما يجلس قادة هذا الفكر الإرهابي الخبيث وهم المتمرسون والمتعلمون على التأثير بالشباب وهذا الشاب جاءهم طائعاً مختاراً حيث أنه أفهم أنه ذاهب للجبهات وللجهاد ثم هم يستقبلونه ويشحنونه بالكره لهذا الوطن بواسطة الدروس والكلمات المتطرفة واستنقاص هذا الوطن ويعلمون هذا الشاب المراهق أيضاً كيفية استخدام السلاح حتى أنه توضع خريطة المملكة ونقطة حمراء على الرياض العاصمة - حماها الله - ويطلب هذا الشاب المراهق التدرب على إطلاق النار على الخريطة ومحاولة ضرب النقطة الحمراء للتأكد من دقة الرماية.. وهذا فيه غسيل دماغ لهذا الشاب المراهق ليكره ويحقد على وطنه، ثم يرجع للوطن مثل البارود المتفجر ينتظر من يشعله.
٭ هل هناك علاقة بين «التعليم، حلقات تحفيظ القرآن الكريم، خطباء المساجد»، والإرهاب؟
- قد يكون هناك علاقة غير مباشرة بينها جميعاً والإرهاب، مثلاً التعليم قد يتسبب معلم لديه فكر ضال في انحراف الطلاب للإرهاب، جو المدرسة البعيد عن المجتمع والبعيد عن الهموم الوطنية يكون مجالاً خصباً لنمو وترعرع الفكر الإرهابي.. إذاً يجب أن يكون لإدارة المدرسة مراقبة جيدة على الطلاب والمعلمين لكشف من لديه أفكار هدامة وأفكار ضالة لتصحيحها.. كذلك الجو العام في المدرسة يجب أن يكون للوطن جزء كبير منه من ذلك الاهتمام بالرموز الوطنية مثل المؤسس رحمه الله، وعلم الوطن ويوم الوطن كذلك يجب الاهتمام أكثر بشهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم لهذا الوطن وكانوا مثالاً يحتذى به في التضحية.
أما حلقات تحفيظ القرآن فهي خير وبركة كلها إن شاء الله ولكن يجب الاهتمام بالمعلمين واختيار الثقات وإبعاد من عليه شبهة أو من لديه توجهات وأفكار سلبية عن الوطن وهم إن وجدوا فهم قلة ولله الحمد.
أما خطباء الجمعة فعليهم مسؤولية مضاعفة في الحرب ضد الإرهاب وللأسف يعمد بعض خطباء الجمعة للأسلوب الحماسي الناري والذي يثير الشباب خاصة ويثير جراحهم بجراحات العالم الإسلامي والذي بلا أدنى شك يتعرض للظلم والعدوان ولكن وبهذا الأسلوب الحماسي يدفع هذا الخطيب الشباب المراهق للجبهات بدون علم ولا فقه للجهاد والحرب ولو طُلب من هذا الخطيب أن يذهب بنفسه أو أن يرسل أولاده لرفض ولكن لا مانع من أن يرسل أولاد المسلمين للجبهات والهروب من المجتمع ومن الأسرة.. وهؤلاء الخطباء وهم ولله الحمد قلة والكثير فيهم الخير ولكن هذه الكثرة ينقصها الدعاء للوطن في كل خطبة والدعاء على الفئة الضالة والدعاء لرجال الأمن بالحفظ حتى نكوّن جبهة داخلية قوية وحرباً نفسية على أفراد الفئة الضالة والمتعاطفين معهم.
٭ ما أبرز صفات أو تصرفات من لديه دوافع عدوانية إرهابية؟
- هناك عدد من الصفات التي يجب أن تدق ناقوس الخطر للأسرة وللمدرسة لملاحظتها.. وأهمها:
الرغبة في الوحدة والابتعاد عن الجماعات، السرية المطلقة في أموره، جمع المال بدون معرفة أسرته أو في الخفاء، الكلام في نقائص وعيوب الوطن، الكلام عن حب الجبهات والحروب وأن الحياة لا قيمة لها، إحضار أشرطة وكتيبات مشبوهة للمنزل، لا يرغب أن تعرف أسرته عن أصدقائه شيئاً، السهر والسفر للخارج بدون علم أو إذن الأسرة، الكلام عن حب الموت، محاولة إظهار الجوانب السلبية لمجتمعه وأسرته ووطنه ومحاولة تغيير هذه الجوانب بأسلوب عنيف يفتقد الحكمة.
٭ ما دور الأسرة تجاه من بدر أن لديه انحرافات فكرية؟
- هنا يجب التفريق بين أمرين (من وجهة نظري الخاصة) إن كان لدى الابن أفكار منحرفة وتصورات خاطئة هنا يأتي دور الأسرة للمناصحة والملاطفة والأخذ بالرفق واللين ولا مانع من أن تتعاون مع المدرسة في الجلوس مع الشاب ومحادثته وإذا لم يستمع فيجب الإبلاغ عنه لتتولى السلطات التعامل معه.
الأمر الثاني إن كان الابن قد انخرط مع هذه الفئة الضالة هنا لابد من التبليغ للجهات المختصة لأنه الآن يمثل خطراً على نفسه وأسرته ووطنه.. وأن يبلغ عنه ويحقق معه ويمنع من التعامل مع الفئة الضالة أفضل بكثير من أن ينخرط مع هذه الفئة وتتلطخ يداه بدماء المسلمين والمعاهدين ويحصل منه ما لا تحمد عقباه، عند ذلك تعض الأسرة أصابع الندم عندما لا ينفع الندم.
٭ كيف نقضي على الإرهاب والإرهابيين؟
- حتى نقضي على الإرهاب والإرهابيين يجب تضافر الجهود من عدد من الجهات أهمها المواطن الذي يجب أن يلعب دور المواطنة حقاً وصدقاً بأن يكون معول بناء وتنمية لهذا الوطن، ولا يكون معول هدم لمجتمعه وأمته.. رجل الأمن الأول في المواجهة ضد الإرهاب وهو بدون أدنى شك هو المواطن.. هذا يتوجب عليه أن يكون هو رجل الأمن فعلاً في الإبلاغ عن أي مشبوه والتحري والتأكد من سلامة حيه وجيرانه ومسجده ومدرسة أولاده.. من الصعب بل من المستحيل أن تجعل الجميع رجال أمن، ولكن المواطن الصادق العاقل هو رجل الأمن وهذا يجعل عليه مسؤولية مضاعفة تجاه مجتمعه للحفاظ على سلامة الوطن.
الأمر الثاني يجب نشر ثقافة الحرب ضد الإرهاب بين الجميع وذلك بأن يستفاد من كل منبر متاح مثل المدرسة والمسجد والحي والملعب ومؤسسات المجتمع المختلفة لحرب الإرهاب كل حسب تخصصه.
الأمر الثالث يجب أن تضطلع الأسرة بمسؤولياتها الجسيمة والكبيرة تجاه أبنائها ويجب الحفاظ على الأبناء من الأفكار المسممة والخبيثة التي لها تأثير سلبي على الوطن.
كذلك يجب أن تأخذ المدرسة دورها الطبيعي والمتوقع في الحرب على الإرهاب بأن تجعل قضية الإرهاب شغلها اليومي في طابور الصباح وفي الفسحة وفي مادة المكتبة وفي مادة الرسم ومادة التعبير وتجعل مسابقات لأفضل كتابة ورسم وقصيدة وفكرة عن الوطن وعن الإرهاب.. دور المدرسة في رفع شأن رجال الأمن وأن تسمي كل أسبوع دراسي باسم أحد شهداء الوطن.
يجب أن تأخذ المدرسة دورها الصحيح في التربية الوطنية الحقة ويجب بيان أهمية الأمن والاستقرار وخطر الفوضى والعنف والفساد.
٭ حققت الجهات الأمنية ضربات استباقية وساحقة للمنتمين للفئة الضالة ولكن الملاحظ أنه لا يزال بعض الشباب يندفع لجحيم البؤر الفاسدة. وما اسباب التحاق هؤلاء الشباب بهذه الزمر الفاسدة وما دور المدرسة لحماية هؤلاء الشباب من الانجراف خلف الانحرافات الفكرية؟
- هذا صحيح، فالمتتبع للضربات الصاحقة والضربات الاستباقية التي وجهها رجال أمننا وأسود الوطن لجردان الارهاب المختبئة في جحورها، يلاحظ وبوضوح قوة هذه الضربات وفاعليتها في الحد من الجرائم الإرهابية التي تهدف لتدمير هذا الوطن وقتل المواطن وافساد التنمية الشاملة التي نعيشها في هذا الوطن المبارك. ومع فاعلية هذه الضربات ومع عدد من قتل من افراد الفئة الضالة وجرح عدد منهم والقبض على البقية وتتبع من فر منهم أمنياً واعلامياً وهروبهم المستمر من أي تجمعات ومجتمعات، ونلاحظ مع كل هذه الأمور اننا ما زلنا نرى عدداً من شبابنا يدخل في هذا الجحيم وفي هذه البؤرة الفاسدة. وللإجابة على السؤال عن اسباب التحاق هؤلاء الشباب بهذه الزمرة التي ثبت فشلها وتهدم جدرانها وفقر وضحالة فكرها أقول إنه لا بد من وقفة جادة لمحاسبة النفس وما هو الخلل الذي يدعو الشباب للهرب للجحيم حيث الموت والقتل والسجن والظلام وحيث السمعة السيئة والوصمة الاجتماعية الدنيئة.
ولا نجد شاباً يفاخر أنه عضو في هذه المنظمات السيئة السمعة الإرهابية!؟ ما اسباب هذا الاعوجاج أو الثغرة في مجتمعنا والتي تدفع بعضاً من شبابنا للهرب من الواقع.
وحتى نعالج الحرج قد يؤلم العلاج قليلاً وحتى تجرى عملية جراحية قد تحسن بالألم ولكن الألم بحد ذاته ليس المقصود ولكن العلاج هو المقصود وهنا لعلنا نعري الجرح لنرى الأسباب التي دعته لعدم الالتئام بعد..
أقول إن أحد خصائص مجتمعنا أنه مجتمع شاب صغير السن حيث أن أكثر من 60٪ من سكان المملكة في سن الشباب، وكذلك كل من قبض عليهم من الفئة الضالة وللأسف هم في سن الشباب، إذاً هنا أحد المكامن ماذا أعددنا للشباب لحمايته من الفكر الإرهابي والذي يقوده للسلوك الإرهابي.
التربية والتنشئة الأسرية لها علاقة كبيرة بالإرهاب فعندما يشاهد الطفل أو يمارس عليه عنف داخل المنزل يهرب للبحث عن مصدر حماية خارجه وهنا قد يتلقفه أفراد الفئة الضالة. كذلك البيت المهمل حيث لا يعلم الوالدان بحال الابن ومع من يسهر وأين يسافر وأين ينام، هنا دور للوالدين قد اهملاه وتركاه ثم يأتي الوالد ليقول والألم يقتله انه تفاجأ بأن صورة ابنه في الإعلام كأحد أفراد الفئة الضالة فجأة.. إنما هي تربية وتسيب واهمال فيها.
والمدسة من مناطق الجذب للإرهاب إذا لم يحسن إدارتها ويجب أن يكون لها دور كبير خاصة دورها الوقائي. وقد تكون للأسف المدرسة عاملا مساعدا للإرهاب، المدرسة تعتبر أخطر المؤسسات الاجتماعية مع الأسرة. المعلم له دور فاعل في صياغة وتشكيل عقول الصغار، ويجب عليهم عدم التركيز على جلد الذات وعدم دفع الصغار للأخطار، فالمعلم الصالح هو من يقدم خدمة وأمن الوطن وخدمة اسرة الطالب قبل كل شيء. للأسف قلة من المعلمين يدفعون بطلابهم «للهجرة» أو الذهاب للجبهات لقتال الكفار، وهذا يحتاج لفقه كبير وعلماء ثقات ومرجعيات دينية مثل هيئة كبار العلماء ومجلس القضاء الأعلى وغيرها، ويجب على المعلم الابتعاد عن هذه الأفكار المشبوهة ولو طلب من المعلم أن يذهب بنفسه أو يرسل اولاده هناك لرفض، ولكن لا مانع من أن يدفع هؤلاء الشباب الصغار ويغسل ادمغتهم للهرب من مجتمعهم للجبهات حيث الدم والموت.
كما أتمنى أن يشعر الطالب برموز الوطن مثل علم الوطن ويوم الوطن ومؤسس الوطن وأمن الوطن وغيرها من الرموز التي يجب ان يعيشها الطالب في يومه الدراسي.
٭ يشحن بعض مصدري الفتاوى الشباب باستعراض مشاكل العالم الإسلامي والمحن التي تتعرض لها اقطاره مما يولد رد فعل عند الشباب. ما كلمتك بهذا الجانب؟
- يجب أن نفخر ونعتز أننا مجتمع متدين محافظ فهذا هو التركيب الاجتماعي لمجتمعنا وهذا منة ومنحة لنا من رب العالمين ولكن يجب أن نعلم أولادنا أننا لا نستطيع حل مشاكل العالم أجمع، القنوات الفضائية والانترنت وعدد من الصحف والكتب والمعلمين والمعلمات والواعظين وغيرهم أحب ما يتكلمون عنه هو جلد الذات وأننا مجتمع سيئ غيرنا أفضل منا ونحن في مؤخرة الركب وغيرها، يجب أن نبتعد قليلاً عن جلد الذات ويجب نشر الفكر الإيجابي ونشر روح المرح والسرور بين الناس. نحن للأسف مجتمع يحب البكاء وإذا ضحك الشخص منا خاف من عواقب الضحك، وهذه الثقافة (ثقافة الحزن) منتشرة عندنا بكثرة وبعمق. مشاكل العالم الاسلامي تعرض في خطب الجمعة بأسلوب حماسي، هناك عدد من المراهقين ممن يستمع الخطبة وليس لديه فقه الجهاد وفقه الوالدين وفقه طاعة ولي الأمر. ومع جلد الذات السابق ذكره بأننا مقصرون وأننا سبب انهيار الأمة هذا الشاب يهرب للجهاد ليدافع عن المظلومين والضعفاء وهذا نبل تنقصه الحكمة... نحن أبناء الوطن هم من شحن هؤلاء الفتية للهروب لأماكن الحروب.. وأتمنى من مرجعياتنا الدينية القيام بجهد ببيان الاحكام في النوازل التي تصيب المسلمين بوضوح وشفافية مثلاً ما حصل في أفعانستان عندما تتقاتل فئات من الأفغان وكل يسميه جهاداً هل هو جهاد، هل الحاصل في العراق جهاد أم لا؟ وغيرها كثير والمستقبل يحمل في طياته الكثير.
إن أحد عوامل الجذب للإرهاب ما تتعرض له العديد من الدول الإسلامية والعربية لغزو جائر وظالم ولكن هل الحل أن يذهب صغار السن للجبهات ويتعلم الشاب السلاح وللأسف يتربى ويتعلم ثقافة من أناس معروف حقدهم وكرههم لهذه البلاد وأهلها ثم هم يزيدون هذا الشاب الصغير شحناً عاطفياً يعلمونه حمل السلاح والتفجير ويعبئون عقله أنه لا بد من أن يبدأ الجهاد في وطنه المملكة قبل الجهاد هناك في الجبهات.
٭ المدرسة - الأسرة - الحي - الاستراحات والمزارع البعيدة - الأصدقاء - الفقر والفراغ والبطالة مجالات جذب للإرهاب والإرهابيين، كيف نجعل منها ومن غيرها من المؤسسات المدنية عوامل محاربة للإرهاب والإرهابيين؟
- كما ذكرت سابقاً ان غالبية سكان المملكة هم من الشباب، والشباب لديه طاقة كبيرة ووقت فراغ، وهنا جزء مهم من المشكلة وهو وقت الفراغ ومن الضروري القضاء عليه بالمفيد من الأنشطة مثلاً، أتمنى ان تقوم كل أمانة وبلدية بعمل ملاعب للشباب داخل الأحياء كذلك خيمة أو صالة للجلسات الاجتماعية والسمر والكلام الطيب. لأن يقضي الشاب جزءاً من وقته داخل الحي للعب الكرة أو في جلسة معروف أهدافها ومؤتمنة خير من أن لا نعرف أين يقضي وقته ومع من؟
كذلك يجب أن نشجع العمل الجزئي وهو أن يعمل الطلاب بعد العصر وفي المساء في المحلات التجارية والشركات والمؤسسات نصف العمل بنصف الأجر، هنا نكسب عدة أمور مهمة لعل منها ان الشاب يكسب مالاً وهذا يقوي شخصيته ويزيد دخله ودخل أسرته ويقضي على وقت الفراغ لديه. كذلك آمل ان تفتح المدارس أبوابها بعد العصر وفي المساء لدروس التقوية التي تقوم بها الأسرة ونشاطات لا صفية مثل جماعة للرحلات وأخرى للمسرح وثالثة لتحفيظ القرآن ورابعة للرياضة والرسم والنحت وتعليم أمور منها الكهرباء والسباكة وميكانيكا السيارات. مدارسنا تعمل 6 ساعات من 24 ساعة وأتمنى ان تعمل على الأقل نصف الوقت بشرط ان يقوم بهذه النشاطات مدرسون ومدربون ثقات لا يخاف على الشاب منهم، هنا نقتل وقت الفراغ والذي هو أحد الأمور لجذب الشباب للانحراف والذي الإرهاب أحد أنواعه.
ايضاً اتمنى من انديتنا الرياضية ان تساهم بشكل فعال وايجابي في احتواء الشباب وأن تقيم لهم دورات رياضية مختلفة، وان تمتص حماسهم وتقضي على وقت الفراغ لديهم بنشاطات رياضية مختلفة. للأسف الشديد انديتنا الرياضية مثلها مثل المدارس تعمل بأقل من طاقتها مع أن لديها بنية تحتية ممتازة، وهي بهذه البنية تستطيع ان تلعب أدواراً مهمة في احتواء الشباب والقضاء على وقت الفراغ لديهم بنشاطات فكرية وثقافية ورياضية مختلفة، وهذه من عوامل الجاذبية الإرهابية..
امل من الجهات المختصة توظيف عدد من الشباب من هواة الانترنت لملاحقة المواقع المشبوهة وتدميرها أو على الأقل الابلاغ عنها والدفع لهم بسخاء نظير أوقاتهم وجهودهم.. كذلك امل ايجاد مواقع كثيرة تدافع عن الوطن ورجال الوطن حتى يتعزز الفكر الوطني وحتى تصبح المواقع الفاسدة أقلية.. كذلك اتمنى ان تعلن عقوبات على من يتعامل مع المواقع الخطيرة والفاسدة بأن من يثبت تورطه في هذه المواقع فسوف يعاقب بأي عقوبة كانت بحيث نقوي وازع العقوبة والتي لها دور فاعل في منع الجريمة كما يعرفه أهل الجريمة.
ومن مناطق الجاذبية الإرهابية الفقر، والفقر مع البطالة والفكر الضال تقود للإرهاب. ولكن معالجة الفقر تحتاج لاستراتيجيات كبيرة ومعقدة وهنا لابد من كلمة شكر وتقدير للقيادة التي بدأت جدياً في حل مشكلة الفقر بعدة مستويات لعل منها زيادة الضمان الاجتماعي والمساكن الشعبية ومؤسسة الملك عبدالله لوالديه للاسكان التنموي وغيرها. وهنا اطمح لمزيد من فرص العمل على عدة مستويات أولها تشغيل الفقراء ومن ليس لديهم تعليم أو أميين وهنا اتمنى شفافية وقوة في الطرح.. كنا في الماضي القريب أي فقير يكسب دخله بسهولة بواسطة سيارات الأجرة ولكن وللأسف حالياً هناك الآلاف من سيارات الأجرة يقودها أجانب من الهند والباكستان وبنغلاديش وغيرها كثير وأبناء الوطن يتفرجون على كسرة الخبز تؤخذ من أياديهم حيث ان المواطن السعودي لابد من أن يعيش في مستوى معيشة هذا البلد والمعيشة عندنا ليست رخيصة وهذا المواطن يعول أسرة، فمن الصعب عليه مجاراة هذه العمالة، واتمنى من قرار سياسي واضح وقوي يعيد الأمور إلى نصابها، حيث نرى سائق الأجرة السعودي بدلاً من الغريب.
كذلك من عوامل الجاذبية الإرهابية أصدقاء السوء وهم من يزين للشاب أموراً خطيرة وقاتلة ولهم تأثير سحري في عقل الشاب.
أصدقاء السوء يسهلون ويزينون للشاب الانحراف والجريمة والإرهاب وهذا دور الأسرة الأساس للتأكد من أصدقاء ابنها، وللأسف الشديد عامل الأصدقاء يعتبر من أهم وأكبر العوامل المؤدية للجريمة ولا يجرؤ على عملها وحيداً، والأصدقاء هم أحد عوامل الجاذبية الإرهابية.
في الختام يجب الحذر من عوامل الجاذبية الإرهابية والتي تساعد على اتلاف عقول شبابنا بانخراطهم في هذه المنظمات الإرهابية وكما ذكر أهم هذه العوامل الأسرة سواء اتصفت بالاهمال أو بالعنف، والمدرسة التي لا تؤدي رسالتها الصحيحة، والانترنت، والحي، والأصدقاء، والبطالة، والفقر. وعلينا جميعاً كمجتمع وكأفراد الاتحاد والالتفاف حول الوطن وقيادته للنفاذ من هذه المرحلة الحرجة من تاريخ وطننا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.