ديوان (حلو.. ومر) من كتب دواوين الشعر الشعبي النادرة، وقد تميز هذا الديوان بالكثير من القرائح الشعرية التي فاضت من وجدان الشاعر الشعبي مسفر بن سعيد بن فرحان الحبابي وتجلت فيه الملكات الشعرية التي يتمتع بها شاعر الديوان واختياره الجيد للمفردات العذبة التي صاغها لنا بأسلوب فريد تدل على تمكنه من الشعر وبراعته في نظم القوافي. ويعد الشاعر مسفر الحبابي من أصحاب القصائد المطولة.. نجد الحكمة في أشعاره مثل قوله: أعرف زهور الورد بين البساتين أصناف من بين الصنوف امعروفه صديقي الصادق على العسر واللين لا يمكن شفي يخالف اشفوفه اقابل المقبل واهجر المصدين ومن صدعني قلت جعله ذلوفه ما دمت اعرف الضا.. من الحا.. من الغين ما عشت في الدنيا بهم وحسوفه اشري.. وابيع.. ومكسب العشر عشرين وفضيلة الحسنى من الله امخلوفه اشري وفا الاجواد لوهم بعيدين واللاش ما ارجي مدة من اكفوفه من الصفات الطيب ايعان ويعين ولا الردي تكره جنابه ضيوفه يده قصيرن شبرها بين اليدين ايديه من بين اليدين امعطوفه والحنظله ما تبنت الخوخ.. والتين والسرح ما يجنا العسل من صنوفه والبيت ما يعتز والساس من طين لو دام ما دامت جدادن سقوفه حكمة وامر من كون الكون تكوين مواهبه هرج الفتى سر جوفه ادري وغيري واكثر الناس دارين وما شفت مثلي فيه ناس تشوفه فالناس متقدي.. وفالناس غاوين ومن تاه ما تخفى العوارف وصوفه اشرح.. واجيب لما ذكرته براهين واوجز لعشاق الادب كم طروفه ما قصدي الف من قصيدي دواوين لا شك روحي للقصيد امعسوفه كما ضم هذا الديوان بين دفتيه بعض قصائد المراسلات القديمة التي جرت بين الشاعرين حمد هادي المسردي - رحمه الله - والشاعر مهدي بن عشيمان الحبابي وهي من القصائد التي نالت شهرة واسعة على مستوى منطقة الخليج العربي، وتعتبر من غرائب الشعر الشعبي نظراً لكونها من قصائد المطولات حيث يتجاوز عدد كلمات الشطر الواحد من بيت القصيدة (25) كلمة. ومن الأشعار الجميلة التي احتواها ديوان حلو ومر نقطتف لكم هذه القصيدة الغزلية: لا ياهني اللي عن الحب ما يدرون ولا جربوا سلم الهوى كيف قانونه مصدين من بلوى هوى البيض ما يشكون وحب الوفا منه أكثر الناس مجنونه خصوصاً إلى ساروا بدرب سواً يمشون ورسم الوعد من بينهم ما يخونونه ترى الحب ياللي تجهلون الهوى بفنون كثير من العشاق ما يعرف افنونه انسى الهوى لكن هل الحب ما ينسون يا خبل من يبغى هل الحب ينسونه يقولون لي ما في الهوى مكسب مضمون قليل من العشاق من يوصل ظنونه ما دام خلي باصله والقدم ممنون على شانها بمشي والاقدام ممنونه بو خدود تستجيز القمر باللون وصدر رقيق والحجاجين مقرونه كساها الحلا والملح والمذهب المصيون وعز الشرف ومن المناقيد مصيونه عليها اتوجد وجد من طال فيه الكون ثلاثين عام بالعدد ما انبرا كونه ولا كما اللي له على تهمة مسجون خوانه وبوه ولابته ما يزورونه
