في جلسة صاخبة هي الأولى لمجلس الأمة منذ افتتاح دور الانعقاد الجديد الذي بدأ في السابع عشر من اكتوبر الماضي، كسب النواب أولى جولاتهم مع الحومة عندما استطاعوا تمرير قانون إسقاط الفوائد المالية على المتقاعدين والبالغة حوالي مليار وثلاثمائة مليون دولار. والذي كان محل رفض حكومي شديد، وهو ما أكدته عملية التصويت حيث صوتت الحكومة بكاملها ضد القانون، إلا أن التكتيك النيابي نجح في حشد (41) لصالح القانون فيما عارضه ثمانية نواب وامتناع رئيس المجلس جاسم الخرافي عن التصويت. وكانت الجلسة الساخنة قد بدأت بإلقاء رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد بياناً شفوياً طالب فيه النواب بضرورة التعاون مع الحكومة وعدم إثارة الشارع عليها عبر طرح قضايا شعبية كقضية إسقاط القروض الاستهلاكية على المواطنين وكذلك إسقاط الفوائد المالية عن المتقاعدين، لافتاً إلى تمسك الحكومة بموقفها الثابت والرافض لهاتين القضيتين، لأنها تريد استغلال الفائض المالي للموازنة العامة للدولة في تطوير البنية التحتية للدولة، إلا أن التنسيق النيابي خلال الجلسة خلط أوراق الحكومة والتي ادركت أن خيار الانسحاب من الجلسة هو المخرج الوحيد لها لكنها لم تقدم على هذا الخيار خوفاً من تأثيرات ذلك شعبياً وإعلامياً وهو ما سيصب في مصلحة النواب فقررت دخول مغامرة التصويت التي كانت تدرك أنه لن يأتي في صالحها وهو ما حدث بالفعل. وبعد انتهاء التصويت مباشرة طالب النواب من الحكومة احترام قرار المجلس وعدم رد القانون مرة أخرى للتصويت عليه إذا ما كانت جادة في نزع فتيل التوتر بين السلطتين. وإذا كانت جلسة (المتقاعدين) قد آلت إلى ما آلت إليه فإنه لا يزال للتوتر بقية، حيث من المفترض أن يعقد المجلس غداً (الأربعاء) جلسة خاصة لمناقشة طلب نيابي لإسقاط القروض الاستهلاكية على المواطنين، لكن الشيخ صباح أكد عقب جلسة الأمس نية الحكومة عدم الحضور، مشدداً على أن موضوع المتقاعدين يختلف كلياً عن قضية إسقاط القروض التي ترفض الحكومة مبدأ الحديث عنها في الأصل مع المجلس لأن تلك المطالب غير منطقية على حد قول الشيخ صباح، وسط إصرار نيابي على تحميل الحكومة نتائج مقاطعتها لجلسة الغد. وتقول مصادر برلمانية إن عدم حضور الحكومة للجلسة سيزيد من حدة التوتر في علاقة السلطتين كون قضية إسقاط القروض تحظى بمتابعة شعبية كبيرة عكسها الحضور الحاشد للمواطنين للندوات التي عقدها النواب في عدد من محافظات الكويت في إطار حملة إعلامية انتهت أمس الاثنين في محافظة الأحمدي جنوب البلاد.