يعد الاختلاف والخلاف منهجا طبيعيا في عالم الكرة السعودية من الأزل، وهو مصدرٌ رئيس لزيادة التشبث بالآراء وانعدام لغة التفاهم في كثير من الأحيان، بين عددٍ من الأطراف التي تعشق ألوانها حد الثمالة. ومع ازدياد حدّة التوتّر والمقارنات في مختلف ردهات الشارع الرياضي المحلي، إلا أن الأصوات تنخفض، بل وتنعدم وتقف احتراماً حين يمر اسم "الموهوب" على المسامع بمختلف ألوانها الكروية. "اللاعب البترولي"، ومغناطيس القلوب الذي زرع حبّه في أفئدة الهلاليين أولاً والجماهير السعودية ثانياً منذ أن وطأت قدماه أرض الملاعب، استهل مشواره الكروي مع الفريق الأول بين جبابرة وجيل هلالي من الصعب تكراره، إلا أنه أصبح وخلال فترة قياسية أحد أهم ركائز الزعيم.. مع تساقط أوراق النجوم السابقة واحداً تلو الآخر. مرّت الأيام وانسلخ الأزرق من جلده السابق بجيل آخر عاصره الموهوب أيضاً، جيلٌ لم يتوقف معه نبع البطولات، التي كان من خلالها سارق القلوب "الرقم واحد". بنك كروي لا يتوقف عن جني الأرباح، وإسعاد كثيرين، حقق 27 بطولة حتى الآن، وضعته على رأس قائمة اللاعبين السعوديين الأكثر تحقيقاً للألقاب. لم يكتف بذلك، ومع أهمية وجوده الفنّي والمعنوي على الرغم من تقدّمه ونضجه في العمر، لا يزال يحمل محمد ذات الأوكسجين لزملائه داخل الملعب، فروح البطولة تنتقل منه وإليه مع كل موسم ولقب آخر ينافس عليه الأزرق. محمد الشلهوب.. اللاعب السعودي الوحيد الذي حقق كافة الألقاب من خلال المسابقات التي شارك بها مع فريقه، فكل كأسٍ زيّن المنصات نادى باسمه، وكل بطولة حلم بها كانت بين أحضانه، وبألوان فريقه. ثلاث بطولات لكأس الأمير فيصل بن فهد، ومثلها آسيوية، ولقب مئوي "كأس المؤسس"، ولقبين عربيين، زاد على ذلك بحصده خمسة ألقاب للدوري، وعشر بطولات لكأس ولي العهد، فضلاً عن معانقته كأس الملك و"السوبر اللندني"، إضافة إلى مساهمته بالتتويج بكأس السوبر السعودي المصري، ودورة الصداقة الدولية، جامعاً المجد من كل أطرافه. الشلهوب.. حديقّة غنّاء وإلهام كروي على الهلاليين أن يفخروا به.