اعتبرت سميرة السلطان مديرة مؤسسة رعاية الفتيات بالأحساء، ان مشروع التزويج الذي يتم عن طريق المؤسسة أو بتحويل المتقدم للزواج مباشرة لقسم التزويج في مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي التابع لفرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمنطقة الشرقية؛ من المشروعات الناجحة مقارنة بغيره من الزيجات الطبيعية حيث تحتاج الفتاة بعد انتهاء فترة محكوميتها في المؤسسة إلى أن تعيش حياة كريمة في ظل أسرة تتقبلها وتحسن معاملتها ولا تهينها بسبب خطأ ارتكبته في سن المراهقة ثم ندمت عليه، إضافة إلى عدم وعي الأسرة بالسبب الحقيقي لارتكابها مثل هذا السلوك المرفوض دينيا وأخلاقيا، مشيره أن الفتاة قد تكون تعاني من اضطرابات نفسية لم يلاحظها الأهل لعدم وعيهم لذا يتم التدخل العلاجي في وقت متأخر، وهو ما نواجهه مع بعض الحالات المضطربة. وأكدت السلطان أن أغلب الزيجات الناجحة كانت للفتيات اللاتي تم قبولهن مرة أخرى من قبل الأهل والترحيب بعودتهن تائبات، أما من تم رفضهن من قبل الأهل فقد باءت زيجاتهن بالفشل وانتهت بالطلاق والتفكك الأسري وضياع الأبناء الذين هم ثمرة هذا الزواج، مبينة أن الفتاه تحتاج بشكل دائم ومستمر لموجه وناصح لها ولا يوجد أفضل من أسرتها، ومتى ما فقدت الفتاة انتماءها لأسرتها يكون من السهل عليها التضحية بالزوج وطلب الطلاق عند حدوث أبسط الخلافات بالرغم من الجهود التي يبذلها قسم الرعاية اللاحقة والذي تشرف عليه حاليا كبيرة الأخصائيات فايزة السدراني ويهتم بالتواصل الدائم مع الفتيات عن طريق الهاتف والزيارات المنزلية، ويقوم بالتدخل لحل بعض المشكلات مع أزواجهن أحياناً، مشددة على أهمية دور الأسرة وتفهمها لوضع ونفسية الفتاة والذي يعد أكبر داعم لها. هدى العبدالعزيز:عدم تواصل أسرة الفتاة يعيق خطة العلاج وتعديل السلوك شفافية وقالت السلطان: إن صدق المتقدم للزواج وشفافيته وعدم إخفائه لبعض الحقائق وخاصة في حال المرض أو عدم الإنجاب بسبب عارض صحي أو إخفاء عدد مرات الزواج المسبق يسهم في نجاح الزواج واستمراريته، مضيفة أن المؤسسة تواجه معارضة من بعض أولياء الأمور على تزويج بناتهم المنتهية مدة محكوميتها في المؤسسة لأسباب غير مقنعة، فيما بادرت وزارة الشؤون الاجتماعية إلى عرض الموضوع على هيئة كبار العلماء والتي بدورها أصدرت قرارها عام 1410 ه الذي فوض فيه الوزارة بتزويج الفتاة المفرج عنها في حال يرى أن الزواج أفضل رعاية لها بعد خروجها. ملاك آل مبارك: ثقافة المرض النفسي غائبة عن المجتمع وأشادت مديرة المؤسسة بدور قسم الإرشاد الديني في المؤسسة بإشراف نورة بوسيف الفعال في التوجيه والإرشاد والتواصل مع الفتيات بعد خروجهن. وذكرت أن مؤسسة رعاية الفتيات بالأحساء تتلخص رؤيتها في: "نحو رعاية إصلاحية وقائية شاملة وتأهيل الفتاة كعضو فاعل في المجتمع"، أما رسالتها فهي: "إصلاح وتأهيل الفتيات من خلال الخدمات الايوائية الشاملة المقدمة من الكوادر الوظيفية بالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة"، فيما تكمن أهدافها في: رعاية الفتيات اللاتي ينسب إليهن ارتكاب جنحة أو انحرافات يعاقب عليها الشرع. ومن جانبها، قالت هدى العبدالعزيز الأخصائية الاجتماعية، ان من أكثر الصعوبات التي تواجهنا هي صعوبة التواصل مع أسرة الفتاة مما يعيق ويؤخر خطة العلاج وتعديل السلوك والتي تحتاج لتضافر الجهود بين المؤسسة والأسرة. ثقافة وأضافت ملاك آل مبارك الأخصائية النفسية، أن ثقافة المرض النفسي غائبة عن المجتمع بالرغم من انتشاره، ومعاناة الكثيرين منه، نظراً لاختلاف العرض أو المرض فأغلب الحالات التي لديها اضطرابات نفسية وتحتاج الى تدخل طبي ترفض العلاج لاعتقادها بأنه يسبب الإدمان وأنها تتحرج من نظرة الاخرين لها كونها مريضه نفسياً. أمل المسلم: نشر الوعي للوقاية من المشكلات قبل وقوعها الوعي ولفتت أمل المسلم الأخصائية الاجتماعية ومسؤولة العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي بالمؤسسة، أن المؤسسة تسعى إلى مشاركة الجهات الأخرى برفع مستوى الوعي بقضايا الأسرة، وتنسيق برامج توعوية خارج المؤسسة مع الجهات التي تم توقيع مذكرة تفاهم وشراكة مجتمعية معها حيث تستعد المؤسسة بالتعاون مع قسم العلاقات العامة والإعلام برئاسة ليلى باهمام بمكتب الإشراف الاجتماعي النسائي بالمنطقة الشرقية لتنظيم ملتقى شهري يتضمن محاضرات وورش عمل داخل وخارج المؤسسة في الأحساء والدمام والاستعانة بلجان تطوعية بهدف نشر الوعي والوقاية من بعض السلوكيات والمشكلات قبل وقوعها، متوجهة بالشكر إلى كل من تعاون مع المؤسسة في تسهيل العمل وإيصال الصوت لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع، مضيفة، نحن جميعا مجتمع واحد يسعى لهدف مشترك وهو حماية أبنائنا وبناتنا والمحافظة على تماسك الأسرة.