أرامكو تكثف إجراءات الأمن والسلامة في معاملها للغاز.. وتنهي مشكلات فنية جنبتها خسائر بقيمة 2.250 مليار ريال

تسجيل 52 إصابة بين موظفي المقاولين عام 2014.. و31 في 2015

تكثف شركة أرامكو السعودية إجراءات الأمن والسلامة في كافة معاملها للغاز من خلال جولات تفقدية ميدانية شهرية يقوم بها أعضاء الإدارة العليا والتنفيذية بالشركة من جانب حرص الشركة الصارم على مدى تقيد منشآتها بكافة معايير الأمن والسلامة التي وضعتها الشركة ضمن أولوياتها متجاوزة تحديات شتى وأبرزها التغلب على مشكلات تقنية في محركات أحد المعامل التي جنبت الشركة خسائر وشيكة في الأرباح قدرها (2.250) مليار ريال.
وأظهرت نتائج جولات شهر يونيو تقارير مطمئنة شملت أعمال الغاز في منطقة الأعمال الشمالية في كل من معامل الخرسانية والبري وواسط، حيث أظهرت الجولات الثلاث المنفصلة التي قام بها أعضاء الإدارة العليا والتنفيذية التزام الشركة المستمر بكافة معايير السلامة، وكشفت عن اتجاه جميع أرقام السلامة وإحصاءاتها في المسار الصحيح.
واستعرض مدير عام أعمال الغاز في منطقة الأعمال الشمالية بالوكالة، محمد العساف تقريرًا عن أداء السلامة بشكل عام في معمل الخرسانية، منوهًا إلى أن الفريق العامل هناك مسؤول حاليًا عن تحقيق طاقة معالجة للغاز بإجمالي 6.98 مليارات قدم مكعبة قياسية في اليوم، وتوليد طاقة كهربائية بمقدار 750 ميجاواط في الساعة.
ويتوقع أن تسجل طاقة معالجة الغاز، مع اقتراب بدء تشغيل معمل الغاز في واسط، بالإضافة إلى معمل غاز الفاضلي وشيك الإنشاء، زيادة بأكثر من الضعف في المنطقة الشمالية، مما يجعلها منطقة رئيسة في المساعدة على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المملكة.
وذكر العساف إنه على الرغم من التحديات التي أظهرها عدد من مشاريع الإنشاء والبناء في المنطقة، فإن إحصاءات السلامة أظهرت تحسنًا مستمرًا في غالبية الفئات، بما فيها نسبة الإبلاغ عن الإصابات والحوادث وشيكة الوقوع واقتراحات السلامة ودورات التدريب على السلامة المقدَّمة والمنجزة علاوة على السلامة القائمة على السلوكيات بشكل عام.
وأشار إلى أن المؤشرات الرئيسة القوية قد ساعدت في تعزيز المؤشرات الضعيفة، ومنها عدم تسجيل أية إصابة مهدرة للوقت أو مقيدة للعمل خلال عام 2015 حتى يونيو، بالإضافة إلى عدم وقوع أية حالة وفاة على رأس العمل على غرار ما حدث طيلة عام 2014. ومن بين النقاط المضيئة أيضًا، كما قال العساف، عدم تسجيل أية وفيات خارج العمل في عام 2015 م حتى الآن، بعد أن فقدت المنطقة اثنين من موظفيها في حادث مروري العام الماضي.
وقد تضمنت كل زيارة من الزيارات الثلاث للمنطقة تقارير حول برامج التوعية بالسلامة المرورية والبرامج التدريبية التي نفذت للقضاء على مشكلة الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية خارج العمل على مستوى الشركة. وقد حظيت المبادرات التي نُفذت بثناء وتقدير رئيس أرامكو السعودية، كبير الإداريين التنفيذيين المكلّف، الأستاذ أمين بن حسن الناصر، الذي كان على رأس فريق الإدارة العليا والتنفيذية الزائر إلى معمل الغاز في واسط، حيث قدَّم المشغل رائد الزهراني تقرير لحظة السلامة، متناولا فيه بالتفصيل حالتي الوفاة اللتين وقعتا في عام 2014، مشيرًا إلى أن عدم نيل قسط كافٍ من النوم والسرعة وعدم التقيد باستخدام حزام الأمان كانت من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى الوفاة.
ومن بين النقاط الباعثة على القلق التي أظهرها تقرير السلامة العام كانت قضية سلامة موظفي المقاولين، رغم وجود مؤشرات تحسُّن بهذا الشأن. فبعد أن تم الإبلاغ عن إجمالي277 إصابة بين موظفي المقاولين خلال عام 2013، تراجع العدد إلى 52 إصابة في عام 2014، و31 إصابة في عام 2015 حتى يونيو الحالي.
وأكد العساف أن المنطقة على ثقة تامة بأنها ستحافظ على سجلها في تنفيذ توصيات السلامة حيث شهدت السنتان الماضيتان تنفيذ 48 توصية بنجاح. وحالياً، هناك 18 توصية من المقرر تنفيذها خلال النصف الثاني من عام 2015. كما سلطَّ العساف الضوء على عدد من الإنجازات التي شهدتها المنطقة خلال السنة الماضية في مجال المحافظة على البيئة، ومنها النظام الجديد لإسالة غاز الإيثان، ونظام الرصد التنبؤي للانبعاثات، وبدء تشغيل مرفق حقن المواد المشعة طبيعيًا، والانتهاء من برنامج ترشيد استهلاك المياه الذي نتج عنه انخفاض كبير في استهلاك وهدر المياه، ونفذت المنطقة 22 توصية من أصل 23 توصية بيئية مدرجة على قائمة الأعمال المقررة في عام 2015.
وبهذا الصدد أشار الناصر إلى أعمال التوسعة الكبيرة التي تشهدها المنطقة حاليًا، مؤكدًا على أنها واحدة من العوامل الرئيسة المساهمة في نجاح برنامج الغاز في الشركة. كما أبدى إعجابه بالعرض الذي تناول برنامج الغاز في واسط، والذي أظهر ارتفاع مستوى الخبرة لدى الموظفين، بحيث أصبح لدى 32% منهم ما لا يقل عن خمس سنوات من الخبرة من العمل في معامل الغاز، مقارنة بالنسبة المسجلة في مراجعة الإدارة العليا والتنفيذية لأصول السلامة التي أجريت في أكتوبر 2014 والبالغة 25%.
من جهته قدم م. عبدالرحمن الجوهر، من برنامج الغاز في واسط، عرضًا عن جاهزية الموارد البشرية لتدشين برنامج الغاز في واسط، وسد فجوة الخبرة من خلال العمل مع إدارات أعمال الغاز الأخرى، بالإضافة إلى معملي سوائل الغاز الطبيعي في ينبع والجعيمة خلال مرحلتي التشغيل التجريبي وبدء التشغيل.
وفي جولة السلامة الثانية، شارك النائب الأعلى للرئيس لخدمات التشغيل والأعمال بالوكالة، الأستاذ محمد السقاف، في جولة ميدانية لمعمل الغاز في البرّي، أبدى فيها إعجابه بهذا المعمل الذي يُعد أقدم معمل للغاز في أرامكو السعودية، حيث تم تدشينه في عام 1977، ضارباً المثل بمستوى الابتكار الذي تجلى في عملية استبدال محرك معطوب لتبريد الدوامات بالهواء في قطار التوليد المشترك رقم 200 كنموذج لعلو الهمّة والتصميم اللذين يتحلى بهما موظفو معمل الغاز في البرّي.
وأوضح اختصاصي تقنية المكائن في معمل الغاز في البري، عاطف الشهري، كيف قادت جلسة العصف الذهني التي شارك فيها الفريق إلى حل المشكلة بتصنيع موائم لقاعدة المحرك ليتمكنوا من استخدام محرك أفقي القاعدة له نفس المواصفات وتمديد مسامير الأغطية لتتناسب مع الموائم، وقد نُفذت عملية استبدال المحرك في أقل من 24 ساعة، مما أسهم في تفادي أربعة أيام من إيقاف العمل قد ينجم عنها خسائر في الأرباح قدرها 600 ألف دولار، إضافة إلى أن ثمة مبادرات أخرى أنجزت في معمل الغاز في البري أدت إلى تحقيق خفض ملحوظ في استهلاك وهدر الطاقة.
كما شارك النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق، عبدالرحمن الوهيب، في جولة السلامة الثالثة، حيث تفقد خلالها معمل الغاز في الخرسانية، وأكد الالتزام بحث الجميع على التركيز على أداء مهماتهم وفق أعلى معايير السلامة. وكان من بين المشاركين في هذه الجولة النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية بالوكالة، الأستاذ أحمد السعدي، الذي أكد أن جميع المؤشرات تتجه في المسار الصحيح، مشيرًا إلى أنه على الرغم من عدم وقوع أي حرائق أثناء أعمال التشغيل خلال عام 2015، إلا أن الحوادث الصغيرة التي وقعت في الأحياء السكنية للمقاولين تستلزم العمل إلى جانبهم لضمان عدم تكرارها.
نظرة أمل وطموح للإنتاج مستشرفة غداً أكثر أمناً وسلامة
الاطمئنان على سلامة عمليات معالجة الغاز على مدار الساعة ضمن إجراءات مشددة