هناك تساؤلات عديدة ومريرة في نفس الوقت .. تساؤلات قد لا نجد لها اجابات شافية من البعض مع الأسف الشديد وقد نجد البعض يتهرب من الإجابة عليها بل ويراوغ البعض في تلك الاجابات ليس لأن تلك الأسئلة صعبة ولكن لمجرد عدم الوضوح في مسيرة حياتهم فنجدهم يختلقون الأعذار فقط لا أكثر وعلى سبيل المثال لا الحصر. لماذا يصعب على البعض قول الحقيقة بينما لا يوجد لديهم أسهل من قول الباطل؟، ولماذا البعض نجدهم يذكرون عيوب الناس ويسلطون السنتهم للغيبة والنميمة والقيل والقال وأكل لحوم الناس والحش في خلق الله ولكنهم ينسون عيوبهم ويتضايقون عندما تأتي سيرتهم وذكر عيوبهم؟!. ولماذا نجد البعض مع الأسف الشديد يخشون مراقبة الناس ولكنهم لا يخشون مراقبة الله سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور؟ ولماذا نجد البعض يرددون محبة الله ولكنهم يتمادون في معصيته بينما يرددون كرههم للشيطان الرجيم ولكنهم يطيعونه وينفذون وساوسه ويطأطئون رؤوسهم له بكل ترحاب؟. لماذا نجد البعض يسهرون على الأفلام والمسلسلات والمباريات حتى بعد منتصف الليل ولكنهم لا يسهرون مع قراءة كتاب الله جل وعلا أو القيام بصلاة ما تيسر لهم من صلاة الليل حيث ينزل الله جلت قدرته إلى السماء الدنيا يناجي عباده في الثلث الأخير من الليل؟!. ولماذا البعض نجدهم ينقفون الأموال الطائلة للسفريات والحفلات والرحلات والملذات ولكنهم يبخلون ببذل المال على الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام مع أن الأولى زائلة والأخرى باقية والله جل وعلا يقول (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله)؟. لماذا نجد البعض لا يتقبلون النصيحة التي تقربهم إلى رب الأرباب ولكنهم يتقربون من أصدقاء السوء الذين يؤدون بهم إلى الهاوية وغضب الجبار؟. لماذا نرى بيوت الله جل وعلا وقد خلت من المصلين وبالذات في صلاتي العشاء والفجر بينما نجدهم يتسابقون إلى الملاعب والاستراحات والملاهي زرافات؟. لماذا نجد البعض يبكي وينوح عندما يسمع أغنية عن الحب والمحبوب والهيام ولكن لا نجدهم يبكون من خشية المولى عز وجل والخوف من الموت وسكراته والقبر وعذابه وظلمته؟!. ولماذا نجد البعض يغضب لو انتهك عرضه وحرماته ولكن عندما تنتهك حرمات الله عز وجل لا تجده يتألم لذلك؟!. - أحبتي- هناك من لا يبالي بذلك وهناك من باع آخرته بدنياه ..وهناك من لا يتقبل النصح والإرشاد مع ان كل إنسان يحتاج إلى ذلك وخاصة في وقتنا الحاضر.. وهناك من نسي أنه سيرحل من هذه الدنيا الفانية مهما عاش على أرضها ومهما بقي يسرح ويمرح بدون أن يفكر بأنها غرارة خداعة ..وهناك من نسى قول الحق تبارك وتعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره). -اخواني واخواتي الأكارم- علينا أن نفكر جميعاً بما ينفعنا وما يقربنا إلى المولى جل وعلا ويبعدنا عن كل ما يغضبه عز وجل فأين الآباء والأجداد والأمهات والأحباب والأقارب والأصدقاء الذين كانوا بالأمس بيننا أين هم الآن؟! وهل ياترى هم في نعيم أو جحيم؟. ولله در القائل: القبر باب وكل الناس داخله ياليت شعري بعد الموت ما الدار الدار دار نعيم إن عملت بما يرضى إلاله وان خالفت فالنار هما محلان ما للمرء غيرهما فاختر لنفسك أي الدار تختار والله من وراء القصد همسة: الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب