راَم

ما الحُبُّ إلاَّ فِطرةٌ وهُيَامُ من ذا على عِشقِ الفُؤادِ يُلاَمُ ؟
من لم يَذُقْ طَعْمَ المحَبَّةِ قلبُهُ فَحياتُهُ كمماتِهِ إظلاَمُ
لا إثْمَ في شَرعِ الغرامِ وإنَّمَا إثْمٌ على من قَالَ عنهُ حَرَامُ
لو يَفْقِدُ الحُبَّ الأنَامُ تَوَحَّشُوا وتَشابَهَ الإنسَانُ والضِّرغامُ
وتَفَارَسُوا بَعضَاً لِيَنْعَمَ بعضُهُمْ بِحُظُوظِ من قد سَامَهُ الإرْغَامُ
ولما تساقى الخِلُّ من مَحْبُوبِهِ قَطْرَ الحَيَا وتَنَاسَلَ الأقوامُ
نورُ الجمالِ الحُبُّ ليس بِغيرِهِ تَتَسامَقُ الأخلاقُ والأعْلامُ
يا مَنْ أحُبُّ لحُبِكِ الدُّنيا وما فيها كَرِهْتِ كَرِهْتُهُ يا رَامُ
لَكِ كُلُّ أيامِي وآمَالِي التي خَبَّأتُها في القَلبِ فهي ذِمَامُ
إن شِئتِ أضْواءَ السَّنَا أشْعَلتُها فَتُضِيئُكِ الأيامُ والأعْوَامُ
أنتِ الرِّياضُ به الأزاهرُ والنَّدى وشمِيمُها الأعْطَارُ والأنسَامُ
يا رَاَمُ إنْ تَقْسُ الحياةُ فما قَسَتْ مُهَجٌ وفيها رِقَّةٌ وغَرَامُ
جَمَعَ الجمالُ لكِ المحاسِنَ والصِّبا فإذا وصفْتُكِ خانني الإلْهَامُ
يتضوَّعُ العِطْرُ النَّدِيُّ إذا مَشَتْ وبصَوتِهَا تَتَرَنَّمُ الأنْغَامُ
ما أنْضَرَ الوجْهَ المُجَلَّلَ بالسَّنَا والكُسْتُنَائِي الشَّعْرُ كم يَعْتَامُ
فَعُيُونُها بحرٌ وشطٌ بَلْ هُمَا صُبْحٌ ولَيلٌ فِيهِمَا يَلْتَامُُ
ثَلْجٌ على رَوضِ الخُدودِ مَزِيجُهُ ال ياقُوتُ والألماسُ فهو نِظَامُ
والأنفُ مِثلُ السَّيفِ أمَّا خَصْرُهَا طَوقٌ ورِدْفَاها هُمَا الآكَامُ
تَفْتَرُّ عن ثَغْرٍ ثنايا لُؤلُوٍ تَبدُو فيُشْرِقُ ثَغْرُهَا البَسَّامُ
والجِيدُ جِيدُ الظَّبْيِ شَاقَ إذا التوى أمَّا اليدانِ أصَابِعٌ أقْلاَمُ
وحَمَامَتَانِ على ترائِبِ حَقْلِهَا تَتَواثَبَانِ وما بِها استسلامُ
تَزدانُ بالقَدِّ النّحِيلِ كنخلةٍ مَمْشُوقَةٍ أغرى بِها التَّهْيَامُ
مَمْلُوءَةُ السَّاقَينِ ما أحلاهُمَا مَلْفُوفَةٌ تَزْهُو بها الأقْدَامُ
مَرَّتْ على عَينِي فكِدْتُ أضمُّها من لهفتِي فإذا بِها أحْلامُ