لم يبق من الاستفتاء على مصير جنوب السودان إلا ثمانية وثلاثون يوماً فقط، ولكن ينتاب العالم قلق كبير في أن هذا الاستفتاء لن يجري في موعده نسبة للعراقيل الكبيرة التي تقف أمامه وأن خطر الحرب ماثل حتى ولو جرى الاستفتاء في موعده لأن النتيجة لن تحظى بالاعتراف. وقد حاولت افريقيا من خلال القمة الأفريقية الأوروبية التي عقدت في ليبيا أن ترسل رسالة اطمئنان بأن الاستفتاء سيجري في موعده وأن النتيجة سيتم الاعتراف بها، وعلى كل فإن الخطوات الجارية الآن تدعو للتفاؤل والتصريحات الصادرة من ا لمؤتمر لا تدعو إلى القلق إذ إن كل ما يتنماه أن تكون نتيجة الاستفتاء تعبر بحرية ونزاهة عن حق الناخب الجنوبي وهذا أيضاً ما أكدت عليه الحركة وما يتطلع إليه العالم ..إذ إن العالم يريد أن تكون المعايير متطابقة لقيام دولة جديدة وفي الوقت نفسه يسعى لضمان قيام هذه الدولة وبقوة، وساهمت كل من بريطانيا وأمريكا والأمم المتحدة في تقديم مساهمات فعالة لمفوضية الاستفتاء للانطلاق في عملها وتجاوز المطبات التي تواجهها بعد الشكاوى الكثيرة التي قدمها رئيسها محمد إبراهيم خليل ودعا في احداها إلى تأجيل الاستفتاء برمته، على كل الآن الاستفتاء يسير بصورة طبيعية والاقبال يتزايد في الجنوب حيث وصل التسجيل إلى النسبة المطلوبة لاجراء الاستفتاء وإن كان التسجيل في الشمال ضعيفاً ..على كل تبدو المراحل الأخرى شكلية من نشر للكشوفات والطعون إلى أن تأتي المرحلة المهمة وهي مرحلة التصويت على تقرير المصير في التاسع من يناير وهو يوم يتطلع إليه العالم والسودانيون بترقب شديد.