جئت إلى الطائف المأنوس في أوائل عام 1381ه أي ما يقرب من (50) عاما ..وكانت عبارة عن مدينة صغيرة تتطلع كغيرها إلى النهضة الشاملة التي بدأت تعم البلاد على امتداد مساحتها الشاسعة الواسعة التي رسم خطى مسيرتها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه- خاصة وهي مصيف المملكة الأول ومقر الدولة في فصل الصيف..لشهرتها التأريخية جوا وتراثا وموقعاً ..ولاحتوائها على ألوان المنتجات الزراعية ..وأشهى وألذ الفواكه النادرة. وكان الحاكم الاداري فيها آنذاك الأمير الراحل الشيخ عبدالعزيز بن معمر- رحمه الله - أحد رجالات الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الموثوق فيهم اخلاصاً وتقوى ووطنية..وممن يعتمد عليهم في المهمات الصعبة وحل المشكلات المستعصية. | وكنت أرتاد مجلسه العامر بداره بحي العزيزية والذي مازال عامراً برواده حتى الآن..وكان يحظى الجميع بكريم عنايته وفضله ونصحه وقضاء حاجاتهم وحل مشاكلهم وتسهيل أمورهم أثناء دوامه الرسمي وخارجه ..وكان ذكيا فطناً وعلى خلق ودين وتواضع وحسن تعامل. | ورغم الظروف الصحية والمرضية التي تعرض لها في أخريات حياته فقد ظل صابراً ومحتسباً في أداء عمله اليومي شعوراً منه بأمانة المسؤولية تجاه الوطن والمواطنين وولاة الأمر. | وكان ابنه البار..ابن الطائف ..الأستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر ملازماً له طيلة فترة مرضه حتى أتاه اليقين.. بعد أن خدم أمته ووطنه من خلال ما كلف به من أعمال ومناصب ومسؤوليات في مواقع عديدة من وطننا الغالي بجد وأمانة وثقة واخلاص ، كان آخرها أمارة الطائف التي أبلى في خدمتها وأهلها بلاء حسنا. | فبكاه أهالي الطائف ومن عرفه وتعامل معه ..تاركاً وراءه بصمات لا تنسى في تقدم الطائف وتركيز خطى مسيرتها التقدمية مواكبة مع النهضة المباركة التي تعيشها بلادنا في شتى مجالات الحياة..بفضل تخطيط ومتابعة وتوجيه ولاة الأمر - يحفظهم الله -. | رحم الله الأمير الراحل الشيخ عبدالعزيز بن معمر رحمة واسعة وأسكنه جنات النعيم ..فقد كان نعم المسؤول والحاكم الاداري والمثالي في استقامته وإخلاصه وخلقه وتواضعه وعدله وانسانيته ووطنيته. | ومن حسن حظ الطائف وأهله صدور قرار الإرادة السامية الكريمة على تعيين الأستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر نجل أمير الطائف الراحل الشيخ عبدالعزيز بن معمر - رحمه الله - لتولي مسؤولية امارة الطائف كحاكم اداري خلفا لوالده واتماما لما بناه ورسمه في مسيرة نهضتها وتقدمها للوصول بها إلى مشارف الرقي والتطوير تمشياً مع مكانتها التاريخية والسياحية كمصيف من مصايف المملكة الشهيرة والهامة. | ففرح أهالي الطائف بتعيينه باعتباره أحد أبنائها الذين عاشوا على أرضها منذ نعومة أظفاره..وشكروا للقيادة حسن الاختيار والثقة التي جاءت في محلها. | فشمّر- وفقه الله- عن ساعد الجد ومنح الطائف من وقته وفكره وعمله ورأيه السديد وبتضافر المسؤولين فيها ما هي جديرة به من أهمية وعناية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من تقدم ونهضة شملت جميع مرافقها من تعليم وسياحة ومشروعات جديدة وانمائية وتجميل وسفلتة ومطبوعات تاريخية وتعريفية تبحث في تاريخها قديما وحديثا لا يستغني عنها الباحث والدارس .. واتسعت رقعتها السكانية وتوالت مخططات المنح لذوي الدخل المحدود وتحسين مداخلها وازدواجية طريق الجنوب والهدا ومشروع تلفريك الهدا والقرية الشعبية بالكر ..وزيادة عدد الحدائق والمنتزهات السياحية في الهدا والشفا ومسرة ورحاب والحوية وليه والسيل وفي العديد من القرى والضواحي..اضافة إلى فتح طرق جديدة تخترق هذه المنتزهات والمصايف ينحدر بعضها إلى تهامة غربا كطريق المحمدية الجاري تنفيذه حالياً عن طريق جبال الشفا. | ومهما أسترسلت في وصف ما حظى به الطائف سابقا ولاحقا من إنجازات رائدة ومجهودات موفقة من معالي محافظها ومسؤوليها وعناية ومتابعة أمير المنطقة شملت في مجملها: المدينة والقرية والسهل والوادي ..وكانت بحق محل الثقة وحسن الظن وتقدير الآخرين ..فليس بوسعي حصر ذلك ..وحسبي أن من زارها وتنقل في جنباتها عن قرب سيرى بأم عينه حقيقة ذلك (ومن رأى ليس كمن سمع) وبالله التوفيق.