أحياناً نجد بعض الناس من القادرين على مراجعة المستشفيات الخاصة ودفع تكاليفها العالية وذلك من أجل الاستفادة من الكفاءات الطبية الموجودة في تلك المستشفيات وأيضاً من الأجهزة عالية الكفاءة والتي توفرها المستشفيات الخاصة بمتابعة دقيقة لما يستجد في عالم الأجهزة الطبية في كل مكان من العالم. ولكننا قد نجد من ذلك البعض الذي يملك القدرة على التداوي في المستشفيات الخاصة من يراجع مستشفى حكومياً بعينه بحثاً عن طبيب بارع سمع به أو تعامل معه ففي المستشفيات الحكومية بعض الأطباء البارعين الذين قد لا نجد مثيلاً لهم في المستشفيات الخاصة ولذلك فهم يحظون بمتابعة بعض المرضى لهم. وفي السابق كان هؤلاء الذين يراجعون المستشفيات الحكومية رغم قدرتهم على التمتع بخدمات المستشفيات الخاصة يجدون في الأقسام الطبية الخاصة التي يدفع من أجلها المرضى أتعاب التداوي بعيداً عن الأقسام العامة بالمستشفى والتي عادة ما تشهد ازدحاماً مزعجاً.. وعن طريق دفع الرسوم النقدية المطلوبة يصل أولئك المرضى إلى الأطباء الذين يبحثون عنهم ويفضلونهم عن سواهم بعيداً عن الانتظارات القادمة في مواعيد المراجعة داخل الأقسام العامة بالمستشفيات الحكومية ..وعن الزحام العجيب ..وربما تدني الخدمات لسبب أو لآخر.. وقد نجحت الأقسام الخاصة بالمستشفيات الحكومية في تلبية احتياجات المرضى الباحثين عن أطباء بعينهم للتداوي على أيديهم. وفجأة تم قفل الأقسام الخاصة وألغيت خدماتها دون معرفة الأسباب على الرغم من الخدمات الكبيرة التي كانت تقدمها للمرضى الذين يفضلون دفع الأتعاب والتمتع بالمقابل بالخدمات الأفضل.. وعاد المرضى رغماً عنهم بقبول المستشفيات الخاصة لعدم قدرتهم على الانتظار ..والزحام ..والمعاناة في الأقسام العامة بالمستشفيات الحكومية..وأعرف بعض المرضى الذين كانوا يتداوون في الأقسام الخاصة بالمستشفيات الحكومية وقد اجبروا على تحويل ملفاتهم إلى المستشفيات نفسها بأقسامها العامة ولكنهم لم يستطيعوا تحمل متاعب الأقسام العامة وبعد أن كانوا يحجزون عند أطبائهم في الأقسام الخاصة ويحضرون في المواعيد المحددة لذلك ..أصبحوا مطالبين بالحضور مع بدء الدوام صباحاً والانتظار حتى الظهر أو العصر وأحيانا دون أن يأتي دورهم في الكشف عند الطبيب!!. هذه الشريحة ..وهي شريحة كبيرة العدد تضررت كثيراً بقفل الأقسام الخاصة بالمستشفيات الحكومية ودون مبرر على الاطلاق وهم ينتظرون فرج التراجع عن هذه الخطوة والعودة إلى فتح الأقسام الخاصة من جديد ما دام الهدف هو خدمة المرضى وتسهيل سبل علاجهم.. فهل يمكن للجهة التي قامت بقفل الأقسام الخاصة باعادة النظر وفتحها مرة أخرى تقديراً لظروف المرضى المحتاجين للتداوي عند أطباء معينين في المستشفيات الحكومية. اننا نأمل ذلك ..بل وننتظره بفارغ الصبر.. ستار قال الشاعر: وداريت كل الناس لكن حاسدي مداراته عزَّت وعزَّ منالها وكيف يداري المرء حاسد نعمة إذا كان لايرضيه الا زوالها