نائبة رئيس جمهورية أوغندا تصل الرياض    فيلكس يواصل صدارة الهدافين    جامعة طيبة تحصل على اعتماد دولي من الجمعية الأوروبية للضيافة والسياحة    انطلاق القمة العالمية للبروبتك    100 مشروع ريادي لنهائي الكأس    تعزيز الشراكة مع إيطاليا    تقدم في مسار المصالحة الفلسطينية.. توافق على قوة حفظ سلام بغزة    سائح يعيد حجارة سرقها من موقع أثري    «إياتا» تضع قواعد جديدة لنقل بطاريات الليثيوم    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على هيفاء بنت تركي    الديوان الملكي: وفاة صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت تركي بن محمد بن سعود الكبير آل سعود    صدارة آرسنال في اختبار بالاس.. وسيتي ضيفاً على أستون فيلا    بعثة منتخب منغوليا تصل إلى المملكة للمشاركة في بطولة العالم لرياضة الإطفاء والإنقاذ 2025    تنافس قوي بين كبرى الإسطبلات في ثاني أسابيع موسم سباقات الرياض    بحضور أمراء ومسؤولين.. آل الرضوان يحتفلون بزواج عبدالله    مسؤولون ورجال أعمال يواسون أسرة بقشان    غرم الله إلى الثالثة عشرة    ولي العهد يُعزي رئيس مجلس الوزراء الكويتي    بيع 90 مليون تذكرة سينما ب 5 مليارات ريال    الذكاء الاصطناعي يعيد الحياة لذاكرة السينما بمنتدى الأفلام    أمير منطقة حائل يرعى حفل افتتاح ملتقى دراية في نسخته الثانية    116 دقيقة متوسط زمن العمرة في ربيع الآخر    367 موظفا جديدا يوميا بالقطاع الصحي    ولي العهد يُعزي هاتفياً رئيس الوزراء الكويتي    غياب البيانات يعيد بريق الذهب والفرنك السويسري    النصر يتخطى الحزم بثنائية ويواصل صدارته لدوري روشن السعودي للمحترفين    انطلاق مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار».. غداً    سرقة العصر أو البلاشفة الجدد في أوروبا    إدانة سعودية عربية إسلامية لفرض ما يُسمى ب «السيادة الإسرائيلية» على الضفة الغربية    %90 من وكالات النكاح بلا ورق ولا حضور    شرطة الرياض: تم -في حينه- مباشرة واقعة اعتداء على قائد مركبة ومرافقه في أحد الأحياء    السيسي يلتقي رئيس أركان القوات البرية الباكستانية    موجات مغناطيسية سر حرارة هالة الشمس    أسهم الذكاء الاصطناعي تواصل الصعود    واجهة جيزان البحرية.. مرايا الجمال وأنفاس البحر    المخرج والبوستر ثنائي ينعش مبيعات السينما السعودية    "الشؤون الإسلامية" تطلق برنامج "تحصين وأمان"    صراع الحداثة والتقليد من الأدب إلى الملاعب!    الAI يقلص العمل ليومين أسبوعيا    خطيب المسجد الحرام: لا بد أن تُربّى الأجيال على هدايات القرآن الكريم    إمام المسجد النبوي: معرفة أسماء الله الحسنى تُنير القلوب    النوم مرآة للصحة النفسية    اكتشاف يغير فهمنا للأحلام    "تخصصي جازان" ينجح في استئصال ورم سرطاني من عنق رحم ثلاثينية    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان ينهي معاناة مراجعين مع ارتجاع المريء المزمن بعملية منظار متقدمة    تدشين توسعة خدمات «القلب» بمجمع الملك عبدالله    الرياض تستضيف الجولة الختامية من بطولة "لونجين العالمية" لقفز الحواجز    رصد مذنب «ليمون» في سماء القصيم    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الشباب وضمك في دوري روشن للمحترفين    رئيس موريتانيا يزور المسجد النبوي    "تعليم جازان": تطبيق الدوام الشتوي في جميع المدارس بدءًا من يوم غدٍ الأحد    ضبط 23 شخصا ساعدوا المخالفين    «هيئة العناية بالحرمين» : 116 دقيقة مدة زمن العمرة خلال شهر ربيع الثاني    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على هيفاء بنت تركي بن سعود الكبير آل سعود    دوائر لمكافحة «الهياط الفاسد»    احتفالية إعلامية مميزة لفريق "صدى جازان" وتكريم شركاء العطاء    نائب أمير نجران يُدشِّن الأسبوع العالمي لمكافحة العدوى    أمير منطقة تبوك يواسي أسرة القايم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير سلمان يسرد تاريخ ومواقف المؤسس بمكة المكرمة
أساتذة جامعة أم القرى أعربوا عن سعادتهم بالزيارة الميمونة أسس بيئة البحث من علماء وطلاب علم واستقطع جزءاً من البترول لدعم هذه البيئة تجاوز بإنجازاته تقليدية العطاء إلى تخليد ذكرى الوطن
نشر في الندوة يوم 29 - 03 - 2008

بمناسبة تشريف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس دارة الملك عبدالعزيز اليوم جامعة أم القرى في أمسية ثقافية يتحدث فيها سموه عن حياة والده الملك عبدالعزيز رحمه الله مؤسس المملكة العربية السعودية والمحطات التي واكبت مسيرة الملك المؤسس ابان حياته وتواجده بمكة المكرمة. وعبر عدد من الاكاديميين وأساتذة الجامعة عن سعادتهم بالزيارة التاريخية لسمو أمير منطقة الرياض لجامعة أم القرى وتسليط الضوء على حياة الملك المؤسس بمكة المكرمة.
الأمير سلمان .. شاهد
على مرحلة التأسيس
وعبر وكيل الجامعة للتطوير الاكاديمي وخدمة المجتمع د. محمد بن مصلح الثمالي عن سعادته .. وقال ان زيارة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض- لمدينة مكة المكرمة ليست جديدة في حد ذاتها؛ بل الجديد فيها أنه خص جامعة (أم القرى) بوقفة مباركة يلقي خلالها محاضرة عن الجوانب الاجتماعية لزيارة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- مكة المكرمة، هذا الموضوع الذي اختاره سمو أمير منطقة الرياض عنواناً لمحاضرته ذو أهمية كبيرة يستقي منها موعظة وحكماً بالغة يجدر بنا التعرف عليها من أصحاب الشأن، وسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز من أكثر العارفين بشؤون حكم وسياسة الملك المؤسس فهو إضافة إلى كونه شاهداً على مرحلة التأسيس يتمتع بحس تاريخي وسياسي مرهف وقد تمكن من تنمية ثقافة واسعة في شؤون الحكم والسياسة وفي الأمور الاجتماعية والأمور الثقافية والاقتصادية، جعلت منه مرجعاً موثوقاً في الأوساط السياسية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية وعندما يحدثنا سموه عن الجوانب الاجتماعية لزيارة الملك المؤسس مكة المكرمة نتوقع أن يركّز على حنكته ومبادرته إلى العناية بالأوضاع الاجتماعية في هذا الجزء من مملكته الوليدة، فالسياسة والاجتماع مكملان لبعضهما البعض، ولا تستقيم الأمور في دولة واسعة مترامية الأطراف متنوعة الأقاليم والأوضاع كالمملكة بدون معالجة وتأليف ومواءمة للشأن الاجتماعي، ولاشك أن نجاح الملك عبدالعزيز في ذلك؛ ليس في مكة المكرمة فقط بل وفي أجزاء الوطن الأخرى هو الذي أوجد هذا التألق والانسجام والشعور بوحدة الأرض والمصير
وكشاهد على ذلك نرى هذا الحراك السكاني بين أجزاء المملكة، حتى أصبحت مدن ومناطق المملكة ذوات طابع وطني أكثر منه محلي، وأصبح الانتقال والتجارة وتأسيس العلاقات والروابط الاجتماعية بين سكان أقاليم المملكة أمراً مألوفاً وشائعاً في كل مكان
فمرحباً بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أمير منطقة الرياض- في جامعة (أم القرى) بمكة المكرمة، متمنين له طيب الإقامة في بلد الله الحرام، وشكراً له من الأعماق على هذه الزيارة وهذا التذكير بصفحة من صفحات تاريخنا المجيد
وقال أستاذ التاريخ بقسم الدراسات العليا د. يوسف الثقفي إن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لايفي بالتعريف عنه صفحات في مجلة أو كتاب، فهو عَلَم بارز من أعلام المملكة في تاريخها المعاصر، وسجل حياته حافل بالإنجازات والأعمال الخيرية والإنسانية، أحب سموّه العمل الإداري فأتقنه ونجح في أدائه، حتى جعل من مدينة الرياض العاصمة مدينة تُضاهي أرقى مدن العالم بكل المقاييس، وأحب سموه العلم وأثرى ساحته بدعمه المادي والمعنوي وتشجيعه للمنتسبين إليه، فغدت مدينة الرياض تشبه خلية النحل تعج بالمؤسسات العلمية ورواد الفكر والأدب من كل حدب وصوب، ومعروف عن سموّه حبه لعلم التاريخ وسعة اطلاعه في هذا التخصص، وإنني أذكر بهذه المناسبة أثناء عملي كعضو في اللجنة التحضيرية بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة، وكان سموه رئيساً للجنة، أنه في أحد الاجتماعات طُرح تساؤل عن تاريخ محدد لحدث من الأحداث في جنوب المملكة في عهد الملك عبدالعزيز، فلم أوفق أنا وبعض الزملاء في معرفة التاريخ الصحيح لتلك الحادثة، فذكر سموّه التاريخ الفعلي للحادثة، وكان في ذلك أبلغ من المتخصصين، واهتمام سموّه بعلم التاريخ كان واضحاً منذ أن بدأ أعماله في إمارة الرياض قبل عقود من السنين، فقد أصبح رئيساً لمجلس إدارة (دارة الملك عبدالعزيز) وهي المؤسسة الوطنية التي تهتم بالدرجة الأولى بتاريخ المملكة وجغرافيتها وآدابها وآثارها وقد رعى سموّه الكثير من المناسبات العلمية من مؤتمرات وندوات تهتم بالدراسات التاريخية، كما أن سموّه قام بتخصيص جائزته السنوية على حسابه الخاص للدراسات المتعلقة بتاريخ الجزيرة العربية، وزاد على ذلك أن شرّف المؤرخين في المملكة بقبوله رئاسة شرف الجمعية التاريخية السعودية، فضلاً عن دعمه المادي والمعنوي المتواصل لجمعية التاريخ والآثار لدول مجلس التعاون الخليجي، ومنح الجمعية مقراً ثابتاً لأعمالها في مبنى دارة الملك عبدالعزيز، وقيام سموّه بهذه المسؤوليات نحو علم التاريخ ومنتسبيه جعل من هذا التخصص جزءاً لايتجزأ من حياته
وقال وكيل الجامعة للدراسات العليا غازي دهلوي تتشرف جامعة (أم القرى) باستضافة صاحب السمو الملكي المحبوب الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة (دارة الملك عبدالعزيز) في حوار لسموه بعنوان: (الملك عبدالعزيز في مكة المكرمة: نظرة اجتماعية)
ويسرني بهذه المناسبة أن أزجي عبارات الشكر والثناء والعرفان مضمخة بعبير الترحيب والتقدير أصالة عن نفسي، ونيابة عن كل منتسب لهذا الصرح العلمي الكبير، ومن يشاركنا في هذه المناسبة العزيزة على نفوسنا في استضافة رجل من أبناء مؤسس هذه الدولة التي شرّفها الله بخدمة الإسلام والمسلمين ورعاية الحرمين الشريفين
إن سموه الكريم رجل نذر نفسه ووقته وجهده وعلمه وعمله لخدمة هذا الوطن المعطاء فكان مثلاً وقدوة تحتذى وخير دليل على ذلك النهضة العمرانية التي تشهدها مدينة الرياض حتى أصبحت من المدن النموذجية التي تضاهي كبريات المدن العالمية ولسموه الكريم إنجازات في مجال التراث، وخير دليل عل ذلك رئاسته لمجلس إدارة (دارة الملك عبدالعزيز) التي أصبحت معلماً بارزاً ومرجعاً للأساتذة الأكاديميين الباحثين في كافة المجالات
والمجال لايتسع لطرح إسهامات سموه العديدة في شتى المجالات، فهي أكثر من أن يحصيها عدّ، فهنيئاً للجامعة ومنسوبيها بهذه المناسبة الكريمة التي تجسّد عمق التواصل بين ولاة الأمر في بلادنا يحفظهم الله وبين مؤسساتنا العلمية
الأمير سلمان المثقف والتاريخ الحافل
وقال استاذ التاريخ المشارك بكلية الشريعة د. فواز الدهاس .. الحدث التاريخي من أهم العناصر المكونة للتاريخ وهذا الحدث لا يمكن أن يحدث بدون صانعه، وبقدر همة وطموح وعظمة صنّاع التاريخ يكون الخلود للأحداث التاريخية ومن ثم يأتي العنصر الثاني من مكونات التاريخ وهو الزمان الذي يؤقت له صانع الحدث؛ لأن الدقة في التوقيت تحقق له النجاح، وتخلق الحدث أما المكان فهو ثالث عناصر التاريخ فهو الجغرافيا بكل تضاريسها المختلفة:
فكل هذه العناصر المكونة للحدث التاريخي توافرت للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، واستطاع أن يخلق منها وحدة متماسكة، ويحقق بها طموحه ويسطّر في تاريخ الأمم والشعوب أسطورته التاريخية ومن هنا تبرز أهمية الارتباط بين الحدث التاريخي والمكان الجغرافي وهو ارتباط وثيق الصلة
فالحدث العظيم مثلاً لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود شخصية عظيمة تبلور هذا الحدث وتترك بصماته ظاهرة جلية تتجسد في معطياته التاريخية عبر العصور وإلى جانب ذلك يشكّل مقياساً مهما للشخصية التي جسدت أحداثه، فكثير هم صناع التاريخ غير أن القليل منهم استطاع أن يوظف هذه العناصر بدقة ويحقق من خلالها حدثاًعظيماً يدل على عظمة صانعه فالملك عبدالعزيز-رحمه الله- يُعد بحق مؤسساً للدولة السعودية الحديثة، فلم يكن شخصية عادية بل كان من الشخصيات المهمة بل والنادرة في التاريخ والتي صنعت تاريخاً متفرداً ومتميزاً وخالداً لأمة عاشت قبل ذلك حياة الحرب والتشرذم والفُرقة القبلية فتمثل هذا الإنجاز في جمع الشتات وانصهار قبائل الجزيرة العربية المتصارعة في بوتقة تسلحت بعقيدة سليمة وعزيمة لا تعرف الوهن وسنن قويمة وأمن مقيم وخير عميم، فكان أن توحّد هذا الكيان والذي ضم بين جنباته أكبر القبائل العربية وأعتاها وأكثرها شراسة وضراوة فأصبحت بحكمته ضمن أمة في دولة تعيش في لُحمة متماسكة فاتحد أبناؤها تحت لواء الدولة، فتكونت من أقاليمهم المملكة العربية السعودية - حيث بدأت هذه الأسطورة من قرية صغيرة تقبع في قلب نجد عام 9131ه-2091م، فكان ذلك الحدث العظيم الذي قاده شاب في مقتبل العمر في عملية جريئة مسترجعاً الرياض في مغامرة أشبه شيء بالأسطورة ثم اتسعت هذه الدائرة حتى إذا جاء عام 1322ه/1904م خضعت نجد كلها له
وهكذا استطاع الملك عبدالعزيز بحسن التوقيت، وتوافر العناصر التاريخية الأخرى له، وبالقليل من الجند والعتاد، وكثير من الإيمان والعزيمة أن يحقق حلمه الكبير ثم اتسعت دائرة حكمه التي انطلقت من نقطة ارتكازه (الرياض) لتشمل الحجاز عام 1344ه/1925م ولاشك أن لهذا الامتداد المبارك للدولة ارتباطاً بصانع الحدث والذي جعل منه أسطورة تاريخية، فلولا عزيمة الملك عبدالعزيز التي ارتكزت أولاً على عقيدة سليمة، ورغبة في توحيد البلاد وحماية الحرمين الشريفين، لما تحقق له ذلك ولولا صدق النيات، وصفاء المعتقد وهو المقياس الحقيقي لتلك العزيمة وهذا النجاح المنقطع النظير في عالمنا المعاصر، لما حصل وتحقق هذا الامتداد الجغرافي لهذه الدولة الغنية، ولما تهاوت رؤوس أعدائها سراعاً، وتلاشت مواقف أعدائها وتبخرت أحلامهم، ولم يأت عام 1358ه حتى أعلن توحيد البلاد تحت مسمى (المملكة العربية السعودية)
ومن حسن الصدف أن تحتفل الجامعة بأمير الرياض -نقطة الارتكاز لهذه الملحمة التاريخية- فصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، هو الابن الخامس والعشرون بين أبناء الملك عبدالعزيز، وهو السادس من بين أشقائه وهم: الملك فهد -رحمه الله- والأمراء: سلطان، وعبدالرحمن، وتركي، ونايف
وتولى إمارة مدينة الرياض منذ عام 1373ه/1954م.
فهو فارسها وابن بجدتها خبرته وخبرها احتلت الرياض كل تفكيره وجهده حتى أصبحت هي هاجسه فهي -كما أسلفنا- نقطة الارتكاز الأولى لموحد هذا الكيان وعاصمته، فلابد أن تحتل مكانها اللائق بها في وجدان الأمير سلمان، فأنتج هذا العشق للرياض أن أصبحت العاصمة أنموذجاً بارزاً للتطوير والإنجاز برعاية وعناية ومتابعة دقيقة من أميرها سلمان بن عبدالعزيز، فجاء البناء على أسس علمية مدروسة لذلك أقيمت مؤسسات لتحقيق ذلك فما وصلت إليه مدينة الرياض من تطور وبناء، سيظل شاهداً على صدق استشراف المستقبل ورؤية سموه الثاقبة لهذا المستقبل بواقعية، وعلى أسس علمية حتى غدت الرياض تقف بمعالمها المعمارية بكل شموخ شاهدة على براعة أميرها الذي حقق لها في فترة وجيزة ما تحقق لغيرها في عقود طويلة
فشخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، شخصية متنوعة الثقافة متميزة في كل جانب من جوانبها، لكنه اهتم بالتاريخ بصورة خاصة
فقد أجاد حينما طرح فكرة إنشاء مكتبة وطنية في الرياض، إذ لقيت هذه الفكرة الاستحسان والتأييد من رجال الأعمال في الرياض لتكون هدية أهالي الرياض للمملكة بمناسبةاحتفاء الرياض بتولي خادم الحرمين الشريفيين الملك فهد -رحمه الله- مقاليد الحكم فترأس يحفظه الله مشروع إنشاء هذه المكتبة والتي أطلق عليها (مكتبة الملك فهد الوطنية)
ولأن الثقافة السعودية حاضرة في ذهن أمير الرياض دائماً، فقد عمل جاهداً على نقلها إلى خارج حدود الوطن ومن هنا جاءت فكرة (معرض المملكة العربية السعودية بين الأمس واليوم)، والذي طاف الكرة الأرضية متجولاً بين أهم دول العالم
وفي مناسبة الاحتفاء بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد -يحفظه الله- من رحلة علاجية حينئذ، وجّه فارس الرياض بأن يكون احتفال أهالي الرياض من خلال منجز ثقافي وعلمي جديد، وهو تأسيس جامعة باسم الأمير سلطان بن عبدالعزيز
وفي عام 1417ه/1997م أعلن سمو الأمير سلمان -يحفظه الله- عن احتفال المملكة العربية السعودية بمرور مئة عام على تأسيسها ووجه خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة عليا لهذه المناسبة يترأسها سلمان بن عبدالعزيز، وبناءً على الرؤية الثقافية لسموه -يحفظه الله- ركزت المناسبة على أعمال مفيدة علمياً ومعمارياً، فقد رعى حينئذ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- احتفال المملكة بمرور مئة عام على تأسيسها في 5/10/1419ه الموافق 22/1/1999م وافتتح مركز الملك عبدالعزيز التاريخي القلب النابض بالتاريخ والتراث
الأمير المحبوب سلمان بن عبدالعزيز
وقال عميد شؤون الطلاب د. صالح حسن المبعوث تسعد جامعة (أم القرى) الليلة بفرحتين غامرتين هما:
لقاء الأمير سلمان، وحديثه عن الملك عبدالعزيز في مكة المكرمة الذي تجاوز بإنجازاته تقليدية العطاء إلى تخليدية ذكرى الوطن والملك والشعب بأروع صور العلاقة بين الحاكم والمحكوم في أحدث دولة إسلامية عالمية عصرية تقوم على أساس من الشرع الحنيف، دستورها القرآن والسنة، ومنهجها تحكيم شريعة سيد الأنام تأخذ بالحديث والجديد في ظل ضوابط الشرع
فرحم الله الملك عبدالعزيز الذي تستمتع آذاننا بحديث الأمير سلمان عنه، حديث الابن عن أبيه، حديث الأمير عن الملك، حديث نرنو إلى استماعه، ونسعد بما فيه من صور إنسانية، وأبوية، واجتماعية، حديث عن أيام عصيبة، تجسّد روح المحبة والانتماء لهذا الوطن
حديث عن القيم، عن الخير، عن التعاون، عن المحب، حديث عن معان كلها بر وخير من ملك خيّر ومؤسس كيان متماسك، قوامه الحب والبذل، وسبيله التواصل والترابط، فدعواتنا لذلك الملك الذي أعطى وبذل، وغرس وقطف، فدعانا إلى الفخر والعز بهذه البلاد، وهذا الوطن، بالرحمة والغفران والفوز بالرضوان
أما أميرنا المحبوب سلمان فماذا عسانا أن نقول له، وقد أجاب الدعوة، وخص (أم القرى) الجامعة بليلة يصعب وصفها، وحديث يعبق ذكره، فله منا التقدير والوفاء، والشكر والامتنان أن منحنا الفرصة بلقائه لنشاركه بوجدانه الصادق في تأمل سيرة المؤسس الملك عبدالعزيز في جوانب حياته المضيئة التي لايكفيها لقاء ولا حديث، ولكنها ومضات للذكرى، وخلجات للتأمل، ووقفات للتبصر، وذكريات سجّلها التاريخ وسيعيد تسجيلها في حديث الأمير سلمان عن والده في (أم القرى) عن حياته في (أم القرى)
فشكر الله لأميرنا سلمان بن عبدالعزيز على هذه الأريحية، وهذا الحب المتبادل، وله منا خالص الود وفائق التقدير
من (رياض) الخير .. إلى (مكة) النور
وقالت د. وفاء عبدالله المزروع عميدة الدراسات الجامعية حين انتظم بالتوحيد عقد هذه البلاد للقائد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله كانت مكة المكرمة والمدينة المنورة في عينيه جوهرتي ضوء ضمّهما سلماً بيمينه وراح بأطيب الوصل يتعهد أهلهما وزوارهما، فمكة لدى الملك الموحد هي رسالة اعتز بها قولاً وفعلاً، وأورث أبناءه من بعده إجلال هذه المدينة المقدسة والحرص على رعاية وخدمة البيت الحرام
وحين تستضيف جامعة (أم القرى) أمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ فهي تنصت باعتزاز لسيرة الود الراسخة بين القائد وبين عاصمة النور
ومكة تكللت بالسرور إذ يزورها الأمير في كل خصاله، والفيء المستفيض حنواً واهتماماً، أمير منح للتاريخ المثال المستمر عن الأب الرائد ذي المدرسة الفذة التي نشّأ أبناءه عليها، فهم حزم وحلم، تكللت أرواحهم بحب هذه الأرض وأهليها فتجلى هذا الحب في قيادتهم الرشيدة التي أحاطت أرض الجزيرة بالرعاية الصادقة دائماً
بكل الترحاب ومن جميع منسوبات (أم القرى) تحية تقدير للضيف العزيز صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض
الأمير سلمان رؤى وحقائق
وقال د. ضيف الله بن يحيى الزهراني استاذ الدراسات العليا التاريخية والحضارية .. يزخر التاريخ الحديث والمعاصر بكثير من العظماء. والقادة ، والساسة المشهورين والمرموقين الذين خدموا أوطانهم بكل أمانة وصدق واخلاص، وفي تاريخنا الحديث في جزيرتنا العربية ظهر على سطح الاحداث مولد شخصية عظيمة ومتميزة في أقوالها وأعمالها، إنها شخصية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، التي أنتجت دولة حديثة عصرية بما تعنيه الكلمة من معان سامية كثيرة وكثيرة جداً ، وهذه الشخصية الفذة انتجت رجالاً عظماء يعدون من عباقرة الزمان على طول الدهر وعرضه .. اؤلئك هم أولاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وجعل الجنة مثواه.
وشخصية الملك عبدالعزيز حفلت بكثير وكثير من الدراسات والبحوث ، واقيم من اجله المؤتمرات والندوات الداخلية والخارجية وتناوله بالدراسة الكتاب على اختلاف مآربهم منهم المتخصص في التاريخ الحديث والمعاصر ، ومنهم غير ذلك وقد استهوت شخصية ذلك البطل كتاباً كثيرين من العرب والمسلمين والعجم سطروا فيه دراسات وابحاثاً مستفيضة ، وبينوا سيرته ومسيرته في سبيل توحيد القبائل العربية في داخل الجزيرة العربية ، حتى اصبحوا شعبا واحدا وكأنهم قبيلة واحدة وليست عدة قبائل كانت متنافرة ومتناحرة ومتباغضة ، مدبرة عن بعضها غير مقبلة ، وتناول ايضا كل من أعجب بشخصية الملك عبدالعزيز مسيرة الإصلاح في عهده ، وتطور افاق التنمية الشاملة وبعد ذلك ، اعتقد اننا مازلنا بحاجة الى المزيد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات عن شخصية الملك عبدالعزيز وأعماله وأقواله ، ولعل جامعة (أم القرى) وفقها الله لكل عمل خير وبناء أصابت كبد الحقيقة ومبتغاها عندما اختارت شخصية الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - لتكون محور محاضرة وندوة علمية تقام في رحابها وبين منسوبيها من الاساتذة والطلاب ، وممن أراد الفائدة المرجوة إن شاء الله ، ثم ان الجامعة ايضا قد وفقت كثيرا في اختيار الشخصية التي ستتحدث عن تاريخ وحضارة المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز انه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. واقول مرة اخرى لقد وفقت جامعة (أم القرى) برئاسة مديرها الطموح إلى الترقي بها حتى نصل الى مصاف الجامعات العالمية ، انه الاستاذ الدكتور عدنان وزان زاده الله علماً وتوفيقا ، اما لماذا وفقت الجامعة في اختيار شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان في الحديث عن والده ، فأعتقد انها جاءت من عدة منطلقات ذات ابعاد مهمة وواسعة . لعل من أهمها وابرزها على الاطلاق هو ما يتمتع به سموه من سمعة علمية رفيعة جداً. فقد اكتسب على مدار تاريخه ولا يزال الكثير من العلوم والمعارف ، وقد خص الدراسات التاريخية بنصيب وحظ وافر واكبر دليل على ذلك ما لمسته انا شخصيا من اهتمامه وعنايته ووعيه بكثير من قضايا التاريخ الاسلامي والحديث فليسمح لي القارئ الكريم ان اسوق اليه ما شاهدته وسمعته في مجلس الامير سلمان بقصر الحكم في الرياض . فقبل بضع سنوات اتخذ مجلس ادارة الجمعية التاريخية السعودية قرارا بزيارة سمو أمير منطقة الرياض ، وكنت ضمن اعضاء مجلس الادارة - امينا عاما للجمعية التاريخية السعودية - وفعلا قمنا بزيارته في مكتبه العامر ، واستقبلنا بكل حفاوة ومحبة وتقدير ، وقدمنا له هديه من مطبوعات الجمعية التاريخية السعودية ، وكنا متحمسين للحديث معه عن اوضاع الجمعية وما تتطلبه من مساعدات مادية وعينية ، وقبل ان نبدأ في الحديث عن جمعيتنا بادرنا بالسؤال عنها وعن مشاريعها وبرامجها ، وقبل ان نقدم له الاجابة عن تساؤلاته ، استرسل في الحديث عن التاريخ وأهمية علم التاريخ وبدأ يسرد لنا احداثا وتواريخ من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى عصرنا الحاضر، وقد توقفت كثيراً عندما وصل حديثه إلى الخليفة العباسي هارون الرشيد ، وقد مدحه بما يستحقه من المدح والثناء ، وتناول الامير سلمان في حديثه عن هارون الرشيد القضايا التي اثارها بعض المستشرقين ومن شايعهم، ودافع عنه دفاعاً علمياً متميزاً ، وقال بالحرف الواحد (ان المصادر تكاد تجمع على ان هارون الرشيد كان يحج عاماً ، ويغزو بلاد الروم عاما آخر) ثم استرسل الأمير سلمان في سرد اعمال واصلاحات هارون الرشيد وما تميزت به الدولة العباسية من معطيات حضارية كثيرة في عهده ، ثم انتقل بنا لكي يحدثنا عن الأمن والاستقرار في دولتنا الحديثة والمعاصرة ، ثم تحدث ايضاً حديثاً مقتضباً عن حياته الشخصية واهتمامه داخل منزله بالقراءة والاطلاع على مستجدات الأمور في عالمنا المعاصر ، وقد لبى مطالب الجمعية وقدم لها دعماً مالياً مجزياً ، وكلف مدير مكتبه بمتابعة احتياجاتها.
ويأتي اختيار شخصية الأمير سلمان للحديث عن والده من منطلق اهتمامه بالتاريخ والمؤرخين فاذا كان قد اهتم بالجمعية التاريخية السعودية فاننا نجده يهتم ويرعى جمعية التاريخ والاثار بدول مجلس التعاون الخليجي فقد رعى ملتقاها العلمي بمدينة الرياض وامر بان يكن لها مقر دائم في دارة الملك عبدالعزيز بالرياض الأمر المهم فوق هذا كله انه يرأس أعلى مؤسسة علمية تهتم بتاريخ المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص وتاريخ وحضارة شبه الجزيرة العربية بصفة عامة فالأمير سلمان هو رئيس مجلس ادارة دارة الملك عبدالعزيز تلك المؤسسة العلمية النشطة التي خدمت تاريخ وحضارة المملكة العربية السعودية وقدمت برامج ومشاريع عملاقة جداً ونالت رعاية واهتمام سموه يحفظه الله.
هذه المنطلقات وغيرها مما نعرفه اولاً نعرفه عن معرفة الأمير بوالده الملك عبدالعزيز جعلتنا نفتخر ونعتز وبكل صدق واخلاص الى ما سيقوله عن شخصية الملك عبدالعزيز لانه عاش مع والده وتشرب مبادئه واستفاد من تربيته وعلومه وتجاربه في الحياة.
وفي رأيي المتواضع ان ما سيقدمه الأمير سلمان عن والده ما هو الا رؤى وأوراق علمية تبرز أهم مناشط الحياة التي عاشها الملك عبدالعزيز وهي في جملتها تعبر عن تراكم فكري ومعرفي اكتسبه الامير سلمان في حياة والده ثم ما اضافه الى معارفه عن طريق الآخر من تجارب ومعلومات ومعارف عن طريق قراءته الواسعة وما سمعه من الناس وخاصة الذين لهم علاقات واسعة بالملك عبدالعزيز طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته.
العناية بمكة المكرمة
من جانب قال عميد المكتبات د. عدنان الشريف إن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رجل صالح بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، أحبه ربّه فأحبه الناس عامتهم وخاصتهم ، نصر شريعة الاسلام ، فانقادت له اسباب العزة والتمكين ، اخلص لعروبته ووطنه ، فاجتمعت له اجزاء الوطن بعدما كانت أشتاتاً وانصاعت له ذؤابات العزوبة بعدما مزقتهم الخلافات والمشاحنات
وطّد الله للملك عبدالعزيز حكم بلاد الحرمين الشريفين سنة 1344ه فدخل مكة المكرمة محرماً ملبياً لتبدأ بعد ذلك مكة المكرمة نهضة جديدة شاملة لكافة جوانبها الحضارية، فانبرى الملك عبدالعزيز آل سعود لرعاية المسجد الحرام والاهتمام بشؤونه، علاوة على الاهتمام بمكة المكرمة، فوضعت تنظيمات مختلفة وأنشئت مشاريع كثيرة متنوعة من أبرزها
في سنة 1343ه /1924م
- نهى الملك عبدالعزيز عن الصلاة في المقامات الأربعة جماعات متفرقة، لإجماع العلماء على أن تعدد الجماعات بدعة، وسبب من أسباب الفرقة، فأصبح الجميع يصلي خلف إمام واحد
- أمر بصنع كسوة جديدة للكعبة المشرفة صنعت في الأحساء
- جعل للمسجد الحرام إدارة خاصة سميت ب(مجلس إدارة الحرم) وظيفتها القيام بإدارة شؤون المسجد الحرام مع مراقبة عموم خدمة المسجد الحرام
في سنة 1344ه/1925م
- أصدر أمره بعمارة المسجد الحرام
- أبطل حضور المحمل المصري إلى مكة المشرفة لما رأى فيه من أمور مبتدعة لا يقرها الشرع، فاتفق بحكمته، مع الحكومة المصرية، على أن يُرسل ما يخص الحرمين الشريفين من الأوقاف مع أمير الحج المصري دون المحمل
- أصدر أمره بتعمير عين زبيدة على نفقته الخاصة، إثر السيل الذي خرب خرزات العين، مما أدى إلى انقطاع الماء عن مكة ثلاثة أشهر
في سنة 1345ه/1926م
- أمر بعمل كسوة للكعبة بغاية السرعة، وقد استغرقت سبعة أيام لإنجازها، وكانت من الجوخ الأسود ومبطنة بالقلع، وعمل لها حزام مطرز، وكتبت عليها الآيات بالقصب الفضي المموه بالذهب الوهاج مع ستارة الباب (البرقع)
- أمر بتشكيل لجنة سميت (بالهيئة العلمية)، مهمتها الإشراف على سير الدروس، وتعيين المدرسين، واختيار الكتب الفقهية في الحرم
- صدر أمره السامي بتعيين هيئة تقوم بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- تبرع أحد التجار من أهالي رانكون (داود أتبا) بمكنة كهربائية كبيرة للحرم، فأمر الملك بضمها للقديمة، وتم تشغيلها سنة 1346ه/1326ه فازدادت إضاءة المسجد الحرام
في سنة 1346ه/1927م
- أصدر أوامره بعمل مظلات قوية ثابتة على واجهات الأروقة مما يلي الحصوة من الجهات الأربع، وكانت تشرع أيام أشهر الحج وأثناء صلاة الجمعة، لوقاية المصلين من أشعة الشمس وحرارتها
- أصدر أمره بإنشاء دار خاصة لصنع كسوة الكعبة بأجياد
في سنة 1347ه/1928م:
- أصدره أوامره بإجراء عمارة عموم المسجد الحرام، داخل المسجد وخارجه على حسابه الخاص
في سنة 1349ه/1929م:
أمر بشراء مكنة كهربائية قوية، فزادت في إضاءة المسجد الحرام
في سنة 1351/1933م:
أصدر أوامره بوضع حرس عند الحجر الأسود والمقام والحجر، للحفاظ عليها من السرقات والعبث
في سنة 1352ه/1933م:
أمر بإحضار ساعة كبيرة للمسجد الحرام، ووضعت على دار الحكومة الحميدية
في سنة 1353ه/1934م:
أهدى للمسجد الحرام نواب بهادر بالهند الحاج سر محمد مزمل الله خان بهادر مكنة كهربائية عظيمة بجميع أدواتها (قطع الغيار) فأمر الملك بضمها للأخرى، وفي رمضان سنة 1354ه/1935م تم تشغيلها
في سنة 1354ه/1935م:
أصدر أمره بإجراء عمارة عمومية بالمسجد الحرام
في سنة 1363ه/1943م:
- أمر بصنع كسوة داخلية للكعبة المشرفة
- أمر بصنع باب جديد للكعبة مصفحاً بالذهب والفضة، وقد تم الانتهاء منه وتركيبه في سنة 1370ه/1950م ووضع القفل القديم عليه لصلاحيته
في سنة 1366ه/1946م:
أمر بتسقيف المسعى بدءاً من الصفا إلى المروة بعرض 20.5م.
في سنة 1370ه/1951م:
أصدر أمره بإلغاء رسوم الحج والتي كانت تستوفى من الحجاج
وعلى نفس النهج سار أبناء هذا الملك الصالح في رعايتهم للحرمين الشريفين
إن اللقاء مع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، للحديث عن الملك المؤسس في مكة المكرمة، ليس حديث الابن عن أبيه فقط، وإنما هو حديث رجل دولة عشق التاريخ، فكان أحد رجالات هذا العلم، بل إنه الداعم الأول له على مستوى الوطن العربي بأكمله، علاوة على كونه موجهاً وداعماً للمؤرخين السعوديين بل إنه الصانع الرئيس لمدرسة التاريخ في المملكة العربية السعودية
ولاشك في أن زيارته لجامعة (أم القرى)، شرف كبير لهذه الجامعة ومنسوبيها، ومناسبة عظيمة للمؤرخ السعودي في كافة أرجاء هذا الوطن الغالي، فمرحباً بسموه الكريم وصحبه الكرام في مكة المكرمة وجامعة (أم القرى)
البحث العلمي
وقال الاستاذ الدكتور زايد الحارثي عميد البحوث العلمية لقد لقي البحث العلمي بمفهومه الواسع والذي يتأتى في مرحلة تالية للتعليم الأساسي في عهد الملك عبدالعزيز اهتماماً يُذكر فيشكر، ولقد كانت إحدى بشريات الاهتمام تأسيس نواة الجامعات ومراكز البحوث العلمية المتمثلة في تأسيس مدارس مثل: دار التوحيد بالطائف، ومدارس تحضير البعثات، والمعهد العلمي بمكة المكرمة، والمدارس الأخرى في كافة مناطق المملكة، وقد كان يستقطب لهذه المدارس نخبة من العلماء من الأزهر والعراق والسودان وسوريا، ويعتبر أولئك الأساتذة مدرسين من الطراز الأول تربى على أيديهم الرعيل الأول من علماء ومفكري وفقهاء هذا البلد
بل إن أولئك النخب من الأساتذة كانوا أنفسهم باحثين من الدرجة الأولى من حيث غزارة إنتاجهم، وطريقة تفكيرهم العلمي الذي كان سائداً، ويقدم ويوفر للطلاب في ذلك الحين كل ذلك ما كان ليتم لولا توافر المناخ المناسب للعلم والبحث، فقد توفرت المباني وتوفرت قاعات الدرس والبحث التي كانت في وقتها مهيأة ومناسبة، وكذلك تم تشجيع ومنح الحوافز للأساتذة والطلاب، فضلاً عن نظام الترقية للطلاب المتميزين في مراحل معينة من التعليم، وجعلهم يقومون بمساعدة أساتذتهم في البحث والتدريس لمن في سنهم، أو أقل منهم في مراحل دنيا
إن ما تم ذكره ما هو إلا أحد المؤشرات التي دلت على اهتمام الملك عبدالعزيز بتأسيس بيئة البحث من علماء وطلاب علم، فما بالنا لو نظرنا إلى البعثات التي كانت توفر للمتميزين من الطلاب
ومن مؤشرات الاهتمام بالعلم والعلماء استقطاع جزء كبير من دخل البترول في دعم العلم والبحث العلمي، ليس في المنطقة الشرقية فحسب، بل في كافة أرجاء الوطن، حيث تأسيس المدارس ورعاية العلماء
ويجب أن لا نغفل عن اهتمام الملك عبدالعزيز نفسه وفي مجالسه الخاصة بالعلم والعلماء، وما كانوا يحظون به في كنفه من حسن استماع ومشورة في قضايا الدين والدنيا، وتلك المجالس تدل دلالة واضحة على تلك الرعاية والاهتمام اللذين سنَّهما الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بدور العلم والعلماء في شؤون المجتمع والدولة
ومن مؤشرات الاهتمام بالعلم والعلماء والبحث والتأليف في عهد الملك عبدالعزيز ما صدر من مؤلفات من عدد من العلماء في عهد الملك عبدالعزيز كان يتم إما بتمويل ودعم شخصي منه رحمه الله، أو من الموسرين في البلد، أو بتبرع شخصي من المؤلفين، وعلى قلتها كانت مؤثرة وتدل من حيث الكيف على مستوى من الاهتمام والمسؤولية بتثقيف أبناء المجتمع والأمة بالرسالة الخالدة التي تتحملها هذه البلاد وقادتها، وهي رسالة روحية وطنية إنسانية، وعالمية تنبع وتستند على منهج علمي اختاره الله -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه، وسار بموجبه رسول الله واقتدى به، واهتدى بهديه من جاء من بعده من الصحابة والتابعين والصالحين وقادة هذا البلد، وهو المنهج العقلاني الوسطي في الرؤى والتفكير والسلوك
إن ما ذكر من اهتمام الملك عبدالعزيز بالعلم والعلماء؛ ما هو إلا غيض من فيض من سجل الملك عبدالعزيز الخالد -رحمه الله- في الاهتمام بالعلم والعلماء والبحث العلمي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.