إيطاليا تحتكر نحو (70%) من إنتاج الاتحاد الأوروبي للمعكرونة    الأخضر تحت 16 عاماً يواصل تدريباته استعداداً لبطولة غرب آسيا في الأردن    "إدارة نادي النجمة".. تصريح اللاعب علي جاسم جاء نتيجة سوء تقدير في التعبير    بنزيما: الهلال فريق صعب... حاولنا لكن لم نتمكن من التسجيل    ثيو هيرنانديز سعيد بفوز الهلال في «كلاسيكو السعودية»    رصد مذنب «لِيمون» في سماء منطقة الحدود الشمالية    ناصر الدوسري يوضح أسباب تألقه مع إنزاغي    إنزاغي: كنا نستطيع تسجيل المزيد من الأهداف    كونسيساو: ما حدث أمام الهلال لا يمكن تحمله    العلا يتغلّب على الاتحاد في قمة الجولة الخامسة من الدوري السعودي لكرة السلة    جمعية المانجو بجازان تؤكد دعمها للتنمية الزراعية المستدامة في ملتقى "جازان الخضراء"    مناحل بيش تحصد المركز الثاني في مسابقة الإمارات للعسل على مستوى الخليج    بلدية الدرب تنفّذ حملة تنظيف شاطئ عتود ضمن جهودها لتحسين المشهد الحضري    «سلمان للإغاثة» يوزّع (1,100) من المواد الإيوائية المتنوعة في الصومال    وزير الاقتصاد والتخطيط يعقد اجتماعاً مع المستشار الاقتصادي والمالي الألماني    المملكة تُسهم في إحباط محاولة تهريب (25) كجم "كوكايين" بماليزيا    وزارة الداخلية تحتفي بمرور 100 عام على تأسيس الدفاع المدني.. الثلاثاء المقبل    نائب أمير نجران يُدشِّن الأسبوع العالمي لمكافحة العدوى    نادي ثقات الثقافي يتألق (باأمسية أدبية مدينية ) بالتعاون مع الشريك الأدبي    خمس تطلعات مستقبلية لمنتدى TOURISE تستشرف التغيرات السياحية    المملكة تقدم مشاريع صحية لبناء عالم خالٍ من شلل الأطفال بقيمة تزيد عن نصف مليار دولار    تجمع جازان الصحي وجمعية رعاية الأيتام بالمنطقة يبحثان سبل التعاون المشترك    توطين سلاسل الإمداد        السوق السعودي يترقب مسار السيولة    طبيب سعودي يحقق جائزة التميز في زراعة الكبد    آل الشيخ: معرفة أسماء الله الحسنى تزيد الإيمان وتملأ القلب طمأنينة    ولي العهد يعزي هاتفيًا رئيس وزراء الكويت في وفاة الشيخ علي الصباح    في يومٍ واحد.. عسير تحتفي بإنجازٍ مزدوج لخدمة الإنسان    السديس: أمتنا أحوج ما تكون لهدايات القرآن في زمن الفتن    الديوان الملكي: وفاة صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت تركي بن محمد بن سعود الكبير آل سعود    أنظمة الدفاع الجوي الروسية تسقط 3 مسيرات متجهة إلى موسكو    منظمة الصحة العالمية تجلي 41 طفلا من قطاع غزة    الرئيس الموريتاني يصل جدة لأداء مناسك العمرة    رابطةُ العالم الإسلامي تُشيد بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية    مسابقة "كأس فرسان علم السموم العرب" تنطلق اليوم    تدشين فعالية اليوم العالمي للصحة النفسية في الخبر    صقّار يطرح أول شاهين في حياته ويبيعه ب(193) ألف ريال    تنقل زواره لتجربة سينمائية عبر رحلة تفاعلية مكتملة    163 ألف ريال لصقرين في مزاد نادي الصقور السعودي 2025    بيان عربي إسلامي: ضم الضفة انتهاك صارخ للقانون الدولي    أمير منطقة جازان ونائبه يلتقيان أهالي فرسان    أمير منطقة تبوك يواسي أسرة القايم    59.1% من سكان السعودية يمارسون النشاط البدني أسبوعيا    الأمين العام للأمم المتحدة يأمل أن تلتزم بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية    بروكسل تعد القاهرة بمساعدات بقيمة 4 مليارات يورو خلال أول قمة أوروبية – مصرية    لشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان مفتيًا عامًا للمملكة العربية السعودية ورئيسًا لهيئة كبار العلماء ورئيسًا عامًا للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمرتبة وزير    تكليف العنزي مديراً للإعلام ومتحدثاً لوزارة الشؤون الإسلامية    بالونات مجهولة تثير مخاوف الأمريكيين    أكد رسوخ الوفاء والمبادرات الإنسانية.. محافظ الأحساء يكرم مواطناً تبرع بكليته لوالده    القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة علي الصباح    أمر ملكي بتعيين الفوزان مفتياً عاماً للمملكة    آل حلوّل والضليمي يزفون داؤود    المملكة توقع اتفاقية دولية للإنذار المبكر من العواصف    برنامج ثقافي سعودي- فرنسي يمتد حتى 2030.. 50 مليون يورو لدعم مشروع «مركز بومبيدو»    أجريت إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين وولي العهد.. نجاح عملية عيب خلقي في القلب لطفلة فلسطينية    معقم الأيدي «الإيثانول» يسبب السرطان    التراث يحفّز الاستثمار ويقود ازدهار المتاحف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كل يوم أقضيه بعد الثمانين إضافة إلى رصيد عمري
الأديب والشاعر سعد البواردي: هؤلاء أثروا في حياتي وفي مسيرتي الفكرية الحب إيثار وتضحية ومشاركة وثقة متبادلة.. لاغيرة ولاتسلط
نشر في الندوة يوم 27 - 03 - 2008


لكي نعد جيلا سليما معافى لابد أن نرعى بذرته الأولى
طفولتي صدمتني حين أفقت على واقعي المسكون بأحزانه
البدايات تشكل تجربة صعبة إلا أنها سهلة أمام الإرادة القوية
ولما بلغت من العمر عتيا فأنا أتفرغ لنفسي ولأسرتي
أنا إنسان يخطئ ويفشل والاعتراف يريحني
أنا أبكي كثيرا ودموعي تنهمر أمام مشهد إنساني
انتقلت من مرحلة الأبوة الموجهة إلى الأخوة المشاركة
أوجاعي كثيرة من سوق الأسهم كما الضحايا الأبرياء
الأفضل
لأي جهاز هو
الكفاءة العلمية
والمقدرة العملية والنزاهة
الدين
سماحة وخطاب
عقل ودعوة إلى
الهداية دون أي تعصب
الأديب والشاعر الاستاذ سعد بن عبدالرحمن بن محمد البواردي قامة أدبية عالية فهو من أوائل الأدباء والشعراء المعاصرين.. وهو رجل عصامي عشق الأدب والثقافة والشعر منذ نعومة أظافره وعلى الرغم من ظروفه الحياتية الصعبة التي منعته من مواصلة تعليمه والاكتفاء بشهادة المرحلة الابتدائية واتجاهه للعمل الوظيفي في وقت مبكر إلا أنه واصل تثقيف نفسه بنفسه من خلال الانكباب على القراءة والإطلاع في بطون الكتب النافعة حتى وصل إلى مبتغاه بجده واجتهاده في عالم الثقافة والمعرفة وأصدر مجلة (الاشعاع) بمدينة الخبر بالمنطقة الشرقية في عام1375ه كما عمل موظفاً في وزارة المعارف مديراً لإدارة العلاقات العامة بها اضافة لرئاسته تحرير مجلة (المعرفة) في بداية صدورها، كما عمل سكرتيراً للمجلس الأعلى للتعليم وللمجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب بوزارة المعارف في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله عندما كان وزيراً لها كما عمل ملحقاً ثقافياً للشؤون الاعلامية في سفارة المملكة في بيروت ثم ملحقاً ثقافياً للشؤون الإعلامية في سفارتنا في القاهرة بعدها طلب الإحالة للتقاعد المبكر للتفرغ للأدب والشعر والانتاج الفكري. فالاستاذ البواردي يعتبر اليوم أحد رموز الثقافة والأدب والشعر في بلادنا حيث بلغت اصداراته الأدبية والشعرية والفكرية أكثر من (51) كتاباً.. (الندوة نهاية الأسبوع) رصدت محطات ضيفها الأديب البواردي من خلال هذا الحوار:
حب وبراءة
| في الطفولة يحلم الإنسان كثيراً ويحلق في سماء الخيال حيث يريد أن يكوِّن مستقبله كيف كانت طفولتك.. وماذا كانت أحلامك؟
|| طفولتي كأي طفولة في هذا العالم تحلم بالحب.. فخيالها محدود لايتجاوز مداركها الصغيرة.. تلعب في براءة وتعبث أيضاً في براءة خارج دائرة الزمن المسكون بأحزانه وأوجاعه.. تذكرني بذلك الشاعر البدوي الذي كان يرعى الغنم طفلاً.. وبعد أن أفاق على واقعه شاباً صدمته الحياة على غير ماكان يتمنى ويحلم فأنشد قائلاً:
صغيرين نرعى البهم ياليت اننا
إلى اليوم لم نكبر ولم يكبر البهم
النزوع إلى الأكبر
| ماهي أبرز ملامح فترة الصبا والشباب والدراسة؟
|| تماماً ككل البدايات العمرية في صبوة إلى الحياة .. وفي شبابها نزوع إلى ماهو أكبر وأكثر طموحاً.. أما بالنسبة للدراسة فمرحلة اختبار وامتحان تحدد معالم مستقبله نجاحاً أو فشلاً.. أملاً أو ألماً وجوداً أو عدما.
الإرادة القوية
| بدايات الإنسان عادة ماتكون صعبة.. فكيف كانت بداياتك.. وماهي التحديات التي واجهتك؟
|| البدايات لكل إنسان تجربة صعبة إلا أنها سهلة أمام الإرادة القوية التي لاتقبل الهزيمة.. ولاالتردد.. ولا الانكفاء.. الحياة عزيمة متى ماوجدت أنها تقهر المستحيل.
هؤلاء تأثرت بهم
| ماهي الشخصية التي أثرت فيك؟
|| في حياتي.. وفي مسيرتي الفكرية المتواضعة تأثرت بهؤلاء:
1-المعري في فلسفته ونظرته للحياة.
2-أبي القاسم الشابي في وطنياته وابداعاته.
3-المتنبي في جزالته، وقدرته على الصياغة والبلاغة.
مناصب قيادية
| ماهو أبرز عمل رسمي توليته.. وكم كان راتبك آنذاك؟
|| لقد شغلت عدداً من الوظائف الرسمية في الدولة وهي مديراً لادارة العلاقات العامة والإعلام ورئيساً لتحرير مجلة المعرفة بوزارة المعارف (سابقاً) وزارة التربية والتعليم حالياً. وسكرتيراً للمجلس الأعلى للتعليم. وسكرتيراً للمجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب بوزارة المعارف أيضاً في عهد وزيرها آنذاك خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ثم عملت ملحقاً ثقافياً للشؤون الإعلامية في سفارة المملكة في بيروت العاصمة اللبنانية وملحقاً ثقافياً للشؤون الاعلامية أيضاً في سفارة المملكة في القاهرة العاصمة المصرية وبعدها أحلت للتقاعد وتفرغت لأعمالي الفكرية وأنا أردد قول الشاعر العربي:
اعطني حريتي اطلق يدي
انني أعطيت ما استبقيت شيئاً
التفرغ للنفس وللأسرة
| ماهو القرار الذي اتخذته.. ولايزال عالقاً في ذهنك؟
|| القرار الذي اتخذته وقد بلغت من العمر عتياً أن اتفرغ لنفسي ولأسرتي ولما تبقى لدي من ذاكرة ومذاكرة أن أقرأ في حدود الاستطاعة وأن اكتب أيضاً في حدود الاستطاعة. هذا هو قدري الذي اخترت ورضيت به بعيداً عن المادة.. وصداع الرأس واحباطات النفس متمثلاً بمقولة الخيام:
لاتشغل البال بماضي الزمان
ولا بآتي العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذاته
فليس في طبع الليالي الأمان
الشهادة الابتدائية
| ماهي أبرز محطاتك الشخصية والاجتماعية والعملية؟
|| ولدت كما تقول الوالدة رحمها الله ويغفر لها في عام 1348ه في مدينة شقراء بأعالي نجد من أسرة متوسطة الحال. درست في الكتاتيب ثم في عنيزة بدايات المرحلة الابتدائية ثم في مدينة شقراء نهاية تلك ا لمرحلة المبكرة كما درست في مدرسة دار التوحيد بالطائف لعامين فقط أي أن ما أحمله من شهادات دراسية لايتعدى الشهادة الابتدائية.
عملت لظروف اسرية ومعيشية قاهرة لدى بعض التجار في المنطقة الشرقية وأثناء تواجدي هناك أصدرت مجلة (الاشعاع) بمدينة الخبر في عام 1375 ه واحتجبت عن الصدور في نهاية عام1376ه بعدها بعام التحقت بالعمل موظفاً في وزارة المعارف وتقلدت المناصب الرسمية التي أشرت إليها في سؤال سابق.
إيثار وتضحية
| الحب في نظرك كيف يكون؟
|| الحب الحياة والحياة الحب.. على إيقاعه يبنى صرحها.. ومن دونه يتداعى صرحها. الحب إيثار وتضحية، ومشاركة، وثقة متبادلة، وبناء عش لاغيرة فيه ولاتسلط معه، دون هذا يتحول الحب إلى صب وعذابات ودموع وأنين لاتنفع معه الشكوى.. ولاتشفع له كل قصائد الشعراء وخيالاتهم الضاربة في متاهاته وتاوهاته.
مواعيد عرقوب
| ماهو الموعد الذي تعتمد دائماً التخلف عن حضوره؟
|| حينما لا أكون مقتنعاً بحضوره، والمشاركة فيه وأيضاً مواعيد عرقوب لا أحبها.
أخطأت في أمور كثيرة
| هل هناك هدف تمنيت أن تحققه وفشلت وماهو هذا الهدف؟
|| نعم .. تمنيت أن لاأخطئ فأخطأت وتمنيت أن لاأبطئ في أمور كثيرة فأبطأت وتمنيت أن أكون أفضل حالاً لما يستقر عليه ضميري ففشلت أنا إنسان يخطأ ويبطأ ويفشل والاعتراف بها يريحني.
أم الأولاد أجمل هدية
| ماهي أجمل هدية قدمت لك وهل تمارس عادة الهدايا؟
|| أجمل هدية تلقيتها في حياتي هي أم أولادي التي أهدت لي بحب أجمل هداياها وهي أولادي أما الهدايا الأخرى المتعارف عليها اجتماعياً فتحكمها المناسبات. وأحياناً الضرورات ولكن دون مقابل كي لاتتحول إلى رشوة.
لابد من البكاء
| هل أنت ممن يبكون.. ومتى آخر مرة ذرفت فيها عيناك الدموع؟
|| أحب أن أبكي .. بل كثيراً ما أذرف الدموع أمام مشهد إنساني درامي يثير الرحمة والرثاء.. البكاء لابد منه حتى وبدون سبب. إنه تفريغ لشحنة مكبوتة داخل النفس لابد من التخلص منها.. ثم الدموع عملية تطهير للعيون وتنظير للمشاعر المكبوتة في الأعماق متى ماوجدت سبيلها للتعبير عن الشكوى والبلوى وتسألني عن آخر مرة بكيت فيها فأقول لك كان ذلك قبل يومين على مشهد قطة داستها دواليب سيارة مجنونة وتركتها تتخبط في دمها تصارع الموت. أما البشر وأوجاع البشر وقهر البشر وقتل البشر وظلم البشر فالبكاء بالنسبة لذلك أصبح روتينياً ووجبة بشرية قهرية نطعمها مع كل دقيقة دون جدوى ولاشفاعة للدموع مهما صرخت بأعلى صوتها الصامت والبليغ.
التربية مراحل
| ما الذي تحرص عليه في تربية أولادك؟
|| أحرص أن أشعر أولادي بحبي لهم ورعايتي لهم وخوفي عليهم أشعرهم وقد كبروا إنني انتقلت من مرحلة الأبوة الموجهة إلى مرحلة الأخوة المشاركة في الرأي والمشورة.
أين الفراغ؟
| فراغك.. أين تقضيه وماهي الصفة التي لاتود أن تراها في جيل اليوم؟
|| لم تترك لي ويلات العالم وكوارثه ومصائبه فراغاً أشعر به.. فمن تلفاز تنضح أخطار أخباره دماً.. إلى صحف كثيرة ومثيرة تحمل نفس الهم.. أما جيل اليوم فإنني أخشى عليه مكيدة الغزو الثقافي!! الاستعماري الذي بدأ يدق أبوابنا بعنف عبر قنوات فضائية خاصة ورخيصة هما قتل فراغهم بما هو أسوأ من الفراغ نفسه.. وقتل أذواقهم وأخلاقهم بما لايصح قوله ولاالتخاطب به.. أشعر أن شبابنا الذي هو جيل الحاضر والمستقبل مستهدف بعنف كي ينسلخ من تاريخه وتراثه وخصوصيته وثوابته ويتحول شيئاً فشيئاً إلى بؤرة ضياع لاعودة منها ولابرء منها.. هذا ما ألمسه وأخافه.
البنفلاح وأمريكا
| ماهو آخر كتاب فرغت من قراءته؟
|| آخر كتاب قرأته كان بعنوان (أمريكا من القمة إلى القاع) لمؤلفه الكاتب الاستاذ عبدالرحمن بن علي البنفلاح.
أوكسجين الحياة
| ماذا تمثل لك القراءة الحرة؟
|| القراءة تمثل لكل قارئ أوكسجين حياة تتجدد معها خلايا العقل والذهن والذاكرة والمذاكرة.
المشهد الثقافي
| تنظم وزارة الثقافة والإعلام أسابيع ثقافية مع عدد من الدول العربية والصديقة فكيف ترون نتائجها على المشهد الثقافي السعودي؟
|| بدايات فقط مشكورة إلا أنها غير كافية، فلابد من انصهار فكري على مساحة أوسع وبأفق أوسع يأخذ في حسبانه عوامل تخلف المشهد الثقافي العربي والعوائق التي تحول دون انصهاره في بوتقة واحدة تتجاوز حدود الإقليمية.. ان مشكلة الفكر تتساوى في تداعياتها وخطورتها مشكلة الفقر ما لم تفعل أدواتها وتذلل عقباتها فنحن نعيش عصر العولمة وثورة المعلومات وحرية الطرح فعلينا ان نكسر حاجز الانغلاق الذهني وصولاً إلى فضاء ثقافي عربي اسلامي انساني لا مصادرة فيه ولا إقصاء.
المؤسسات التنظيمية
| ثقافة الحوار بين المواطن ومؤسسات الدولة كيف يمكن تفعيلها لبناء مجتمع يقوم على المشاركة والحضارة الانسانية؟
|| الدولة مؤسسات تنظيمية دعوية وخدمية مهمتها اسعاد شعبها وتحقيق طموحاته والشعب بدوره أيضاً الجانب الذي يكمل الحلقة ويدعم بنيانها مشاركة لها بفكره.. وبسعيه ووصله وتواصله فلا دولة دون شعب ولا شعب دون دولة ولا وطن دون مؤسسات ترسي دعائمه وتضخ فيه روح الحياة.. الحوار الوطني ضرورة والانصهار المشبع بالثقة بين الدولة والمواطن أكثر من ضرورة.. الوطن قارب، ربانه الدولة الواعية فمتى أمسكت بمقود قاربها بأمانة وإخلاص أمكن لها ومن معها الوصول إلى شاطىء الأمان والسلامة.
لا تثيروا أوجاعي
| سوق المال في المملكة يُصنف بين الحذر والترقب.. ذلك لوجود بعض المشاركين فيه الذين يغلب على سلوكهم التلاعب فضلاً عن عدم الشفافية التي لا غنى عنها لأسواق المال، على الجانب الاخر فهيئة سوق المال تصدر التعليمات والارشادات بين الحين والآخر فما هي نصائحكم التي تبدونها للمتعاملين مع سوق المال؟
|| تذكرونني بسوق المال فتثيرون أوجاعي التي هي أوجاع الكثيرين من الضحايا الأبرياء الذين التهمتهم حيتان الطمع والجشع فلم يتبق لهم لحم ولا شحم ولا عظم.. وأنا أذكرك بالمقابل بتجار الحروب الذين يغزون ويحتلون ويقتلون ويأسرون ويهجرون ويفجرون ويسرقون إنهم الصنف الآخر ولكن بوحشية أكثر.. لا أدري كيف لهذه الغيلان النائمة اليقظة دون أن تجد من يعيدها إلى عقلها وعقالها وقد امتصت دماء الفقراء على مشهد ومرأى من العين ولمرتين اثنتين دون أن يتدخل أحد.. ويضع حداً لهذا الاستهتار المتوحش وما يثيره من استياء ليس في صالح الوطن ولا مصلحة المواطنين، ولا حتى ثقة المستثمرين من الخارج الذين لا يأمنون على ثرواتهم في ظل الفوضى القائمة.. أشعر ان على قيادتنا الحكيمة التدخل السريع بضبط حركة السوق المضطربة.. واعادة الثقة إليه مجدداً، وعلى أن لا يتكرر مرة ثالثة لقد لدغنا مرتين وانتهينا دعونا نعيش بفتات ما تبقى يرحمكم الله.
رعاية البذرة
| قطاع الشباب يمثل مستقبل الوطن.. ولهذا القطاع قضاياه المتنوعة والملحة.. كيف يمكن وضع استراتيجية متوسطة وطويلة المدى لمواجهة مشكلات الشباب؟
|| الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل إنه يعيش معركة تواجده بتطلع وأمل ..والأمل وحده لايكفي.. لابد من عمل يشارك به في بناء وطنه، وتكوين ذاته، ولكي نعد جيلاً سليماً معافى فلابد أن نرعى بذرته الأولى داخل المدرسة الأولى (الأسرة) فلا أطفال أسوياء مع أم تخلت عن أطفالها لخادمة تشكلهم بطباعها والأب مشغول يلهث في دنياه بعيدا عن أطفاله واحتياجاتهم.. هذه واحدة والثانية المدرسة منهجاً.. ومعلماً وبناء، مناهجنا التعليمية ضاغطة على حس الصغار لكثرة مواد التلقين والحفظ التي لا تقوى عليها قدراتهم المبكرة.. فلابد أن تقدم المواد الدراسية على شكل جرعات صغيرة يسهل هضمها واستيعابها ويأتي دور المعلم المربي فالتربية لا تقل أهمية عن العلم.. ان استشعار الطالب أنه أمام استاذ وموجه يخاطب عقله برفق وثقة ومحبة يمنحه الكثير من التجاوب والرغبة، أما المدرسة البناء فهي ضرورة لان تكون مكتملة المقومات والعناصر الضرورية التي توفر للذهن وجبة المعرفة وتوفر للجسد عافيه الرياضة والحركة والنشاط، ويبقى الجانب المهم بعد كل هذا وهو مستقبل الشباب وحاجة المجتمع إلى قدراتهم، أحسب أننا في حاجة ماسة إلى التوجه المهني الفني لاخراج أكبر عدد يغطي احتياجات الحاضر والمستقبل على الصعيدين العام والخاص، وأحسب أيضاً إلى ايجاد خطة مستقبلية تراعى فيها جميع الاحتياجات وعلى أساسها تحدد المهن، والكفاءات العلمية حتى نتفادى الاعداد من الخريجين الذين لا حاجة لهم ولا وظائف لهم.. بل يمثلون بعد تخرجهم مشكلة اجتماعية لها أبعادها.
الرجل المناسب
| المجالس البلدية مردودها ضعيف فمتى يتم تفعيلها لخدمة المواطن؟
|| المجالس البلدية ومردودها الضعيف كما يشير سؤالك هذا لا علم لي بوضعها ولا كيف جرت أعرف فقط أن الرجل المناسب في المكان المناسب، وأعرف أيضاً ان الترشيح يجيب الزكام ويخلق العدوى وأن الأفضل لأي جهاز هو انتخابات تقوم على الكفاءة العلمية والمقدرة العملية والنزاهة قبل كل شيء وبعد كل شيء.
التزمت والتعصب
| طرأ مؤخراً على بعض شبابنا بعض الانحرافات الفكرية التي نتج عنها في النهاية قضايا الإرهاب والتطرف فكيف يتم معالجة ذلك من وجهة نظركم؟
|| الدين سماحة : وخطاب عقل ودعوة إلى الهداية دون أي تعصب ولا تطرف (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) (وقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) (قولا ياموسى وهاورن قولا لفرعون قولاً هادئاً لعله يستجيب، إذا كانت هذه دعوة الخالق - عز وجل - لخلقه فما بال البعض يأخذ بالتزمت والتعصب وكره الآخرين والرغبة في إيذائهم خروجاً على مألوف الرسالة الاسلامية السمحة؟! أشعر أنه مرض يحتاج إلى علاج علمي وعظي يجلي عن رؤوسهم عمامة التعصب الذي يأخذهم إلى دائرة الإرهاب وإلى تشويه رسالة الاسلام والسلام.
آه من الغلاء
| الغلاء استشرى في الآونة الأخيرة فما هي السبل الكفيلة بمحاربة هذه الظاهرة؟
|| آه من الغلاء، ومن المغالين ومن الموغلين في ظلم الناس باستلاب أكبر قدر ممكن مما يجمعون لا أحد ينكر ان للغلاء شقين الشق الأول يملى علينا من خارج حدودنا لعوامل عالمية مردها التضخم العالمي الذي تواجهه شعوب الأرض من جراء الكوارث الطبيعية والنمو الديموغرافي الذي يتعدى حدود مساحة الجغرافيا، فلا أحد ينكر أيضاً هذا الواقع وانعكاسه علينا بشكل مباشر وغير مباشر، إلا أن هذا لايعفينا ولا يبرىء بعض تجارنا من استغلال الظروف المعيشية الطارئة لصالح جشعهم وطمعهم الذي لا يشبع بدليل كلما أعطت الدولة نسبة زيادة في رواتب موظفيها زاد الغلاء بنسبة أكثر في لحظة الاعلان عن هذه الزيادة. لكنني أشعر ان الجهة المختصة وهي مثلاً وزارة التجارة والصناعة ووزارة الزراعة ووزارة الشؤون البلدية والقروية مسؤولة مسؤولية مباشرة لاحكام الرقابة على مجريات السوق وحركته حتى لا يتحول إلى شركة أسهم أخرى يصيب بسهامه كل مقتل، فالعزاء للفقراء وللمستضعفين وللمغلوبين على أمرهم ولا عزاء للاغنياء الأغبياء بمداركهم .
بلوغ الثمانين
| ما الطموحات والمشاريع التي ترغبون تحقيقها في المستقبل من الأيام؟
|| ياعزيزي.. اجابة واحدة تستغرق كل طموحات ما تبقى من حياتي يجسدها بيت واحد من الشعر وهو قول الشاعر:
ان الثمانين وبلغتها
قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
إن امنياتي.. وكل طموحاتي هي راحة بال، رضا ضمير، علاقة طيبة بالآخرين ايمان بقضاء الله وقدره، فكل يوم أقضيه بعد الثمانين اضافة فى رصيد عمري وأنا اتمتع بالصحة والعافية أحمد الله عليها كثيراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.