| صدر مؤخراً كتاب (كلمات) للأمير خالد الفيصل فحيته الساحة عبر اقلام لها حضورها وتناقل القراء مادته التي تتحدث عن الثقافة عن المواطنة المحترمة عن الخيوط الدالة على العديد من المكامن الحيوية أثرا وبناء كما سيأتي في هذا الحديث، لكن قبل ذلك لابد من التأشير الى طباعته الجيدة واخراجه المتميز ومن ثم التلوين المرافق لقد صدر ظنا مني على القرب من رؤية المؤلف عن مطابع السروات في 207 صفحات من القطع الكبير وبغلاف يجذب اليه القارىء والمتابع على حد سواء وقد جعل المؤلف ريعه لمؤسسة الملك فيصل الخيرية كما هي العادة في جهوده... وحيث انني قد عملت له عرضا في (مجلة اليمامة) الا ان المهاتفين قد اصروا على الايضاح في هذه المساحة .. لهذا اقول انني اجد في هذا الأمير كل الميزات المتقدمة سواء في الابداع الشعري او ما يدفعه للساحة المطلعة لا اقول هذا من باب الاطراء ولكنه في نظري من القلائل الذين آثروا النزول الى الميدان والمشاركة الفعلية تنموياً ومعرفياً والشواهد على ذلك أجل مما يتناقل والمواهب من الله جل جلاله صحيح ان المسؤولين الكبار لم يقفوا عقبة في طريق ما يراه مصيبا ولكنه كان طارحا مميزا ومن ثم متابعاً متواصلا فمشاريع منطقة عسير وما ابلاه طيلة العقود التي واصل ليله بنهاره في سبيل انجازها التي صارت محط الأنظار الا انموذجاً ملفتا للمسؤول المتواشج مع توثب الشرائح المتعطشة وليس هذا فحسب بل مثالا حيا للحس الفني الذي أوحته طبيعة المكان ملكه الانسان (انظر ص 28 ، 74 من كتاب كلمات) اما عشقه الذي توغل فيما حوله فهو حديثه المؤثر (90 91 من كلمات) حتى وان كان مكثفا الى حد الاسطورة، والحقيقة ان هذا العمل جديد على الفضاءات المتوارثة أو لعله في الاساس تزكية لحضور المشاريع التي يجب الأخذ بها في هذه المرحلة فمنذ اللحظة الاولى يبدأك بقوله : (أجمل الكلمات اقلها حروفا وابلغ الجمل اقلها كلمات).. او ما سبق ان خبره المتابع في عمله المتقدم (مسافة التنمية وشاهد عيان) حيث قال : (ليس عيبا ان نخطىء لكن العيب ان نستمر في الخطأ او ان لا نستفيد من أسبابه في مستقبل أعمالنا هكذا كان ايماننا بأن البكاء على الماضي لا يفيد، والجمود بعد نجاح تجربة ما.. لا يحرك تيار التطوير) بهذه الرؤية ينطلق هذا المشوار الذي وعاه خالد الفيصل وخبره أو دعنا نقول ما تحدث به عن منهجه سواء في الادارة أو في الفكر والثقافة والذي دفع من جماله او ربما ثبات ادلته انه لم يكن وليد عقد ماء أو مرحلة دون غيرها وانما يمثل كما قلت طريقا للفكر المتزن برغم التغيرات التي حدثت والتي قد تحدث كما هي الحال مع الحياة. كتاب (كلمات لخالد الفيصل) وان كان اضمامة انتقاها من ثمرة جهوده عبر ثلاثين سنة دونها والقاها امام الكبار والنخب الموهوبة في العديد من الكرنفالات الا انه بمثابة البصمة المحلقة لرائد وهب عمره لوطنه اهلا وتاريخا ومهما كان في ظاهره العام اشادة محسوبة الا انه حافل بالنقد المتواتر النقد البناء الذي يؤسسه كعمل يستحق الريادة والرجوع اليه بل الاتساء بما فيه من الرؤى المفتوحة الى حد ما.. ومن هذا المنطلق ادعو المهتمين بالقراءة وخاصة ما يتعلق بالدولة السعودية الحديثة الى قراءة هذا العمل ليقفوا على آراء من خدم الكلمة مشافهة وخبر القرارات واحدا بعد الآخر، وعندما اقول هذا القول فإنني اعني ان كتاب كلمات خالد الفيصل هذا قد استعرض مسيرة التأسيس وكيف غامر الملك عبدالعزيز ونجح مع ان الارض مزروعة بالعديد العديد ومن هم اولئك الذين وثقوا به وكيف كان توحيد الجزيرة العربية هو هدفه وان لا خلاص لهذه الأمة الا بدينها وقيمها. اما الحديث عن الملك فيصل بن عبدالعزيز فقد كان مؤثرا وداعيا الى المراجعة لان ما كتب حوله فيما مضى لم يكن مستوفيا مع ان الملك الشهيد علامة بارزة في التاريخ صحيح انه كتب عنه ضمن التاريخ العام لكن ربما كان المتنورون في ذلك الزمن يعدون على الأنامل ومن هنا كانت محاضرة ابنه المثقف مستوعبة تمام الاستيعاب لحياته طفلا فشابا مناضلا فمسوؤلاً شد الاذهان بسياسته الحكيمة وبآرائه التي اكبرها البعيد قبل القريب ولكون الأمير خالد يتحدث عن والده فهو الادرى ومن هنا كانت هذه المحاضرة تعد من المنصفات بشهادة حضورها من حملة القلم اذ انها خلت من النقولات او التخمين او مسألة قال فلان وقال فلان وانما تنطلق عن شواهد لازالت ملء العين والذاكرة قد يكون هناك بعض المرجعية التي لابد من الاستئناس بحضورها حيث اشار اليها في الهامش الا ان ما حوته ذهنية الأمير كانت كتابا راصدا للمواقف دقيقها وجليلها .. ينظر كتاب (كلمات) ص 168 207 بقي ان أشير الى موضوع المشاركة الذي حظي بالعديد من المؤشرات النبيلة نحو التخطي الى الامام من مسؤول يرى نفسه واحدا من التركيبة في هذا الشعب وهو أعني الموضوع قد سبق ونشر في صحيفة الوطن تحت عنوان (ماذا لو؟!!) وكان له دويه الجميل.. ينظر الكتاب ص 72 73. قال أخو قحطان: وطن حر وعهد مورق ركض الآباء فيه واستتموا ورجال ثبتوا واستقتلوا حينما صيح الى المجد هلموا.