بعد نشر مقالي الأسبوع المنصرم والذي تحدثت فيه عن مشاكل المواطنين مع المستشفيات جاءتني عدة اتصالات وكانت كلها تقريباً تشتكي بل تئن من المواعيد وازمنتها الخرافية ولم يخف عني ذلك فالمواعيد مشكلة بحد ذاتها ويمكنني الجزم أن بعضها يمتد إلى ستة أشهر حيث يكون المريض قد وصل به المرض إلى حالة يستعصي علاجها فلماذا تستمر هذه المواعيد؟ ومتى يتم حلها؟ وهل هناك دراسة لأسبابها ووضع الحلول المناسبة ، فلقد تفاقم أمرها؟. اتراها نابعة من قلة في الكوادر الطبية أم هي اهمال ممن انيط بهم تقديم هذه الخدمات للمواطنين؟ فإن كان النقص في الكوادر هو السبب فما الذي تم حياله؟ ، أو كان بسبب الاهمال وهو الممدد لهذه المواعيد ..فإنا لله وإنا إليه راجعون ..وسبب استرجاعي هو معرفتي ان لا أحد يردع من أهمل ..لأنهم كثر ويتكاثرون وتكاثرهم يكون على حسابنا وحساب منجزات هذا الوطن الأشم. احفر ... ولا يهمك منذ زمن بعيد وأنا أسمع الناس في مدينتي يرددون مثلاً شعبياً بسيطاً يتلخص في كلمتين (طبطب وليِّس يطلع كويس) وكان استماعي له استماعاً عابراً ولم أكن أعره أي اهتمام ثم كبرت وكبرت معي معارفي فتذوقت معانيه وفهمت مراميه فرحت تحت تأثير اللقافة التي ابتليت بها منذ الصغر ابحث لهذا المثل عن ترجمة حقيقية تجسده واقعاً معاشاً فلم أجد إلا شوارعنا وما يحدث فيها وحين جلست مع نفسي أناقشها فيما احتواه هذا المثل (طبطب وليِّس يطلع كويس) استغربت وجود الطبطبة والتلييس في وقت واحد لأنهما معنى واحد لعملية يعرفها البناءون الشعبيون ..فهل عرفها الأخوة العابثون بشوارعنا؟ إذا لماذا لا يقدمون لنا نوعاً واحداً إما الطبطبة أو التلييس فواحدة تكفي ، فنحن لا نريد لهم التعب ..فلديهم ما يكفي فهناك التحفير ..والردم والخلطة والبلبعة ..يعني الهبر..واذا ما أحد عرف معنى الهبر فهو يعني الهبش.. سؤال وجيه وضروري كلما زرت مبنى جريدة (الندوة) ورأيت هذه القامات المتحفزة للعطاء وهذه الوجوه الصابرة والتي تمارس الدفع نحو الابداع مع علمها بتواضع الامكانيات وقلة المحفزات وضآلة الموجودات تبسمت مزهواً فرحاً مغتبطاً بهذه اللوحات الرائعة المتحركة في كل ردهات ودهاليز مبنى التحرير. كلما مررت على هذا المبنى المنقوش في داخل اعماقي تذكرت شطراً لبيت من الشعر يقول: هنا كان زيد وهذا الأثر نعم هنا كان أولئك الذين تلتمع صورهم على صفحات الزميلات ولكن هل عاد أحد إلى حيث كان الأثر أقصد البدايات (ياجماعة الحنين حلو) ..ولكن الأحلى دفعة للظهور ..والشوق جميل ولكن الأجمل منه تطبيق مضامينه ومعانيه المتلألئة والأحلى والأجمل أن نطرز العمر ما دام أنه على صحو ...) أن نطرزه بالوفاء..حتى ولو وفاءً بالفزعه. بعيد عما سبق هبط فريق الوحدة فهبطت معه قامات ودمعات وتحدرت آهات وتحشرجت الكلمات وكانت دراما مؤثرة وهبطت قبل ذلك صحيفة الندوة ..وما كان (عندك أحد) ياعيني على الثقافة وقدرها ..ومكانتها. تلويحة الوداع قالت عجوز اضجرها الزهو والتباهي بأنواع الثياب وتطريزاتها:- العيد يروح بمريقاته وكلن يرجع لخليقاته متى نصل إلى فهم هذه العجوز ..أيها المزهوون بلا شيء ؟.