فن البلاغة يجمل الصياغة..!

الحبر الأصفر

كُلّ فَرد يَسعَى إلَى تَحسين لسَانه، وجَعله مَنَارَة للبلاغَة، وصَوتًا للبيَان، ومَعزوفَة للكَلَام السَّديد والجَديد والمُفيد..!
لذَلك دَعونا نَبحر في تَعريف البلَاغة، لَعلّنا نَستفيد مِنها في ممرّات الحَديث، ودرُوب الكَلَام، ودَهاليز الثَّرْثَرَة، التي تَحشو مَجالسنا وندوَاتنا ومُحَاضراتنا..!
لقَد سُئل أَحد البُلَغَاء: «مَا حَدّ البَلاغَة»؟ فقَال: (الإيجَاز مِن غَير عَجز، والإطنَاب مِن غَير خَطل) -أي خَطأ-.. وأعتَقَد أنَّ هَذا التَّعريف؛ يَقول شَيئًا مِن المعنَى، ولا يَقول المَعنَى كُلّه..!
وقَد سُئل أَديب آخَر عَن البلاغَة، فقَال: (البلَاغة هي أن لَا تُخطئ ولا تُبطئ).. وأعتَقد أنَّ هَذا التَّعريف أيضًا يَقول شَيئًا، ويَدع أشيَاءً كَثيرة..!
وقَد سُئل حَكيم ثَالِث عَن البلَاغَة، فقَال: (البَلَاغَة مَا فَهمتْه العَامّة، ورَضيتْه الخَاصَّة).. وهَذا قَول أرَى أنَّه الأقرَب إلَى الدقّة، والأصوَب للفِكْرَة..!
أمَّا إخوتنَا في اليونَان فيَقولون عَن البَلَاغة بأنَّها: (تَصحيح الأقسَام، واختيَار الكَلَام).. وأعتَقد أنَّ هَذا الكَلام يزيد المَسألة تَعقيدًا وتَشبيكًا، حتَّى تَمنَّيتُ أنَّني لَم أقرَأ هَذا التَّعريف..!
وأخيرًا سُئل حَكيم آخَر عَن الرَّجُل البَليغ مَن هو؟ فقَال: (البَليغ مَن إذَا أَخَذَ مِن الكَلَام شِبْرًا كَفَاه، وإن أَخَذَ طومَارًا مَلاه). والطُّومَار وحدة قيَاس كَبيرة..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أنْ أُوصيكم بتَعلُّم البَلَاغَة، لأنَّها لَيست فَقط مِن صَميم الكَلَام الفَصيح، بَل هي أَيضًا مُستَحْسَنَة في الكَلَام العَامِّي المَليح، واعلَموا أنَّ الكَلَام إذَا طَال اختَلّ، وإذَا اختَلّ اعتَلّ..!!
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com