بعد طول معاناة وكثير صبر اقتنعت الكنيسة المشيخية في الولاياتالمتحدةالأمريكية باتخاذ إجراءات قد تبدو شكلية ضد الدولة العنصرية في تل أبيب، لكنها حتمًا مؤلمة. أما القرار الذي صوت له 310 أعضاء وعارضه 303، فيتضمن سحب استثمارات قدرها 20 مليون دولار من 3 شركات متهمة بدعم الكيان الصهيوني في عمليات قتل الفلسطينيين الأبرياء وتشريدهم وإيذائهم. الشركات هي كاتربيلر التي تصنع التراكتورات والجرارات الضخمة، التي تُستخدم في هدم مئات المنازل المملوكة للفلسطينيين وطردهم منها، وشركة هيوليت باكارد HP التي تصنع تقنيات تساعد على التمييز في المعاملة ضد الفلسطينيين، وثالثها شركة موتورولا التي تصنع أجهزة أمن واتصالات تؤذي الفلسطينيين، وذلك حسب ما جاء في الخبر التي نشرته يو إس توداي على موقعها السبت الماضي، والمنسوب إلى المتحدث باسم الكنيسة التي تُعد من أكبر المؤسسات الدينية المسيحية إذ ينتمي إليها قرابة مليوني أمريكي. طبعًا ثارت ثائرة الصهاينة هناك، إذ وصف المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية القرار بأنه مخزٍ، وأنه لا يساعد على تحقيق السلام في الشرق الأوسط. أي سلام يتحدث عنه هذا الصفيق، والذي انتظره الفلسطينيون أكثر من 23 عامًا بعد أوسلو 1 برعاية جورج بوش الأب!! وقالت الكنيسة إنه بعد مراجعة استمرت عقدًا كاملاً تبين أن الشركات الثلاث قد أخفقت في تعديل توجهاتهم واستمروا في التربح من الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان ومنطلقاتها غير السلمية. باختصار تقول الكنيسة إن لها مبادئ وقيم انتظرت من هذه الشركات الثلاث مراعاتها فأبت وكابرت، مما دعاها لاتخاذ هذا القرار الحازم. ومع كونه رمزيًا، إلا إن دلالاته مهمة جدًا، فهو يفتح الباب واسعًا كي يلج منه الآخرون مؤسسات وأفرادًا. وهي رسالة لنا نحن معشر العرب الذين نزعم اهتمامنا بالقضية الأولى، والتي طالما رددنا أنها: (أولى القبلتين وثالث الحرمين). ترديد ألفناه إلى حد التبلد مما جعلها من القضايا الهامشية اليوم. وقليل منا من يرغب في إثارتها أو التصدي لجرائم الكيان الصهيوني بحقها. مؤلم أن تفعل الكنيسة المشيخية في الولاياتالمتحدة ما لم نفعله نحن معشر العرب لسنوات طويلة! [email protected]