رحيل عاشق القرآن بعد صراع مع الموت لأكثر من أسبوعين

فقدت المدينة المنورة صباح اليوم الجمعة أحد أعذب الأصوات الشابة في تلاوة القرآن الكريم الطالب في جامعة طيبة المهند كاتب بعد صراع مع المرض استمر لأكثر من عشرة أيام قضاها في المستشفى عقب حادث المروري تعرض له فيما شهدت الأيام الأخيرة قبل وفاته توافد المئات من زملائه و أصدقائه لزيارته بالمستشفى و التبرع له بالدم.
وكانت سيرة المهند الكاتب -رحمه الله- تحمل في طياتها حبه لتلاوة القرآن الكريم و عشقه للإمامة حيث كان يستمتع بإمامة المصلين في مسجد جدّه الشيخ عبدالصمد كاتب و هو من المتيمّين بحفظ كتاب الله عز و جلّ وقد بنى لنفسه قاعدة من المعجبين بنشره لتلاوات القرآن بصوته العذب عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما أكسبه و صوته محبة الآلاف من المتابعين الذين أعجبوا به و بصوته و طموحه بإمامته رغم صغر سنه.
و بمجرد إنتشار خبر وفاته وجه الآلاف من أهالي المدينة تعازيهم لأهله داعين الله أن يصبره و يغفر له مشيدين بسيرة حياته القصيرة زمنا و الكبيرة مضمونا فقال الشيخ رضا العواد مغردا" المهند الكاتب رحمه الله عليه كان يحلم أن يكون إماما للحرم النبوي و اليوم يصلى عليه بالحرم النبوي" فيما قالت ليلى الشهراني مغردة " ما أعذب صوت هذا الشاب في قراءة القرآن، رحمة الله عليه" كما استشهد مدير عام فرع وزارة الحج بالمدينة المنورة محمد البيجاوي بأحد مقاطع الفيديو لتلاوة الشاب المهند الكاتب و زاد بدعاء الرحمة له و قال أيمن مرغوب مغردا "هنيئا لك القربى حافظا لله و الله يحفظك جنان الخلد لك اشتاقت و الأرض بحبها تحضنك" .
و كان شقيقه هناد كاتب قد قال "للمدينة" في وصف اللحظات الأخيرة لأخيه قبل أن يقع له الحادث و يدخل في غيبوبة أنه اتصل بوالدته قبل وصوله الى المدينة المنورة ب 20 كم وطمأنها على وصوله كما قام بتغيير حالة الاتصال في الواتس اب إلى "وصلنا الى طيبة الحبيبة" وكان المهند قد رصد خلال الطريق حالته وأصدقاءه خلال رحلة السفر حيث التقط في آخر تغريدة له قبل الحادث بنصف ساعة تقريباً عند الساعة 6.29 صباحا صورة لأصدقائه وقد استسلموا للنوم وعلق قائلاً: « ناموا وخلّوني مع الطريق لوحدي» فيما قال في تغريدة بعد مغادرته جدة مباشرة "إلى المدينة يارب.. هوّن علينا سفرنا" ليتابع في تغريدة أخرى "من كانت له نهاية جميلة فابحث عن سيرة حياته كيف كانت وكيف بدأها" فيما لايزال حسابه على تويتر يغرد آليًا بآيات قرآنية كل 24 ساعة . هذا و صلي عليه صلاة العصر في المسجد النبوي الشريف وسط حضور الآلاف من أصدقائه ومتابعيه.