«الفيتو» هو «الاعتراض» على أي قرار يقدم لمجلس الأمن، دون إبداء أسباب، ويمنح للأعضاء الخمسة الدائمي العضوية بالمجلس، وهم: روسيا، والصين، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والولايات المتحدةالأمريكية. ويكفي «فيتو» أيٍّ من تلك الدول لرفض أيِّ قرارٍ، وعدم تمريره نهائيًّا، حتى وإن كان مقبولاً للدول الأربع الأخرى. هذا «الفيتو» قدّم خدماتٍ كبيرةً، ومنح الضوءَ الأخضر لعددٍ من الطغاة بالتمادي، بقتل الآلاف من الأبرياء، وذلك عبر «إجهاض» بعض من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن لأي قرار يتعلّق بالتدخل لوقف ما يقومون به من مجازر. ف»الثورة السورية»، والتي اندلعت قبل نحو 20 شهرًا؛ للتنديد بالفساد، وكبت الحريات، لايزال «طاغية دمشق» بشار الأسد يواصل قمعه لشعبه، ويرتكب المجازر التي خلّفت -بحسب معارضين- أكثر من 38 ألف شخص. ورغم كل ما يجري في سوريا من انتهاكات في حقوق الإنسان، إلاّ أن مجلس الأمن يقف عاجزًا عن إدانة أفعال الأسد ضد شعبه؛ بسبب لجوء روسيا والصين إلى حق النقض «الفيتو» ضد أي قرار يتعلق بإدانة الجرائم التي يرتكبها النظام السوري. أمّا العدو الصهيوني، ف»الفيتو الأمريكي» قدّم -ولايزال يقدم- أفضل دعم له، وذلك بإفشال صدور أيّ قرار من مجلس الأمن يلزم تل أبيب، بضرورة وقف احتلال الأراضي الفلسطينية، وأعمال العنف ضد الشعب الفلسطيني، والذي قضى على إثره آلاف الضحايا من الشيوخ والأطفال والنساء. «الفيتو» والذي لا يمكن وصفه إلاّ ب»حامي الطغاة»، ساهم بإضعاف وتقويض نزاهة الأممالمتحدة، وحال دون تمكّنها من حل أهم النزاعات الدولية، لذا فإن الحاجة باتت ملحّة إلى تغيير نظام الأممالمتحدة، وبخاصة «الفيتو».