« المُطَوِّفة»- من وجهة نظري- ثقافة تحتاج لضوابط وقواعد، وكثيرٌ منهن يشعرن بالقلق، جرّاء تجاهل أوضاعِهِنّ ، وكاتِبُ هذا المقال من المؤيدين لمطالباتهن وِزَارة الحج، بتأهيلهنّ، ومساواتهن بالمطوفين الرجال، فهن حاصلات على تصاريح طوافة من الوِزَارة، مثل حصول الرجال عليها، وأنا أفهمُ المساواةَ على أنها مساواة في الحقوق والواجبات، ومن الخطأ «أنّ بعض مؤسسات الطوافة، لم تحقق للمساهمات لقمة عيش شريفة، خصوصاً للأرامل والمطلقات» حسب رئيس اللجنة النسائية التطوعية في المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج جنوب آسيا فاتن محمد حسين(صحيفة الشرق، 10 ذي الحجة 1433ه، ص 13 ). منذ سنوات خَلَتْ، تمنيتُ على وِزَارة الحج، أنْ تدرك ما لخطورة ترك قضايا المطوفات دون حل، ورجوتُها أن تبدد الحيرة والقلق، اللذيْن ينتابان كثيرا من المطوفات، وكفاحهن المستميت مِنْ أجْلِ لقمة العيش، فماذا ينقص المطوفة ؟ « الاعتراف بدورها رسمياً واجتماعياً، ودورات تدريبية ، ومهارات لغوية» وأتوقف أمام قول السيدة فاتن:» إذا كانت المطوفة تنتمي إلى مؤسسة غير المؤسسة التي ينتمي إليها زوجها، فإنّ ذلك يُعَدُّ عائقاً لها، في خدمة حجاج تلك المؤسسة، وفي الغالب فإن الأولاد، يعملون في خدمة حجاج مكتب والدهم» وهذه واحدة من المشكلات التي تواجه المطوفات، عدا مشكلات تتطلب « تغيير النظام النمطي السابق في الخدمة». أما المحور الذي لا يقل أهمية عن المحور السابق، فهو- في رأيي- الخشية أن تموت مشاعرُ خدمة الحاجات الوافدات، أو تخفت على الأقل حِدّتُها، والحكمة تقتضي دعم هذه المشاعر، وأنْ تتحول خدمة الحاجات، لتراها العيون، وتسمعها الآذان، بسلوك راقٍ، وكما أن للخيمة أوتاداً، فإن أحدَها وتدُ الاستفادة من جهود المطوفات، تماما مثل الاستفادة من جهود المطوفين، ولذلك أناشد معالي وزير الحج (د. بندر الحجار) أن يلتمس لهن حلولا، تبدد قلقهن وحيرتهن، وترفع من قُدْراتهن الذاتية، وتُوَصّل لهن المعرفة في مجال تخصصهن، أما إذا ظل الحال على ما هن عليه الآن فمعذرة إذا قلتُ: لن يكنّ ركناً من أركان خِدْمات الحج، وسيكرسن في المجتمع عقولاً عقيمة، وكما أنّ « أهْلَ مكةَ أدرى بِشِعَابِها» فالمطوفاتُ أدرى بِشِعابِهن. بريد إلكتروني: [email protected] فاكس: 014543856 [email protected]