الاستحالة في حصر تعريفات المقالة ..!

في مَقالٍ سَابق، تناولتُ سِيرة "المقَال" اللُّغويّة، وتَعريفاته مِن بَوّابة اللُّغة، واليَوم، هَا هو القَلَم يَصل إلى تَعريفه في الاصطلَاح، مِن خِلال التَّعريفات التي سَاقها لَنا أسَاتذتنا في الإعلَام، حيثُ يُحدِّد الدّكتور "عبداللطيف حمزة" في كِتَابه: "المَدخل في فَنّ التَّحرير الصَّحفي" تَعريف المَقَال بطَريقةٍ أُخرَى، قَائلًا: "يُطلِق الإنجليز اسم Essay عَلى المَقال، وتَعني "مُحاولة"، أي أنَّه شَيءٌ غَير مُكتمل، عَلى غرَار المُذكّرات الخَاصَّة والخَواطِر المُتناثرة، وعَلى القَارئ تَكميل مَا في المقَال مِن نَقص، كَما يَكون عَلى سَامع القَصيدة الغِنَائيّة، أن يَفعل مِثل ذَلك، عِند سَمَاع كُلّ بَيتٍ مِن الأبيَات التي تَتألَّف مِنهَا"..!
أمَّا الدّكتور "عبدالعزيز شرف" فيَذكر في كِتَابه "فنّ المَقَال الصَّحفي"، أنَّ "كَلِمَة مَقال تَدلُّ في الأصل عَلى المُحاوَلة أو الخبرَة، أو التَّطبيق المَبدئي أو التَّجربة، كَما تَدلُّ عَلى ذَلك كَلِمَة Essay الإنجليزيّة"..!
في الجَانب الآخَر يُوسّع "إبراهيم إمام" تَوضيح هَذا التَّعريف بَعض الشَّيء، قَائلًا: "كَلِمَة مَقال تَعني تَطبيقًا مَبدئيًّا Premiere application أو خبرَة Experience وهي ذَاتها تَعني مُحاولة أو تَجربة أَوليّة Premiere tentative"..!
ويُعرِّف الدّكتور "نبيل حداد" المَقَال الصَّحفي في كِتَابه: "فَنّ الكِتَابة الصَّحفية" بأنَّه: قطعَة مِن النَثر، يَتحدَّث فيهِ الكَاتِب بنَفسه، ويَحكي بها تَجربة مَارسها، أو حَادثًا وَقَع لَه، أو خَاطرًا خَطَر لَه في مَوضوع مِن المَوضوعَات"..!
والمَقالة عِند الغَربيين عِبَارة عَن قِطعَة مِن النَّثر، تُعالج مَوضوعًا خَاصًّا بالكَاتِب ممّا مَارسه، أو خَطَر لَه، أو "تَوهّمه"- حلوة تَوهّمه، حتَّى الأوهَام مِن المُمكن أنْ تُبَاع- أو "ابتَدعه"، لذَلك تَبدو النَّظرة الشَّخصيّة في المَقالَة رُكنٌ أسَاسي مِن أركَانها..!
وفي هَذا الإطَار يُعرِّف الأستَاذان الدّكتور "صالح أبوإصبع" والدّكتور "محمد عبيدالله" المَقالة في كِتَابيهما: "فَنّ المَقَالة" بقَولهما: "إنَّ المَقالة هي نَوعٌ مِن الأنوَاع الأدبيّة النّثريّة، تَدور حَول فِكرَة وَاحدة، وتُناقش مَوضوعًا مُحدَّدًا، أو تُعبِّر عَن وجهة نَظر مَا، وتَهدف إلى إقنَاع القُرَّاء بفكرةٍ مُعيّنة، أو إثَارة عَاطفة عندَهم، ويَمتاز طولها بالاقتصَاد، ولُغَتِها بالسَّلاسَة والوضُوح، وأسلُوبها بالجَاذبيّة والتَّشويق..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ المَقالة طَويلة، وتَفاصيلها أطوَل مِن همُوم العَرَب، لذَا لَن يَستوعبها مَقال ولا مَقالان، وسَوف نَعود إلى التَّعريف في مَقالاتٍ أُخرَى، لَعلَّ بَيننا مَن يَتذكّر أو يَخشَى..!!!
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com