العجب من إرهاب الطرب ..!

عِندَما تَستَمع إلَى بَعض الأغَاني؛ تَشعر بأنَّك في حَالة حَرب مُستَعرة، أو مَعركة دَائمة، لا تَستنزف الحُبّ فَقط، بَل تُهلك الحَرث والنّسل، لتَبدو الأغنية وكأنَّها سِجَال بين عدو وعدو..!
كَما أنَّ بَعض الأغَاني تَأتي عَبر كَلِمَات غَريبة، تُذكّرك بمَخافر الشُّرطَة وأقسَام البُوليس، ودَهاليز المَحَاكم، أو لَجنة المَعاريض في جهةٍ ما..!
خُذ مَثلاً.. يَقول المُطرب "عبدالمجيد عبدالله":
والله لاخذ حقي منّك واقلب الدنيا عليك
ياللي زدت القلب علّه لا تحسب إنّي في إيديك
ربّي يعطيني بدالك لا تظنّ إنّي حلالك
أو بيغريني جمالك أنا منك استويت
ما بقى شي أخسره ولا أبي شي جديد
لا بقى شي أشرحه ولا أبي منك مزيد
بكره تدري وش يصير وأشرّبك كاس الألم
وتذوق من نفس المصير وتدري من فينا انظلم
وهَكَذا صِرَاع وحقُوق وخسَائر وأربَاح... أهَذا حُبّ أم مَعركة ومَحاكِم..؟!
في جَانب آخَر.. هُناك أغنية للمُطرب "مَحمد عَبده"، يَبدو فِيها وكَأنَّه يَشتكي مِن حَرامي مُحترف؛ يَسرق الكُحل مِن العَين، لذَا هو بحَاجة إلى قِسم شُرطة، أكثَر مِن حَاجته إلى حَبيب يُشاطره الغَرَام، حِين يَقول:
سَرقني ما دريت إنّه سرقني
سلبني واحسبنّي فاطنٍ له
ويَقول أيضاً "فنّان العرب" في أغنية كَأنَّها مَعروض:
إلى من يهمّها أمري إلى من
رجاءً إلى متى صبري رجاءً
وقَد بَلغت المُطربة الكويتيّة "نَوال" في مَعركتها مَع الحَبيب؛ مَرحلة كَسر العَظم، حَيثُ تَبدو مُفردات أغنيتها مُستورَدة مِن قَاموس المُماحَكات الإيرانيّة الأمريكيّة، حِين تَقول:
تهدّدني تحبّ ثاني تنسى الحُبّ وتنساني
نسيت إنّك في كم مرّة عجزت إنّك تتحدّاني
أنا أتحدّاك أنا أتحدّاك إذا عزمت في فُرقاك
إذا شُفت المفَارق جد تتوب تقول لي إنسى
أبيك تجرّب الهجران أبيك تروح للنسيان
أعرفك لو مشيت ورحت تجيني محترق ولهان
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا قَوم رَاقبوا كَلِمَاتكم فهي سَفيرات لعقُولكم، واتركُوا لُغَة السَّرقة والتَّهديد، والتَّحدِّي والوَعيد.. اتركوا هَذه اللُّغة فهي لُغَة مَحاكم وحقُوق وانتقَام.. واللُّغة تَكشف عمَّا تَحتها.. وقَديماً قَال "سقراط" لرَجُلٍ صَامت: (تَكلّم لكَي أرَاك)..!!!
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com