جبل سلع .. كتاب ضخم للسيرة

أماكن

جبل سلع من الجبال الشهيرة بالمدينة المنورة وكان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيداً عن البنيان حيث يرد اسمه كثيراً في تاريخ السيرة وتاريخ المدينة المنورة، ففي عام 1392ه كان الكاتب وطلابه في سفحه الشمالي حيث لا توجد آنذاك مبانٍ حول تلك الجهة حتى تتصل أرضه ب (المستراح) منطلق الخندق وكان يشير لطلابه من بُعْد بداية الخندق ونهايته ويقول لهم إن سلعاً (كتابٌ من كتب السيرة) فجميع جهاته وأعلاه تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلمٌ حيث يتصل بجبل سلع من الشرق عدة جبيلات منها: جبلٌ يسمى (القُرين الفوقاني) وكان فوقه مسجد أزيل المسجد والجبل توسعة للطريق ويليه من الشمال جبلٌ آخر يسمى (القُرين التحتاني) أو جبل الراية ويشكل الجبلان مع سلع ثنيات الوداع) وفوق قمة سلع في الجهة الجنوبية الغربية كهف بني حرام حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت فيه أثناء غزوة الأحزاب محروساً قبل نزول آية العصمة وينحدر من ذلك الكهف شِعبٌ (شعب بني حرام) وهم فرعٌ من قبيلة بني سلمة وبذلك الشِعب تمت معجزة تكثير الطعام أثناء الغزوة وموقعه حالياً مسجد جابر بن عبد الله رضي الله عنه وفي الجنوب الشرقي يتصل ب (سلع) جبلٌ آخر (سُلَيع) أزيلت معالمه وتبقى منه صخرة كبيرة (جبر الله كسرها) تحيط بها بنايات المنطقة المركزية حول المسجد النبوي وقد كانت خيمة صلى الله عليه وسلم على جزء مرتفع من جبل سلع في الجهة الشمالية الغربية وهو يشرف سير الغزوة ويدعو الله عزوجل ثلاثة أيام، ومن أدعيته صلى الله عليه وسلم:
( اللهم منزل الكتاب سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم). " لا إله إلا الله وحده، أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده". فاستجاب الله دعاءه يوم الأربعاء، ونزل جبريل يبشره بالفتح، ولما بني هناك مسجد عرف بمسجد الفتح، ومسجد الأحزاب والمسجد الأعلى، ويتضح مما سبق أن جبل سلع مجلد ضخم لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وجبت المحافظة عليه.