أميرالقصيم يكرّم 26 فائزة بجائزة شقائق الرجال    حكومة سلوفاكيا: رئيس الوزراء في حالة خطيرة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال    «أمن الدولة» تطلق منظومة «تقصّي».. لتلقي وتحليل بلاغات الاشتباه المالي وتمويل الإرهاب    الأحزاب المصرية: تصريحات متطرفي إسرائيل محاولة يائسة لتضليل العالم    عدد الفلسطينيين منذ نكبة 1948 تضاعف 10 مرات    ‬بدء وصول قادة الدول العربية إلى المنامة    غوارديولا: لولا تصدي أورتيغا لكان أرسنال بطلا للبريميرليغ    4 أحزمة ملاكمة تنتظر من يحملها على أرض "المملكة أرينا"    القبض على مقيم لارتكابه أفعال خادشة للحياء    وصول الطائرة السعودية ال 50 لإغاثة أهالي غزة    رئيس سدايا: السعودية مثال دولي في الذكاء الاصطناعي المسؤول والأخلاقي    تطوير سياسات استدامة مخزون استراتيجي من السلع الأساسية ودعم استقرار أسعارها    أوامر ملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    ولي العهد يهنئ رئيس وزراء سنغافورة بمناسبة أدائه اليمين الدستورية    «البلسم» تختتم حملتها الطبية في اليمن وتنجح في إجراء 251 عملية قلب مفتوح و«قسطرة»    تشغيل 4 رحلات أسبوعياً للخطوط الجوية البريطانية من هيثرو إلى جدة    زين السعودية تعلن عن استثمارات بقيمة 1.6 مليار ريال لتوسعة شبكتها للجيل الخامس 5G    أمير منطقة الرياض يستقبل مدير السجون بالمنطقة    مدير تعليم الأحساء يكرم الطالبة الفائزة ببرونزية المعرض الدولي للاختراعات    ضبط 264 طن مأكولات بحرية منتهية الصلاحية    وزير العدل يلتقي رئيس المجلس الدستوري في فرنسا    ارتفاع النفط واستقرار الذهب    «النيابة»: باشرنا 15,500 قضية صلح جنائي أسري.. انتهاء 8 آلاف منها صلحاً    زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر قبالة سواحل نيوزيلندا    أمير تبوك يثمن للبروفيسور " العطوي " إهدائه لجامعة تبوك مكتبته الخاصة    «الصحة» تدعو الراغبين في الحج إلى أخذ واستكمال جرعات التطعيمات    فيغا يعود للتدريبات الجماعية للأهلي    نيمار يبدأ الجري حول الملعب    السوق السعودية ضمن أول 10 دول في العالم المملكة أكثر الاقتصادات تسارعاً آخر 6 سنوات    وزير الحرس الوطني يرعى تخريج 2374 طالباً وطالبة من «كاساو»    أفضل الإجراءات وأجود الخدمات    أمير حائل يكرم عدداً من الطلاب الحاصلين على الجائزة الوطنية بمبادرة «منافس»    سعود بن بندر يثمّن جهود هيئة النقل    أمير تبوك ينوه بجهود القيادة في خدمة ضيوف الرحمن    «الداخلية» و«سدايا» تطلقان جهازاً متنقلاً لإنهاء إجراءات المستفيدين من مبادرة «طريق مكة»    إطلاق مبادرة «دور الفتوى في حفظ الضرورات الخمس»    سعود بن نايف: رؤية المملكة أسهمت في تحسين جودة الحياة    الهلال والنصر.. والممر الشرفي    أهمية الاختبارات الوطنية «نافس» !    حالة مطرية في معظم المناطق حتى السبت    كأس إيطاليا بين خبرة اليوفي وطموح أتالانتا    طموحنا عنان السماء    انطلاق برنامج الرعاية الأكاديمية ودورة البحث العلمي في تعليم الطائف    ..أنيس منصور الذي عاش في حياتنا 2-1    مكانة بارزة للمملكة في عدد مقاعد «آيسف»    تمكين المواهب وتنشيط القطاع الثقافي في المملكة.. استقبال 2200 مشاركة في مبادرة «إثراء المحتوى»    محتوى الغرابة والفضائح !    ليس لأحد الوصول    الأمن والاستقرار    وزارة لتشجيع زيادة المواليد بكوريا الجنوبية    نائب أمير مكة يستقبل عدد من اصحاب السمو والمعالي والفضيله    حمام الحرم.. تذكار المعتمرين والحجاج    تفقد محطة القطار ودشن «حج بلياقة».. أمير المدينة المنورة يطلع على سير الأعمال بالمطار    الاحتراف تحدد مواعيد تسجيل اللاعبين في دوري روشن و"يلو"    ( قلبي ) تشارك الهلال الأحمر الاحتفاء باليوم العالمي    الكلام أثناء النوم ليس ضاراً    تأثير العنف المنزلي على الأطفال    مواد كيميائية تسبب السرطان داخل السيارات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإسلام مفترى عليه.. والجناة كثيرون ومنهم مسلمون
نشر في المدينة يوم 20 - 04 - 2012

هذا الرجل يسبح ضد التيار حيث يحاول أن يوضح الصورة المثلى للإسلام في مجتمع غربي لديه ما لديه من عقد ضد الإسلام ولكن الرجل لا يمل فهو يخرج من صراع ليدخل آخر في سبيل الدفاع عن الدين الإسلامي وهو يقول أن الإسلام لو تم تقديمه كما هو للمواطن الغربي لما استمر الصراع الأزلي بين الغرب المسيحي والشرق المسلم.. هو المستشرق المسيحي المجري المعروف شاندور فودور رئيس قسم الحضارة الإسلامية بجامعة بودابست بالمجر والذي أكد في حواره مع "الرسالة" أن الحضارة الإسلامية حضارة "عالمية" و"عريقة" مشيرًا إلى أن البشرية كلها في حاجة إلى القيم الإنسانية السامية التي تشتمل عليها الحضارة الإسلامية.
وأعرب فودور عن استيائه الشديد من مزاعم الذين يهاجمون الحضارة الإسلامية في الغرب، لأنهم لا يعرفون شيئًا عن فضل هذه الحضارة على أوروبا، بل لا يعرفون شيئا عن حضارتهم الغربية نفسها ولكنه حمل الجاليات الإسلامية جزءًا من أسباب استمرار الإساءة للإسلام والمسلمين.
وشدد فودر في الحوار على أن الجهل وراء محاولات تشويه صورة الإسلام خارج العالم الإسلامي، مشيرًا إلى أن مؤسسات العالم الإسلامي وجامعاته وعلماءه ومفكريه مطالبون بحملة تثقيفية إسلامية لتصحيح صورة الإسلام وإسقاط الاتهامات الزائفة ضده...:
كيف ترى صورة الإسلام في الغرب بعد ما يقرب من أحد عشر عامًا من أحداث سبتمبر ؟
الواقع للأسف يؤكد أن النظرة للإسلام والمسلمين في الغرب مازالت سلبية للغاية فأغلب الأوروبيين يرون أن الإسلام عبارة عن دين يرتبط ارتباطا لصيقا بالإرهاب وأن المسلمين إرهابيون وهذه هي رؤية السواد الأعظم من الأوروبيين والأمريكيين وفي رأيي الشخصي فإنّ هذه الصورة تسبب فيها الجهل المطبق لدى المواطن الغربي فالرأي العام وحتى نخبة المثقفين من الكتاب والصحفيين يجهلون كل شيء عن الإسلام ولهذا فإن تصحيح صورة الإسلام لابد أن يقوم به الأكاديميون والمستعربون والمستشرقون فعلينا بجانب بحوثنا العلمية أن نحاول أن ننقل تفاصيل الحضارة الإسلامية واسهاماتها في بناء الحضارة الغربية للرأي العام الغربي وللناس العاديين في أوروبا وامريكا وإلى رجل الشارع الذى لا يفقه شيئا عن الإسلام ولا أخفيك سرا أن رجل الشارع في أوروبا لا يكاد يفقه شيئا عن هويته هو والحقيقة التي لابد أن نعترف بها أن معظم مواطني الغرب جاهلون ويكتفون بالثقافة المنقولة إليهم والمرتبطة دائما بالحدث بمعنى أن أحداث سبتمبر المتهم ولأن الزخم الإعلامي الذي رافق هذه الأحداث اتهم الإسلام والمسلمين بارتكابها فإن كل مواطن في الغرب أصبح لديه قناعة بأن الإسلام دين الإرهاب هو لا يعرف شيئا عن أحكام الجهاد في الإسلام على سبيل المثال، ولكن كلمة الجهاد ارتبطت في ذهنه بالارهاب باختصار فنحن في حاجة ماسة لتكثيف الجهود لنشر حقائق الإسلام حتى نحقق التواصلالمفقود بين الغرب المسيحي والشرق المسلم .
الفنون البديل الأكثر فاعلية
وكيف تنقلون هذه القيم من وجهة نظرك ؟
بداية علينا تنظيم محاضرات نشرح من خلالها حقيقة الإسلام وبما أننا كمستعربين وباحثين غربيين فإن المواطن الذي سيحضر محاضراتنا سيتقبل وجهة نظرنا وسيقتنع بها ولكن المشكلة أن المواطن الغربي لا يقبل على ذلك النوع من المحاضرات الثقافية وكثيرًا ما ترى قاعات تلك المحاضرات خاوية تمامًا ولهذا ففي رأيي علينا أن ننتهج سلوكا آخر لتعريف المواطن الغربي بحقيقة الإسلام وكمواطن مجري أقول لك أن مواطني الغرب يسعون وراء الفنون ووراء القيم الجمالية لهذا فإن تقديم وعرض تلك الفنون سيساهم في توضيح جماليات الإسلام ويحضرني في هذا المجال حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله جميل يحب الجمال " ولهذا فعلينا وعلى العالم الإسلامي معنا أن ننقل هذا الجمال لرجل الشارع في الغرب عن طريق المعارض التى تتناول الفن والتاريخ الإسلامي وبلا شك فإن تلك المعارض ستبهر المواطن الغربي وسيبحث هو بعد ذلك عن الإسلام ويقرأ عنه ليفاجأ بكذب المعلومات المشوهة التى تقدمها وسائل الإعلام الغربية عن ذلك الدين وبالتالي ستتغير وجهة نظره حيال الإسلام والمسلمين ولابد أن يعي المسلمون شيئا مهمًا وهو أن المواطن الغربي جاهل للغاية بل لا أخفيك سرا إذا قلت أن المواطن الغربي جاهل حتى بهويته الدينية الشخصية وهذا يعني ضرورة بذل الجهد لتصحيح صورة الإسلام أمام مواطن لا يعنيه أي دين سماوي كان أو وضعي ويأخذ ثقافته من وسائل الإعلام والصحفيين في الغرب اكتفوا اليوم بنقل أحداث الجرائم ولا يقرأون ليعرفوا وهي آفة انتشرت بين كل صحفيي الغرب للأسف الشديد.
الدعوة بالخط
وما هي أبرز تلك الفنون الإسلامية التي من الممكن الاستفادة منها في ذلك الإطار ؟
أنا أرى أن الخط العربي واللغة العربية بشكل عام تحتوى على كثير من الفن الذى سيجذب في حال الإهتمام به المواطن في الغرب مثقف كان أو رجل شارع والله تعالى نفسه اهتم بالكتابة حيث قال في سورة اقرأ :"إقرأ باسم ربك الذى خلق * اقرأ وربك الأكرم
الذي علم بالقلم" وفي هذه الآيات البيانات إشارة واضحة جدا إلى أهمية الكتابة والقراءة وهو ما يؤكد أن الدين الإسلامي يحث على المعرفة كما جاء في القرآن الكريم :"قل ربي زدني علمًا" ولهذا لابد أن نعرض تلك الأفكار أمام الآخر غير المسلم وأنا أعود وأذكر أن الفن الأصلي الحقيقي بين الفنون الإسلامية هو فن الخط فرغم تعدد الفنون الإسلامية فإن الخط يلعب دورًا مهمًا ليس فقط لقيمته الجمالية ولكن لأن الخط ينقل رسالة أخلاقية ورسالة دينية وقد تندهش إذا عرفت أن لوحات الخطوط العربية التى تحتوى على آيات قرآنية وأحاديث نبوية تنال اهتمام شريحة كبيرة من المواطنين في الغرب وأنا شخصيًا زرت معارض كثيرة ولاحظت الإقبال على تلك المعارض للدرجة أن كثير ممن يزورون تلك المعارض يقتنون لوحات الخط العربي وبالطبع فإن من يعجب بلوحة يعمل على معرفة ترجمة معاني الآية التي تحتوي عليها، وبهذا يكتشف بنفسه عظمة آيات القرآن الكريم ويجد قيم حضارية في الإسلام لم تعرض عليه من قبل، وليس كما تروج وسائل الإعلام الغربية ذات التوجهات المعادية للإسلام والمسلمين، وبالطبع فإن وجهة نظره التي تغيرت للأفضل تجعله لا يشارك في أي عمل ضد الإسلام والمسلمين بل يكون عنصراً فعالاً في أى مكان يقصده يعرض صورة إيجابية حسنة عن الدين الإسلامي.
وهم التهديد
كمستشرق يعيش في الغرب كيف تنظر إلى المشكلات التي يعاني منها المسلمون هناك وكيف نصل إلى العلاج؟
يعاني المسلمون في الغرب العديد من المشكلات لعل أهمها إحساسهم الدائم بأن هويتهم الإسلامية محل تهديد وهو أمر ليس كله صحيحا بل بالعكس فأنا أرى أن المسلمين من الواجب عليهم تعميق هويتهم الثقافية دون خوف من الضروري أن ينفتحوا على المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها ويجب ألا تعزلهم تلك المجتمعات فالتفاعل بين الثقافة والهوية الإسلامية وبين الثقافة الغربية سيوجد ركائز أساسية للتعاون بين الجانبين بهدف إزالة الأحجام المسبقة والمفاهيم المغلوطة على كلا الجانبين وهذا بدوره ينعكس بالإيجاب على المسلمين في أوروبا كما ينعكس بالإيجاب على أوروبا ذاتها وأرى أن حل المشكلات التي يعاني منها المسلمون في أوروبا يتوقف على عدة عوامل، في الغرب عليهم العمل على ما يؤكد انتماءهم للبلدان التي يعيشون فيها طالما أن هذا لا يؤثر في هويتهم الدينية فإذا عمل المسلم على إثراء المجتمع الذي يعيش فيه فسيشعر المواطن الغربي بأن المسلمين عنصر بناء ووقتها سيفتح الغرب عقله وقلبه للمسلمين وسيكون الحوار الودي أمرًا من السهل حدوثه.
أخطاء الجاليات
بصراحة شديدة هل ترى أن الجاليات الإسلامية في الغرب تلعب دورها المنوط بها لتحسين صورة الإسلام هناك ؟
الحقيقة التي لابد ان نعترف بها بلا خجل أن المواطن المسلم ذو الجذور العربية الذي يعيش في الغرب يلعب دورًا سلبيًا في معظم الأحيان ففي الوقت الذي يبذل فيه المستشرقون غير المسلمين جهودا مضنية لتحسين صورة الإسلام فإن الكثير من المسلمين الذين يعيشون في الغرب لا يعكسون في تصرفاتهم حقيقة الإسلام كدين سمح والمفاجأة التي لا تسرنا أن كثيرًا من المسلمين الذين يعيشون في الغرب يحاولون الانسلاخ من هويتهم الإسلامية والبعض الآخر يخجل من الإعلان عن ديانته الإسلامية وإذا عرفها المحيطون به بمحض الصدفة يتعامل معهم بدونية شديدة وكأنه ارتكب جرماً عظيماً كونه مسلمًا وهو ما يجعل المواطن الغربي يقول في نفسه إذا كان المسلم نفسه يخجل من دينه ألا يعني هذا أنه يدرك أن الإسلام هو دين الإرهاب بالفعل ومن هنا فأنا أطالب مسلمي الغرب بالاعتزاز بدينهم كوسيلة مهمة لتأكيد عظمة هذا الدين وأن يتعاملوا مع غير المسلمين معاملة الند للند، فدينهم سمح وسطي كبير بقيمه وتعاليمه وليس فيه أمر يخجل، ولابد أن تقوم الجاليات الإسلامية بالتكاتف فيما بينها وجمع المسلمين معًا وينظمون محاضرات ومعارض تؤكد عظمة الأخلاقيات الإسلامية وعلى الجاليات أيضًا أن تطالب أعضاءها بالاعتزاز بدينهم في شتى المحافل التي يشاركون فيها وفي شتى المنتديات حتى يدرك المواطن الغربي أن المسلم على حق ولابد أن يعي المسلمين في الغرب أن المسلم القوي قادر على إجراء حوار بناء مع الآخرين بحيث يخدم دينه ويصحح صورته.
*ولكن الواقع يؤكد أن الغربيين هم الذين أجبروا المواطن المسلم الذي يعيش في بلادهم على الإحساس بالدونية ؟
حتى في ظل تحرش بعض الجهلاء في الغرب بالجاليات الإسلامية فأنا أؤكد أنه على الجاليات الإسلامية عدم الالتفات لتلك الدعاوى المعادية لهم والتي تصدر كما قلت عن الجهلاء وعلى كل مسلم أن يعتز بدينه مهما حدث ويتمسك بالدفاع عنه على كل المستويات، وعليه أن يثق أن المواطن الغربي لن يجد أمامه إلا الانحناء للمسلم الذي يدافع عن هويته وأنا أتعجب من قدرة اليهودي على الدفاع عن وجهة نظره في كل الأحوال ويعجز المسلمون عن ذلك رغم أن الدين الإسلامي هو أعظم الأديان السماوية شئنا أم أبينا .
أمريكا السبب
ألا ترى أن السياسة التي تتبعها بعض الحكومات الغربية اليوم كان لها الأثر الأكبر في الاحتقان بين الشرق المسلم والغرب المسيحي؟
دعنا نتفق في البداية على أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي لعبت الدور الأكبر في تشويه الإسلام خاصة في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث أصبحت الإدارة الأمريكية ترعى وبشكل مباشر، الدعاية التي تقوم بها وسائل الإعلام الغربية ضد الإسلام وكلها دعاية تحتوي على معلومات مضللة، وتؤدي إلى نشر معلومات خاطئة وتساهم في تفشي الجهل بالإسلام بين مختلف المجتمعات الغربية وبدلا من أن تقوم وسائل الإعلام برعاية الحوار والتبادل الثقافي حول العالم كله إذا بها تروج للمعلومات المزورة التي تتهم الإسلام بالتحريض على العنف وللأسف فإن إحجام المسلمين عن المشاركة بفاعلية في المجال الإعلامي فتح الباب على مصراعيه أمام من تسول له نفسه الإساءة والتضليل بالعمل كما يريد تجاه الدين الإسلامي، وهكذا ظهر من يدرس بعض قواعد الإسلام ويفسرها بشكل ضيق ليضعها في تيار معادٍ للإسلام ومفيد لأعدائه والحل من وجهة نظري يكمن في ضرورة أن يسعى المسلمون بالتعاون مع التيارات المحايدة في الغرب لكسر ظاهرة الإعلام المسيء بعد أن ثبت بالدليل القاطع، أن دوران العالم سياسيًا وثقافيًا واقتصاديًا في فلك إعلام مشوه للدين الإسلامي من الممكن أن يتسبب في دمار العالم، وبالإضافة إلى هذا فإن المسلمين مطالبون بالسعي إلى نشر المواد التي توضح حقيقة الإسلام بحيث تتطرق إلى الجوانب المهمة والأساسية مثل التقاليد والثقافة والسياسة والفلسفة وغيرها وعلى العالم الإسلامي العمل على ربط الجسور مع المسلمين في أوروبا ومعاونتهم على تصحيح صورة الإسلام بكل الوسائل لإزالة الشبهات.
وعلى أوروبا أيضًا أن تبذل مزيدًا من الجهد لتصحيح الأخطاء في المعلومات المدرسية عن الإسلام حتى لا تنشأ الأجيال وقد ترسّخت في أذهانها هذه المعلومات الخاطئة.
المسلمة والمزاعم الباطلة
يستخدم الغرب المرأة وسيلة لتوجيه النقد للإسلام وثرائه كيف ترى وضع المرأة في ديننا؟
بالفعل يتعرض الإسلام لحملة مزاعم باطلة تتهمه بامتهان المرأة والعنصرية ضدها وعدم منحها حريتها وحقوقها وهذا أمر عار من الصحة تمامًا ولا أساس له على الإطلاق وأنا كمتخصص في الثقافة الإسلامية ومن خلال قراءتي القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أستطيع أن أجزم أن المرأة المسلمة حصلت على كل حقوقها وإذا كان هناك أي تعصب ضد المرأة المسلمة فهو لا يعود إلى الإسلام ولكن إلى الثقافة القبلية والموروثات الشعبية.
والقارئ للقرآن وللسنة سيجد منظومة من القيم والقوانين الأخلاقية التي تنظم علاقة المرأة بالرجل وعلاقة المرأة بالمجتمع المسلم ككل ولن تجد منظومة منحت المرأة حقوقها مثل المنظومة الإسلامية. فالمرأة المسلمة، على سبيل المثال، لها حق الميراث عن والديها وعن زوجها وهو ما لا يتاح للمرأة في العديد من الثقافات الأخرى.
كما أن الإسلام أعطى المرأة حرية التجارة والتصرف بأموالها إلى جانب إعفائها من النفقة حتى ولو كانت غنية بل إن الإسلام جعل نفقة المرأة على الرجل.
والقارئ للتاريخ الإسلامي سيجد أن المرأة المسلمة لعبت أدواًرا سياسية في وضع الأسس التي تكفل لها المساواة والحقوق وما يصون كرامتها وتمنع استغلالها.
لمن توجه الترجمات؟
وهل الجهود الإسلامية في ترجمة معاني القرآن الكريم والسنة النبوية يمكن أن تسهم في تقديم الإسلام الحقيقي إلى الغرب؟
العديد من المؤسسات الإسلامية أدركت منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر أهمية التواصل الثقافي مع الغرب من خلال ترجمة التراث الإسلامي إلى مختلف اللغات الغربية ولكن المشكلة أن هذه الجهود يواجهها عائقان أساسيان الأول هو وجود تيار يميني في الغرب يرى في وجود الإسلام كعدو امتدادًا لبقاء الحضارة الغربية وازدهارها، وهو ما يعيق الجهود الإسلامية الخاصة بأعمال الترجمة والتواصل عن تحقيق هدفها.
والأمر الآخر أن الآلية التي تعتمد عليها المؤسسات الدعوية الإسلامية في الترويج للترجمات ضعيفة وعاجزة عن الوصول إلى القطاعات العريضة في المجتمعات الغربية وأبرز مثال على هذا أن إحدى المؤسسات الإسلامية قامت بترجمة بعض كتب السنة النبوية إلى اللغة الروسية وبدلا من إرسال نسخ تلك التراجم إلى المكتبات الروسية فوجئنا بأن كل ما أرسل لا يزيد على خمسين كتابًا تم إهداؤها إلى الشخصيات السياسية التي ليست لها علاقة بالإسلام من قريب أو من بعيد وهي شخصيات ترتبط مع العالم الإسلامي بعلاقات صداقة بحكم المناصب التي تشغلها وهكذا أنفقت تلك المؤسسات الإسلامية أموالا طائلة على الترجمة والطبع وحبست الترجمات في المخازن.
أعشق آية الكرسي
*بمناسبة الحديث عن ترجمة معانى القرآن الكريم .. أنت عضو بمجمع اللغة العربية بالقاهرة وبكل تأكيد قرأت كثيرًا في كتاب الله فكيف وجدته ؟
**القرآن كتاب عظيم مليء بالرسائل العظيمة وأنا دومًا أتذكر مقولة المستشرق الشهير هيلر عندما قال: قد جاء القرآن وبأسلوبه الخاص ببحوث متعددة، فهو تراتيل دينية، وثناء إلهي، وقوانين جزائية ومدنية، وبشير ونذير، ومرشد وناصح، يهدي المؤمنين إلى الصراط المستقيم، ومبين للقصص والحكم والأمثال في الوقت نفسه وأنا أؤكد دوما أن القرآن الكريم تميز بأنه كتاب لا يستطيع أى إنسان أن يقرأه وألا يقبله والقرآن كله أيات تملؤك خشوعًا وبها الكثير من المعجزات اللغوية التي تتركك وأنت في حالة من الروحانية الشديدة وأنا بصراحة شديدة أعشق أية الكرسي التى عبرت عن التوحيد بطريقة لا مثيل لها لا في اليهودية ولا في المسيحية فالوحدانية في هذه الأية تم تقديمها بصورة استثنائية جدًا وهذه الآية تشعرك وأنت تقرأها بأن الله موجود في كل مكان ولا بد أن نعي أن المشكلة التي واجهت كل الأديان السابقة عن الإسلام كانت في كيفية التعبير عن وحدانية الإله ولكن آية الكرسي بسطتها بسهولة مطلقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.