انتقل النائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود إلى محافظة بورسعيد «220 كم شمال شرق القاهرة» لمعاينة مكان أحداث مباراة كرة القدم بين المصري والأهلي صباح أمس «الخميس» وخلفت 78 قتيلاً بينهم 51 من مشجعي النادي الأهلى والمئات من المصابين، وأمر بحصر التلفيات التي حدثت نتيجة الأحداث الدامية، وطالب فريق التحقيقات بسرعة الانتهاء من معاينة وتحديد حجم التلفيات ومناقشة المصابين والاستماع إلى أقوال الشهود في الحادث، وندب الطب الشرعي، والتصريح بدفن ضحايا الأحداث. وناشد النائب العام جميع وسائل الإعلام والمواطنين الذين تتوافر لديهم أي تسجيلات عن أحداث الشغب ومن تتوافر لديه معلومات عن أحداث مباراة أن يدلى بها للنيابة العامة أو إلى مكتب النائب العام لمشاهدتها للوقوف على تحديد مرتكبي تلك الوقائع، وتحديد المسؤولية الجنائية عن مرتكبيها. وقامت إدارات بعض المستشفيات بمحافظة بورسعيد «الحميات – الأميري – المبرة» بتسليم جثث القتلى إلى ذويهم، فيما قررت مديرية الصحة ببورسعيد إرسال الجثث المجهولة إلى مشرحة زينهم بالقاهرة. صدامات في السويس إلى ذلك شهدت محافظة السويس»80 كم شرق القاهرة» صباح أمس»الخميس» اشتباكات بين قوات الأمن وألتراس الأهلي الغاضبين بسبب وجود وفيات من أبناء المحافظة في أحداث بورسعيد، واستخدمت قوات الأمن قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق المتظاهرين مما أسفر عن إصابة شخصين بحالة اختناق تم إسعافهما في موقع الحادث، وهتف المحتشدون من ألتراس الأهلي ضد وزارة الداخلية وحملوها مسؤولية ما حدث في بورسعيد من سقوط شهداء من زملائهم، فيما قامت قوات الشرطة بفرض كردون حول مديرية أمن السويس. متظاهرون يقطعون الطريق وفي سياق متصل قطع أكثر من ألف متظاهر تواجدوا أمام مبنى ماسبيرو الطريق أمام المارة والسيارات احتجاجًا على الأحداث، وخلعوا الحواجز الحديدية الموجودة هناك، ومنع أهالي الضحايا دخول وخروج أي من الموظفين إلى المبنى، فيما لجأ رجال أمن المبنى إلى إدخال الموظفين من باب صغير خلفي، وضع المتظاهرون الكتل الخراسانية والأسلاك الحديدية، ومنعوا مرور السيارات وسمحوا فقط بمرور سيارات الإسعاف، واكتفت قوات الجيش المسؤولة عن تأمين مبنى ماسبيرو بالتواجد خلف الأسلاك الشائكة الموجودة أمام المبنى، ورفضوا التدخل لمساعدة العاملين على الدخول للمبنى. تنكيس وإعلان الحداد من جهته أصدر وزير الخارجية المصري محمد عمرو قرارًا بتنكيس الأعلام في جميع سفارات وقنصليات مصر في جميع أرجاء العالم بدءًا من أمس ولمدة ثلاثة أيام حتى مساء السبت المقبل، كما قررت الحكومة المصرية إعلان الحداد أيضًا خلال تلك الفترة. الدعوة إلى مليونية الجمعة لهدم طرة ودعا عدد من أهالي المصابين والمتوفين إلى مليونية الجمعة «اليوم» تنطلق من التحرير إلى سجن طرة لهدم السجن وإعدام من بداخله، لأخذ حقوق الشهداء والمصابين ولقطع دابر من يدبروا الفتن لإضاعة مصر وأهلها، فيما رفض البعض الفكرة ووصفوها بالجنون، وأنها لن تعود بفائدة، كما وصفوا ما حدث بأنه ليس سوى شغب ملاعب زائد عن الحد. طائرات عسكرية تجلى الجثث والمصابين وكان مطار شرق القاهرة العسكري قد استقبل في ساعة مبكرة من صباح أمس»الخميس» ثلاث طائرات عسكرية قادمة من محافظة بورسعيد وعليها بعثة فريق النادي الأهلي والجثث والمصابين، ونقلت الطائرة الأولى 106 أفراد بينهم بعثة فريق الكرة والجهاز الفني بالنادي الأهلي وعددًا من المصابين بإصابات خفيفة، بينما نقلت الطائرة الثانية 42 مصابًا برفقة بعض الأطباء، حيث تم نقلهم داخل سيارات إسعاف إلى عدد من المستشفيات بالقاهرة لاستكمال علاجهم، أما الطائرة الثالثة فقد نقلت 51 جثة تم نقلها داخل عدد من سيارات الإسعاف إلى مشرحة زينهم تمهيدًا لانتهاء النيابة من التحقيقات وتسليمها إلى ذويها بعد تصريح النيابة بالدفن. وكانت الجماهير في استاد بورسعيد قد اندفعت إلى أرض الملعب عقب انتهاء مباراة فريق المصري والأهلي في محاولة للاعتداء على لاعبي الفريق الضيف، ليشهد استاد مدينة بورسعيد أعمال عنف أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة كثيرين، بالإضافة إلى اشتباكات عنيفة اندلعت خارج الاستاد عقب المباراة.