الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الأصيل
الأنباء السعودية
الأولى
البطولة
البلاد
التميز
الجزيرة
الحياة
الخرج اليوم
الداير
الرأي
الرياض
الشرق
الطائف
المدينة
المواطن
الندوة
الوطن
الوكاد
الوئام
اليوم
إخبارية عفيف
أزد
أملج
أنباؤكم
تواصل
جازان نيوز
ذات الخبر
سبق
سبورت السعودية
سعودي عاجل
شبرقة
شرق
شمس
صوت حائل
عاجل
عكاظ
عناوين
عناية
مسارات
مكة الآن
نجران نيوز
وكالة الأنباء السعودية
موضوع
كاتب
منطقة
Sauress
مجلس الضمان الصحي يُصنّف مستشفى د. سليمان فقيه بجدة ك "مستشفى رائد" بعد تحقيقه نتيجة قياسية بلغت 110٪.
"زين السعودية" تعلن نتائجها لفترة التسعة أشهر الأولى من 2025 بنمو في الأرباح بنسبة 15.8%
أكثر من 85 ورشة عمل تمكّن رواد الأعمال في "بيبان 2025"
سماء غائمة وسحب رعدية على جازان وعسير.. والضباب يخيّم على الشرقية
اليسارية كاثرين كونولي تفوز برئاسة أيرلندا بأغلبية ساحقة
تايكوندو الحريق يتوّج ببطولة المملكة للبراعم
إسرائيل تعتبر تدمير أنفاق غزة هدفاً استراتيجياً لتحقيق "النصر الكامل"
"طويق" تشارك في معرض وظائف 2025 بالظهران وتفتح آفاق وظيفية جديدة للموارد البشرية
الزهراني يترأس الاجتماع الدوري الثالث لبرنامج مدينة أضم الصحية
تجمع تبوك الصحي يواصل حملة "التبكيرة خيرة" للكشف المبكر عن سرطان الثدي
غدًا.. قرعة بطولة العالم للإطفاء والإنقاذ في الرياض تمهيدًا لانطلاق المنافسات الدولية
نائبة رئيس جمهورية أوغندا تصل الرياض
الديوان الملكي: وفاة صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت تركي بن محمد بن سعود الكبير آل سعود
انطلاق القمة العالمية للبروبتك
100 مشروع ريادي لنهائي الكأس
صدارة آرسنال في اختبار بالاس.. وسيتي ضيفاً على أستون فيلا
تنافس قوي بين كبرى الإسطبلات في ثاني أسابيع موسم سباقات الرياض
اختتام فعاليات بطولة الإنتاج المحلي لجمال الخيل العربية الأصيلة 2025
ولي العهد يُعزي رئيس مجلس الوزراء الكويتي
أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على هيفاء بنت تركي
بحضور أمراء ومسؤولين.. آل الرضوان يحتفلون بزواج عبدالله
مسؤولون ورجال أعمال يواسون أسرة بقشان
غرم الله إلى الثالثة عشرة
تقدم في مسار المصالحة الفلسطينية.. توافق على قوة حفظ سلام بغزة
سائح يعيد حجارة سرقها من موقع أثري
بيع 90 مليون تذكرة سينما ب 5 مليارات ريال
الذكاء الاصطناعي يعيد الحياة لذاكرة السينما بمنتدى الأفلام
أمير منطقة حائل يرعى حفل افتتاح ملتقى دراية في نسخته الثانية
116 دقيقة متوسط زمن العمرة في ربيع الآخر
«إياتا» تضع قواعد جديدة لنقل بطاريات الليثيوم
غياب البيانات يعيد بريق الذهب والفرنك السويسري
انطلاق مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار».. غداً
%90 من وكالات النكاح بلا ورق ولا حضور
شرطة الرياض: تم -في حينه- مباشرة واقعة اعتداء على قائد مركبة ومرافقه في أحد الأحياء
الAI يقلص العمل ليومين أسبوعيا
367 موظفا جديدا يوميا بالقطاع الصحي
سرقة العصر أو البلاشفة الجدد في أوروبا
النصر يتخطى الحزم بثنائية ويواصل صدارته لدوري روشن السعودي للمحترفين
موجات مغناطيسية سر حرارة هالة الشمس
"الشؤون الإسلامية" تطلق برنامج "تحصين وأمان"
أسهم الذكاء الاصطناعي تواصل الصعود
خطيب المسجد الحرام: لا بد أن تُربّى الأجيال على هدايات القرآن الكريم
إمام المسجد النبوي: معرفة أسماء الله الحسنى تُنير القلوب
ولي العهد يُعزي هاتفياً رئيس الوزراء الكويتي
النوم مرآة للصحة النفسية
اكتشاف يغير فهمنا للأحلام
"تخصصي جازان" ينجح في استئصال ورم سرطاني من عنق رحم ثلاثينية
مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان ينهي معاناة مراجعين مع ارتجاع المريء المزمن بعملية منظار متقدمة
التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الشباب وضمك في دوري روشن للمحترفين
رئيس موريتانيا يزور المسجد النبوي
ضبط 23 شخصا ساعدوا المخالفين
«هيئة العناية بالحرمين» : 116 دقيقة مدة زمن العمرة خلال شهر ربيع الثاني
أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على هيفاء بنت تركي بن سعود الكبير آل سعود
دوائر لمكافحة «الهياط الفاسد»
مشاهير الإعلام الجديد وثقافة التفاهة
احتفالية إعلامية مميزة لفريق "صدى جازان" وتكريم شركاء العطاء
نائب أمير نجران يُدشِّن الأسبوع العالمي لمكافحة العدوى
أمير منطقة تبوك يواسي أسرة القايم
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
طائرُ الشِّعر !
عبد الله بن أحمد الفيفي
نشر في
المدينة
يوم 23 - 11 - 2011
يا طائرَ الشِّعرِ، قُلْ لِيْ: كيفَ أَرْثِيْهِ؟
هذا الذي طَيْرُ شِعْرِيْ مِنْ مَعانِيْهِ!
مُحَلِّقًا في سَماءِ الحَرْفِ مُنْطَلِقًا
في ما وَرَاءَ اندهاشاتيْ وتَشْبِيْهِيْ
أَرَى الكَلامَ كَلِيْلاً في مَدَى شَفَتِيْ
مِنْ أَوَّلِ البَثِّ حتَّى شُقْرَةِ التِّيْهِ
أُعِيْذُ فِيْكَ بَيَانِيْ مِنْ تَلَعْثُمِهِ
وقَدْ يَهلُّ بَيانٌ في تَأبِّيْهِ!
***
يا طائرَ الشِّعرِ، لِيْ بَيْتٌ بِرَابِيَةٍ
آلَيْتُ فَوْقَ رِيَاحِ الرُّوْحِ أَبْنِيْهِ
يُعِيْدُ لِيْ ناهدَ النَّاياتِ في دَمِهِ
تُعِيْدُ بيْ صَفْوَةَ السَّاعاتِ في فِيْهِ
بَيْتٌ هُوَ العُمْرُ والأَيَّامُ بَارِجَةٌ
تَرْسُوْ وتُبْحِرُ يَطْوِيْها وتَطْوِيْهِ
***
سَافَرْتُ في رِئَةِ الأحلامِ يَلْبَسُنِيْ
وَجْهٌ مِنَ المَاءِ يُظْمِيْنِيْ وأَسْقِيْهِ
يَحْكِيْ فَتَشْرَقُ بي الدُّنيا وتَمْلَؤُنِيْ
نَشْوَى الرَّحِيْلِ إلى أَشْهَى «حَكَاوِيْهِ»
يَقُصُّ دَهْشَتَهُ كالطِّفْلِ يَجْذِبُها
مِنَ الأساطيرِ أَفْلاكًا فَتَأْتِيْهِ
في عَيْنِهِ أَعْيُنُ الأقمارِ سامِرَةٌ
لا تَرْتَوِيْ مِنْ لَمَى ما ظَلَّ يَرْوِيْهِ
هُوَ الحِكَايَةُ والرَّاوِيْ ومَسْرَحُهُ
في المَهْدِ طِفْلُ خَيَالٍ إذْ يُرَبِّيْهِ
جِيْلٌ مِنَ الكَلِمَاتِ البِكْرِ مُشْعَلَةٌ
بما يَلِذُّ وما يُغْوِيْ وما يُوْهِيْ
صَحِبْتُها عُمُرًا بالعُمْرِ يَتْبَعُها
في كُلِّ مَوْجٍ مِنَ الأَطْوَادِ تَجْرِيْهِ
***
يا ناعِيَ الفِكْرِ والتَّاريخِ: «وا أَبَتِيْ»
ماذا تَرَكْتَ على الدُّنيا لنَاعِيْهِ؟!
إنَّ الذي نَعَتِ الأَنْبَاءُ ليس أَبِيْ
بل أُمَّتِيْ أُمَّةُ الآباءِ تَبْكِيْهِ
يَبْكِيْهِ مُصْحَفُهُ والمَسْجِدُ الْ عَبَقَتْ
في مَشْرِقَيْهِ ابْتِهَالاتٌ لِبَارِيْهِ
يَبْكِيْهِ «مَعْشَمُ» (2) والعُشْبُ الذي رَشَفَتْ
ماءَ السَّمَاءِ تَسَابِيْحًا أَسَامِيْهِ
يَبْكِيْهِ نَجْمُ الثَّرَى والأُفْقِ، كَمْ عَشِقَا
فِيْهِ السَّحَابَ الذي بالحُبِّ يُجْرِيْهِ!
يَبْكِيْهِ جُرْحٌ على الأَيَّامِ مُنْدَمِلٌ
كَفُّ «المُجَنِّيْ» (3) بِكَفِّ اللهِ تَشْفِيْهِ!
***
يا طائرَ الشِّعْرِ، قُلْ لِيْ أينَ صَوْتُكَ في
هذا المَسَاءِ مَسَاءِ الصَّمْتِ تَسْرِيْهِ؟
ما الشِّعْرُ والمَوْتُ إلاَّ بَارِقٌ لَمَعَتْ
مِنْهُ حَيَاةٌ بِمَوْتٍ في تَرَاقِيْهِ
وأنتَ يا قَلْبُ تَمْشِيْ فِيْهِما لَهُما
مَشْيَ الكَسِيْرِ إلى بَوَّابَةِ التِّيْهِ
كَمْ مِنْ هِلالٍ وقَدْ أَمَّلْتَهُ قَمَرًا
حَطَّ الغُرابُ على أُوْلَى قَوافِيْهِ!
وكَمْ كَرِهْتَ مِنَ الدُّنيا دَناءتَها
فَشاقَكَ النَّجْمُ تَيَّاهًا على التِّيْهِ!
هِيَ الحياةُ؛ فلا مُسْتَقْبَلٌ بِغَدٍ
إلاَّ سَيُدْبِرُ عَنّا مِنْ مآتِيْهِ
والرُّوْحُ تَبْقَى وتَرْقَى والبِلَى قَدَرٌ
فلا تُبَالِ بِجِسْمٍ لستَ تُبْقِيْهِ
كُلُّ الأُلَى رَحَلُوا لم يَرْحَلُوا أبَدًا
ما عاشَ بَرْقُهُمُ في الرُّوْحِ يُشْجِيْهِ
***
ما الحُزْنُ أنَّتُكَ الأُولَى ولاعِجُها
الحُزْنُ ما آلَ كَهْفَ اللَّيْلِ تَأْوِيْهِ
يُصْلِيْ فُؤادَكَ مِنْ وارِيْ مَواجِعِهِ
ما رَفَّ طَيْفٌ بذِكْرَى في لَيالِيْهِ
يا مَنْ رَحَلْتَ، مَتَى اللُّقْيَا؟ وأينَ لنا
حتَّى القِيامَةِ مِنْ صَبْرٍ فَنَشْرِيْهِ؟!
إنِّيْ عَرَفْتُ حَياتيْ فِيْكَ، مِنْكَ، فَهَلْ
لِيْ في الحَياةِ انْتِماءٌ لَسْتَ لِيْ فِيْهِ؟!
***
مَنْ ذا يُصَدِّقُ أنْ قَدْ تَنْطَفِيْ أَبَدًا
شَمْسٌ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ في القَلْبِ تُحْيِيْهِ؟!
مَنْ ذا يُصَدِّقُ أنْ قَدْ يَرْتَمِيْ شُهُبًا
تاريخُنا وكَأَنْ لا شَيْءَ نَعْنِيْهِ؟!
مَنْ ذا يُصَدِّقُ إِسْدالَ السِّتارِ كَذا
والعَرْضُ ما زال يُغْرِيْنا بِتالِيْهِ؟!
ما أَقْرَبَ المَوْتَ! لَوْ كُنَّا نَراهُ، لَما
كُنَّا، ولكنَّ وَجْهَ اللهِ يُنْئِيْهِ!
***
ما يَمْلِكُ الشِّعْرُ أَنْ يُرْوِيْ غَياهِبَنا
بِالنُّوْرِ لولا لُباناتٌ بِشادِيْهِ
هَلْ يَمْلِكُ الشِّعْرُ تَرْتِيْقَ الوُجُوْدِ إذا
ما انهارَ فِيْنا وأَعْيَتْنا مَراقِيْهِ؟!
بَلْ يَمْلِكُ الشِّعْرُ، باسْمِ الشِّعْرِ، أَوْبَتَنا
في الخالِدِيْنَ ويُحْيِيْنا تَجَلِّيْهِ!
***
الشِّعْرُ شُرْفَتُنا الزَّرْقاءُ تَعْزِفُنا
حُوْرِيَّةٌ شَرِبَتْ أَشْهَى أَغانِيْهِ
فيُزْهِرُ الصَّخْرُ فِيْنا مِنْ مَعادِنِهِ
ويَلْثَغُ الطِّفْلُ فِيْنا مِنْ دَوالِيْهِ
ونَسْتَرِدُّ بِهِ وَجْهَ الغِيابِ إذا
ما الشِّعرُ عادَ فَقَدْ عُدْنا بِوادِيْهِ
في البَدْءِ كانَ، وفي خَتْمِ الخِتامِ، وفي
شُرْيانِ ما يَنْتَقِيْ مِنَّا فيُبْقِيْهِ
***
الشِّعرُ نحنُ، بِما نَعْنِيْ، وما رَسَمَتْ
فِيْنا الحَضارَةُ، يَبْنِيْنا فَنَبْنِيْهِ
وسَيِّدُ الأُمَمِ الشِّعْرُ الصَّبَاحُ، إذا
ما ماتَ، ماتَتْ وماتَتْ شَمْسُها فِيْهِ!
ما الشِّعْرُ غَيْرُ أَبِيْ، أَبْكِيْهِ مُنْطَفِئًا
في سَيْفِ قاتِلِهِ، والضَّادُ تَبْكِيْهِ؟!
ورُبَّما كَشَفَ المَعْنَى غُلالَةَ ما
في البُعْدِ مِنْ مَأْتَمٍ للشِّعْرِ نُخْفِيْهِ
***
الشِّعْرُ، يا أَبَتِ، ما عادَ خَيْمَتَنا
ولا البُرَاقَ الذي لِلْغَيْبِ نَرْمِيْهِ
بِيْ نَوْءُ ما حَمَلَتْ في الحَيِّ مُرْضِعَةٌ
ما أَنْجَبَتْ في الوَرَى طِفْلاً نُرَجِّيْهِ!
عَمْياءُ مُوْمِسَةٌ باعَتْ أَسَاوِرَها
والسُّوْقُ لُعْبَتُها لا شَيْءَ تُغْلِيْهِ
وَقَفْتُ في ثَدْيِها العاتِيْ بِمَوْجَتِهِ
أَسْتَقْرِئُ الفَجْرَ مِنْ أَغْوَى دَياجِيْهِ
قالتْ: «فَتايَ هُنا؟».. وافْتَرَّ عارِضُها
واجتاشَ بِيْ صَدْرُها واهتاجَ ساجِيْهِ
جِنِّيَّةٌ ثَمِلَتْ لا شَدْوَ في دَمِها
والشِّعْرُ مِنْ فَمِها يَدْنُوْ فَتُقْصِيْهِ!
***
كأنَّ في يَدِها جَيْشًا برايَتِهِ
حَبِيُّهُ في المَدَى كاللَّيْلِ يُطْفِيْهِ
سَهِرْتُ أَرْقُبُ إذْ تَصْحُوْ بغَيْمَتِهِ
رِيْمٌ غَفَتْ وحَمَامٌ في مَحانِيْهِ
رَمَى الجَزِيْرَةَ حَتَّى لم يَدَعْ شَرَفًا،
رِيْحًا ورَعْدًا وبَرْقًا حاقِدَ الفِيْهِ
حَتَّى إِذا لَم يَدَعْ لِيْ وَبْلُهُ أَمَلاً
في مُسْتَكَنٍّ وراحَ اللَّيْلُ يَمْرِيْهِ
واسْتَبْشَرَتْ بِهِ في الصَّحْرَاءِ أَكْبُدُها
والبَدْرُ في البِيْدِ والأَعْرَابُ تَشْوِيْهِ
أَسْرَى نَجِيْعًا عَلَيْنَا حافِشًا ضَرِمًا
ما كَفَّ حَتَّى تَغَشَّى الأرضَ والِيْهِ
مِنْهُ تَخَثَّرَ فِيْ خُضْرِ العُرُوْقِ دَمٌ
وأَمْحَلَتْ أَعْيُنٌ نُجْلٌ تُناجِيْهِ!
فلا سَقَى اللهُ وَسْمًا ولْيُهُ لَعِبَتْ
في مَنْكِبِ الوَقْتِ بالقَتْلَى غَوَادِيْهِ!
***
يا أُمَّةَ الشِّعْرِ، ثُوْرِيْ نَخْلةً خُصِيَتْ
للشِّعْرِ فِيْكِ بِتَغْرِيْبٍ كتَأْلِيْهِ
قالُوا: «الحَداثةُ»، إذْ قاءَتْ حَناجِرُهُمْ
مِلْءَ الصَّحائفِ مِنْ يافُوْخِ مَعْتُوْهِ
والغايَةُ.. الغايَةُ القُصْوَى حِصارُ فَمٍ
مِنْ أنْ يُغَنِّيْ غَدًا ما قَدْ يُعَنِّيْهِ
كَيْ يَبْكَمَ الشَّعْبُ، يَمْشِيْ القَهْقَرَى قُدُمًا!
ما جَدَّ فِيْهِ سِوَى ما الرَّبُّ يَبْغِيْهِ
للرَّبِّ أَرْبابُهُ، حُمْرًا جَلاوِزَةً،
مِنْها الطَّرِيْفُ ومِنْها تالِدُ الشُّوْهِ!
كَيْ يَبْصُمَ المُمْتَطَى فِيْنَا بِجَبْهَتِهِ
كَيْ يَرْتَعَ الذِّئْبُ والرَّاعِيْ يُغَنِّيْهِ!
***
الشِّعْرُ كارِثَةٌ كَوْنِيَّةٌ رُصِدَتْ
مِنْ أَلْفِ كَوْنٍ بِتَدْجِيْنٍ وتَتْفِيْهِ
يِغْتالُهُ لُقَطاءُ الأَوْصِيَاءِ لَقَدْ
خاضُوا دِماهُ مِنَ الشَّحَّاذِ «لِلْبِيْهِ»
في خطَّةٍ رُسِمَتْ عِبْرِيَّةً عَبَرَتْ
رَمْلَ المَوَامِيْ إليهِ في مَوَامِيْهِ
كَيْ يَسْحَلُوا شَهْقَةَ التَّعْبِيْرِ في دَمِهِ
لَمّا اسْتَحالَ عَلَيْهِمْ ما يُوارِيْهِ
***
لَمَّا غَزَوْهُ وجاسُوا في مَناكِبِهِ
واسْتَمْرَؤُوا رَقْدَةَ الإبْداعِ تُخْزِيْهِ
عاثَتْ بِقَلْعَتِهِ العُظْمَى ثَعالِبُهُمْ
مِنْ كُلِّ أَلْخَنَ أو لَخْنَاءَ تَفْرِيْهِ
حَاكُوا بَسُوْسِيَّةً جَسَّاسُ ناقَتُها
في كُلِّ عاصِمَةٍ شُبَّتْ تُطَفِّيْهِ
هَدُّوا مَعاقِلَهُ الشَّمَّاءَ وانْتَثَرُوا
تَزْقُوا دَواجِنُهُمْ طَوْرًا وتَعْوِيْهِ
هاجُوا بِأَنَّ نِثَارًا بَرْقَشُوْهُ غَدَا
شِعْرًا أَمِيْرًا؛ فلا فُضَّتْ مَثانِيْهِ!
وكَيْفَ يَبْنِيْ الذي قَدْ بَاضَ في فَمِهِ
فاسْتَنْشَقُوا نَقْعَهُ واسْتَنْثَرُوا وَحَلاً
لم يُبْدِعُوا قَطُّ مِنْ بَيْتٍ فَنَرْوِيْهِ
وكَيْفَ يَبْنِي الذي قَدْ بَاضَ في فَمِهِ
بُوْمُ الخَرابِ؟ ألا ثُلَّتْ مَبانِيْهِ!
***
يا أُمَّةَ الشِّعْرِ، عُوْدِيْ حُرَّةً خَرَجَتْ
مِنْ جِلْدِها إذْ طَغَتْ فِيْهِ أَفاعِيْهِ
الشِّعْرُ خارِطَةُ الإنسانِ لَوْ صَدَقَتْ
أَهْمَى على كَتِفِ الجَوْزاءِ صافِيْهِ
ها نحنُ سِرْنا الثَّمانِيْنَ العِجافَ فلا
كالغَرْبِ صِرْنا ولا كالعُرْبِ نَبْنِيْهِ
مُسْتَوْرِدِيْنَ وُجُوْهًا غَيْرَ أَوْجُهِنا
مُسْتَنْزِلِيْنَ سَمَاءً لا تُواتِيْهِ!
تُدَخِّنُ النَّوَوِيَّ المُنْتَضَى، وبِأعْ
قابِ السَّجائِرِ تَرْمِيْنا وتَرْمِيْهِ!
***
وفَجْأَةً.. رَقْمُ جَوَّالٍ أَضَاءَ: «أَبِيْ»؟
وَكِدْتُ أَطْلُبَ قَلْبًا كانَ لِيْ فِيْهِ!
واسْتَيْقَظَ الشِّعْرُ والذِّكْرَى بِقافِيَتِيْ
وَرُحْتُ أَسْأَلُ عَنْ حالِيْ وَأَلْحِيْهِ
يا قَلْبُ، وَيْحَكَ! هَلْ حَقًّا يُجاوِبُنِيْ
صَوْتٌ كَبَيْتٍ سَرَى للغَيْبِ سارِيْهِ؟
الرَّقْمُ نَبْضُكَ ما زالَ الخَفُوْقَ بِنا
يَبْلَى الجَدِيْدانِ، نَمْحُوْنَا ونُمْلِيْهِ
فأنتَ أنتَ أنا والرُّوْحُ وافِيَةٌ
ولْيَغْدِرِ التُّرْبُ مَنْ بِالتِّبْرِ يَفْدِيْهِ!
***
يا طائِرَ الشِّعْرِ، وافِ الخُلْدَ: قَصْرَ أَبِيْ
واقْرأْ سَلامًا قُلُوْبُ النَّاسِ تُقْرِيْهِ
وقُلْ لَهُ: (أَحْمَدَ العَلْياءِ)، يا رَجُلاً
عاشَ الأَبِيَّ جَوادًا في تَأَبِّيْهِ
طِبْ حَيْثُ أنتَ، لَقَدْ نِلْتَ الذي غَرَسَتْ
كَفَّاكَ مِنْ فَرَحٍ، طِبْ في مَغَانِيْهِ!
-------
(1) قصيدةٌ أُلقيت في الأمسية الشعرية المقامة ضمن المهرجان الشعري العربيّ الأوّل الذي نظّمه نادي
الباحة
الأدبي، مساء الأحد 20 شوّال 1432ه الموافق 18 سبتمبر 2011م.
(2) مَعْشَم: اسم بيتنا في فَيْفاء. ولعل أصل الاسم: الأَعْشَم. ولكلّ منزلٍ هناك اسمٌ خاصٌّ، متوارثٌ قديمٌ، قد لا يُعرف معناه.
(3) كان يلقّب أحيانًا ب»المجَنِّيْ»، لاشتغاله مُقَدِّرَ شجاج، تابع للمحكمة.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الإطلال / شعر : إبراهيم ناجي
سرائرُ الحرير!
(عشق بدوي) غصن أخضر من شجرة عمرها 1500 عام
مقاربات بين الشعبي والفصيح
رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين !!
معجزات الهجرة النبوية (1-2)
أبلغ عن إشهار غير لائق