الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الأصيل
الأنباء السعودية
الأولى
البطولة
البلاد
التميز
الجزيرة
الحياة
الخرج اليوم
الداير
الرأي
الرياض
الشرق
الطائف
المدينة
المواطن
الندوة
الوطن
الوكاد
الوئام
اليوم
إخبارية عفيف
أزد
أملج
أنباؤكم
تواصل
جازان نيوز
ذات الخبر
سبق
سبورت السعودية
سعودي عاجل
شبرقة
شرق
شمس
صوت حائل
عاجل
عكاظ
عناوين
عناية
مسارات
مكة الآن
نجران نيوز
وكالة الأنباء السعودية
موضوع
كاتب
منطقة
Sauress
أسهم السيارات اليابانية تقفز بعد اتفاق ترامب التجاري
رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون يبحث مع السفير السريلانكي فرص التعاون الإعلامي المشترك
نجم يكشف أسرار منكب الجوزاء
سوري يشتري عملات ويسلمها للمتحف
مجسات ذكية لراحة مرضى السكري دون ألم
أسباب وعواقب إدمان الحلويات
لماذا غسل الدجاج غير مستحب
فريق التنسيق الآسيوي يبدأ زيارته الرسمية إلى الرياض لمتابعة التحضيرات القارية
تنفيذاً لتوجيهات سمو ولي العهد.. منتدى استثمار (سعودي – سوري) في دمشق
بريطانيا تدرس فرض عقوبات على إسرائيل.. السعودية ترفض منع المساعدات واستهداف المدنيين الفلسطينيين
ترحيب سعودي ببيان الشركاء الدوليين المطالب بإنهاء الحرب على غزة
أكد وجود انتهاكات جسيمة.. لجنة تقصي الحقائق تسلم تقريرها للرئيس السوري
رئيس الوزراء يدعو لتعزيز التواجد في عدن.. تحذير يمني من وجود المقرات الأممية بمناطق الحوثي
جذور العدالة
عزز صفوفه بالخيبري.. الأهلي يشارك في السوبر بديلاً للهلال
النصر يتراجع عن صفقة هانكو.. ويخسر الجابر
المملكة وبريطانيا تبحثان تعزيز التعاون الأمني
أمير حائل يكرم «طبيباً استشارياً»
أكد دعم سوريا لضمان أمنها واستقرارها.. مجلس الوزراء: السعودية تدعو لاتخاذ قرارات عملية أمام التعنت الإسرائيلي
استطلاع عدلي.. "تطوير خدمة المستفيدين" أولوية
"صواب" تحتفي بمتعافي الإدمان
إطلاق جمعية سقيا الماء بجازان
"البيئة": تمديد مهلة رخص مياه الآبار لمدة عام
مجلس الوزراء يدعو المجتمع الدولي لسرعة اتخاذ قرارات عملية أمام التعنت الإسرائيلي
نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة عبدالرحمن بن فرحان
11 معياراً أساسياً لقياس الأداء.. الطيران المدني: مطار الملك خالد الدولي الأول في نسبة الالتزام ب 82 %
المنتخب السعودي يشارك في أولمبياد الأحياء الدولي
وزير الداخلية يلتقي منسوبي الوزارة المبتعثين في بريطانيا
اختتام تدريب الخطباء بتبوك
منسوبات واعي يطلعن على مركز التراث وبيت الحرفيين بجازان
منع الفنان راغب علامة من الغناء في مصر
سبعة آلاف طفلٍ في مركز ضيافة المسجد النبوي
حكمي.. قصة تحدٍ ملهمة في عالم التوحد وحفظ القرآن
دينية الحرمين توقع اتفاقية تعاون لبرامج نوعية
مفوض إفتاء جازان يستقبل منسوبي إدارة جمعية سقيا الماء
إطلاق كود"البنية التحتية" بمنطقة الرياض بعد 15 يوماً
«بدر الجنوب».. وجهة تنتظر الاستثمار
أوبك تحذر من خطورة تداعيات فقر الطاقة وتضع الحلول
"هلال مكة" يفعل مساراته الطبية الإسعافية القلبية والدماغية
155 ألف مستفيد من خدمات مستشفى ينبع
السعودي محمد آل نصفان يحقّق إنجازاً تاريخياً في الاسكواش العالمي
الإسناد نموذج تشاركي يعزز جودة الخدمات
جولة أمير جازان ترسم ملامح المستقبل والتنمية في فيفاء والعيدابي
تداول يفقد 137 نقطة
ميلان يتعاقد مع المدافع الإكوادوري إستوبينان
جمعية اللاعبين القدامى بالشرقية تكرّم المدرب الوطني حمد الخاتم
نبض العُلا
قوميز يستأنف تدريبات الفتح ويُطلق أولى ودياته المحلية لرفع الجاهزية
عراقجي: لن نتخلى عن تخصيب اليورانيوم
المَملكة ترفُض المَساس بأمن ووحدة سُورية
أمير جازان ونائبه يتفقدان عددًا من المشروعات التنموية والسياحية بمحافظة فيفاء
الجامعة العربية تدعو المجتمع الدولي لكسر حصار غزة
الأمير محمد بن عبدالعزيز يستقبل رئيس ووكلاء جامعة جازان
البيئة تعلن تمديد مهلة الحصول على رخص استخدام مياه الآبار لمدة عام
السعودية ترحب بمطالبة دولية لإنهاء حرب غزة
تقنية تحسن عمى الألوان
المفتي يطلع على أعمال جمعية البر
رئيس باكستان يمنح رئيس أركان القوات البحرية وسام "نيشان الامتياز" العسكري
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
طائرُ الشِّعر !
عبد الله بن أحمد الفيفي
نشر في
المدينة
يوم 23 - 11 - 2011
يا طائرَ الشِّعرِ، قُلْ لِيْ: كيفَ أَرْثِيْهِ؟
هذا الذي طَيْرُ شِعْرِيْ مِنْ مَعانِيْهِ!
مُحَلِّقًا في سَماءِ الحَرْفِ مُنْطَلِقًا
في ما وَرَاءَ اندهاشاتيْ وتَشْبِيْهِيْ
أَرَى الكَلامَ كَلِيْلاً في مَدَى شَفَتِيْ
مِنْ أَوَّلِ البَثِّ حتَّى شُقْرَةِ التِّيْهِ
أُعِيْذُ فِيْكَ بَيَانِيْ مِنْ تَلَعْثُمِهِ
وقَدْ يَهلُّ بَيانٌ في تَأبِّيْهِ!
***
يا طائرَ الشِّعرِ، لِيْ بَيْتٌ بِرَابِيَةٍ
آلَيْتُ فَوْقَ رِيَاحِ الرُّوْحِ أَبْنِيْهِ
يُعِيْدُ لِيْ ناهدَ النَّاياتِ في دَمِهِ
تُعِيْدُ بيْ صَفْوَةَ السَّاعاتِ في فِيْهِ
بَيْتٌ هُوَ العُمْرُ والأَيَّامُ بَارِجَةٌ
تَرْسُوْ وتُبْحِرُ يَطْوِيْها وتَطْوِيْهِ
***
سَافَرْتُ في رِئَةِ الأحلامِ يَلْبَسُنِيْ
وَجْهٌ مِنَ المَاءِ يُظْمِيْنِيْ وأَسْقِيْهِ
يَحْكِيْ فَتَشْرَقُ بي الدُّنيا وتَمْلَؤُنِيْ
نَشْوَى الرَّحِيْلِ إلى أَشْهَى «حَكَاوِيْهِ»
يَقُصُّ دَهْشَتَهُ كالطِّفْلِ يَجْذِبُها
مِنَ الأساطيرِ أَفْلاكًا فَتَأْتِيْهِ
في عَيْنِهِ أَعْيُنُ الأقمارِ سامِرَةٌ
لا تَرْتَوِيْ مِنْ لَمَى ما ظَلَّ يَرْوِيْهِ
هُوَ الحِكَايَةُ والرَّاوِيْ ومَسْرَحُهُ
في المَهْدِ طِفْلُ خَيَالٍ إذْ يُرَبِّيْهِ
جِيْلٌ مِنَ الكَلِمَاتِ البِكْرِ مُشْعَلَةٌ
بما يَلِذُّ وما يُغْوِيْ وما يُوْهِيْ
صَحِبْتُها عُمُرًا بالعُمْرِ يَتْبَعُها
في كُلِّ مَوْجٍ مِنَ الأَطْوَادِ تَجْرِيْهِ
***
يا ناعِيَ الفِكْرِ والتَّاريخِ: «وا أَبَتِيْ»
ماذا تَرَكْتَ على الدُّنيا لنَاعِيْهِ؟!
إنَّ الذي نَعَتِ الأَنْبَاءُ ليس أَبِيْ
بل أُمَّتِيْ أُمَّةُ الآباءِ تَبْكِيْهِ
يَبْكِيْهِ مُصْحَفُهُ والمَسْجِدُ الْ عَبَقَتْ
في مَشْرِقَيْهِ ابْتِهَالاتٌ لِبَارِيْهِ
يَبْكِيْهِ «مَعْشَمُ» (2) والعُشْبُ الذي رَشَفَتْ
ماءَ السَّمَاءِ تَسَابِيْحًا أَسَامِيْهِ
يَبْكِيْهِ نَجْمُ الثَّرَى والأُفْقِ، كَمْ عَشِقَا
فِيْهِ السَّحَابَ الذي بالحُبِّ يُجْرِيْهِ!
يَبْكِيْهِ جُرْحٌ على الأَيَّامِ مُنْدَمِلٌ
كَفُّ «المُجَنِّيْ» (3) بِكَفِّ اللهِ تَشْفِيْهِ!
***
يا طائرَ الشِّعْرِ، قُلْ لِيْ أينَ صَوْتُكَ في
هذا المَسَاءِ مَسَاءِ الصَّمْتِ تَسْرِيْهِ؟
ما الشِّعْرُ والمَوْتُ إلاَّ بَارِقٌ لَمَعَتْ
مِنْهُ حَيَاةٌ بِمَوْتٍ في تَرَاقِيْهِ
وأنتَ يا قَلْبُ تَمْشِيْ فِيْهِما لَهُما
مَشْيَ الكَسِيْرِ إلى بَوَّابَةِ التِّيْهِ
كَمْ مِنْ هِلالٍ وقَدْ أَمَّلْتَهُ قَمَرًا
حَطَّ الغُرابُ على أُوْلَى قَوافِيْهِ!
وكَمْ كَرِهْتَ مِنَ الدُّنيا دَناءتَها
فَشاقَكَ النَّجْمُ تَيَّاهًا على التِّيْهِ!
هِيَ الحياةُ؛ فلا مُسْتَقْبَلٌ بِغَدٍ
إلاَّ سَيُدْبِرُ عَنّا مِنْ مآتِيْهِ
والرُّوْحُ تَبْقَى وتَرْقَى والبِلَى قَدَرٌ
فلا تُبَالِ بِجِسْمٍ لستَ تُبْقِيْهِ
كُلُّ الأُلَى رَحَلُوا لم يَرْحَلُوا أبَدًا
ما عاشَ بَرْقُهُمُ في الرُّوْحِ يُشْجِيْهِ
***
ما الحُزْنُ أنَّتُكَ الأُولَى ولاعِجُها
الحُزْنُ ما آلَ كَهْفَ اللَّيْلِ تَأْوِيْهِ
يُصْلِيْ فُؤادَكَ مِنْ وارِيْ مَواجِعِهِ
ما رَفَّ طَيْفٌ بذِكْرَى في لَيالِيْهِ
يا مَنْ رَحَلْتَ، مَتَى اللُّقْيَا؟ وأينَ لنا
حتَّى القِيامَةِ مِنْ صَبْرٍ فَنَشْرِيْهِ؟!
إنِّيْ عَرَفْتُ حَياتيْ فِيْكَ، مِنْكَ، فَهَلْ
لِيْ في الحَياةِ انْتِماءٌ لَسْتَ لِيْ فِيْهِ؟!
***
مَنْ ذا يُصَدِّقُ أنْ قَدْ تَنْطَفِيْ أَبَدًا
شَمْسٌ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ في القَلْبِ تُحْيِيْهِ؟!
مَنْ ذا يُصَدِّقُ أنْ قَدْ يَرْتَمِيْ شُهُبًا
تاريخُنا وكَأَنْ لا شَيْءَ نَعْنِيْهِ؟!
مَنْ ذا يُصَدِّقُ إِسْدالَ السِّتارِ كَذا
والعَرْضُ ما زال يُغْرِيْنا بِتالِيْهِ؟!
ما أَقْرَبَ المَوْتَ! لَوْ كُنَّا نَراهُ، لَما
كُنَّا، ولكنَّ وَجْهَ اللهِ يُنْئِيْهِ!
***
ما يَمْلِكُ الشِّعْرُ أَنْ يُرْوِيْ غَياهِبَنا
بِالنُّوْرِ لولا لُباناتٌ بِشادِيْهِ
هَلْ يَمْلِكُ الشِّعْرُ تَرْتِيْقَ الوُجُوْدِ إذا
ما انهارَ فِيْنا وأَعْيَتْنا مَراقِيْهِ؟!
بَلْ يَمْلِكُ الشِّعْرُ، باسْمِ الشِّعْرِ، أَوْبَتَنا
في الخالِدِيْنَ ويُحْيِيْنا تَجَلِّيْهِ!
***
الشِّعْرُ شُرْفَتُنا الزَّرْقاءُ تَعْزِفُنا
حُوْرِيَّةٌ شَرِبَتْ أَشْهَى أَغانِيْهِ
فيُزْهِرُ الصَّخْرُ فِيْنا مِنْ مَعادِنِهِ
ويَلْثَغُ الطِّفْلُ فِيْنا مِنْ دَوالِيْهِ
ونَسْتَرِدُّ بِهِ وَجْهَ الغِيابِ إذا
ما الشِّعرُ عادَ فَقَدْ عُدْنا بِوادِيْهِ
في البَدْءِ كانَ، وفي خَتْمِ الخِتامِ، وفي
شُرْيانِ ما يَنْتَقِيْ مِنَّا فيُبْقِيْهِ
***
الشِّعرُ نحنُ، بِما نَعْنِيْ، وما رَسَمَتْ
فِيْنا الحَضارَةُ، يَبْنِيْنا فَنَبْنِيْهِ
وسَيِّدُ الأُمَمِ الشِّعْرُ الصَّبَاحُ، إذا
ما ماتَ، ماتَتْ وماتَتْ شَمْسُها فِيْهِ!
ما الشِّعْرُ غَيْرُ أَبِيْ، أَبْكِيْهِ مُنْطَفِئًا
في سَيْفِ قاتِلِهِ، والضَّادُ تَبْكِيْهِ؟!
ورُبَّما كَشَفَ المَعْنَى غُلالَةَ ما
في البُعْدِ مِنْ مَأْتَمٍ للشِّعْرِ نُخْفِيْهِ
***
الشِّعْرُ، يا أَبَتِ، ما عادَ خَيْمَتَنا
ولا البُرَاقَ الذي لِلْغَيْبِ نَرْمِيْهِ
بِيْ نَوْءُ ما حَمَلَتْ في الحَيِّ مُرْضِعَةٌ
ما أَنْجَبَتْ في الوَرَى طِفْلاً نُرَجِّيْهِ!
عَمْياءُ مُوْمِسَةٌ باعَتْ أَسَاوِرَها
والسُّوْقُ لُعْبَتُها لا شَيْءَ تُغْلِيْهِ
وَقَفْتُ في ثَدْيِها العاتِيْ بِمَوْجَتِهِ
أَسْتَقْرِئُ الفَجْرَ مِنْ أَغْوَى دَياجِيْهِ
قالتْ: «فَتايَ هُنا؟».. وافْتَرَّ عارِضُها
واجتاشَ بِيْ صَدْرُها واهتاجَ ساجِيْهِ
جِنِّيَّةٌ ثَمِلَتْ لا شَدْوَ في دَمِها
والشِّعْرُ مِنْ فَمِها يَدْنُوْ فَتُقْصِيْهِ!
***
كأنَّ في يَدِها جَيْشًا برايَتِهِ
حَبِيُّهُ في المَدَى كاللَّيْلِ يُطْفِيْهِ
سَهِرْتُ أَرْقُبُ إذْ تَصْحُوْ بغَيْمَتِهِ
رِيْمٌ غَفَتْ وحَمَامٌ في مَحانِيْهِ
رَمَى الجَزِيْرَةَ حَتَّى لم يَدَعْ شَرَفًا،
رِيْحًا ورَعْدًا وبَرْقًا حاقِدَ الفِيْهِ
حَتَّى إِذا لَم يَدَعْ لِيْ وَبْلُهُ أَمَلاً
في مُسْتَكَنٍّ وراحَ اللَّيْلُ يَمْرِيْهِ
واسْتَبْشَرَتْ بِهِ في الصَّحْرَاءِ أَكْبُدُها
والبَدْرُ في البِيْدِ والأَعْرَابُ تَشْوِيْهِ
أَسْرَى نَجِيْعًا عَلَيْنَا حافِشًا ضَرِمًا
ما كَفَّ حَتَّى تَغَشَّى الأرضَ والِيْهِ
مِنْهُ تَخَثَّرَ فِيْ خُضْرِ العُرُوْقِ دَمٌ
وأَمْحَلَتْ أَعْيُنٌ نُجْلٌ تُناجِيْهِ!
فلا سَقَى اللهُ وَسْمًا ولْيُهُ لَعِبَتْ
في مَنْكِبِ الوَقْتِ بالقَتْلَى غَوَادِيْهِ!
***
يا أُمَّةَ الشِّعْرِ، ثُوْرِيْ نَخْلةً خُصِيَتْ
للشِّعْرِ فِيْكِ بِتَغْرِيْبٍ كتَأْلِيْهِ
قالُوا: «الحَداثةُ»، إذْ قاءَتْ حَناجِرُهُمْ
مِلْءَ الصَّحائفِ مِنْ يافُوْخِ مَعْتُوْهِ
والغايَةُ.. الغايَةُ القُصْوَى حِصارُ فَمٍ
مِنْ أنْ يُغَنِّيْ غَدًا ما قَدْ يُعَنِّيْهِ
كَيْ يَبْكَمَ الشَّعْبُ، يَمْشِيْ القَهْقَرَى قُدُمًا!
ما جَدَّ فِيْهِ سِوَى ما الرَّبُّ يَبْغِيْهِ
للرَّبِّ أَرْبابُهُ، حُمْرًا جَلاوِزَةً،
مِنْها الطَّرِيْفُ ومِنْها تالِدُ الشُّوْهِ!
كَيْ يَبْصُمَ المُمْتَطَى فِيْنَا بِجَبْهَتِهِ
كَيْ يَرْتَعَ الذِّئْبُ والرَّاعِيْ يُغَنِّيْهِ!
***
الشِّعْرُ كارِثَةٌ كَوْنِيَّةٌ رُصِدَتْ
مِنْ أَلْفِ كَوْنٍ بِتَدْجِيْنٍ وتَتْفِيْهِ
يِغْتالُهُ لُقَطاءُ الأَوْصِيَاءِ لَقَدْ
خاضُوا دِماهُ مِنَ الشَّحَّاذِ «لِلْبِيْهِ»
في خطَّةٍ رُسِمَتْ عِبْرِيَّةً عَبَرَتْ
رَمْلَ المَوَامِيْ إليهِ في مَوَامِيْهِ
كَيْ يَسْحَلُوا شَهْقَةَ التَّعْبِيْرِ في دَمِهِ
لَمّا اسْتَحالَ عَلَيْهِمْ ما يُوارِيْهِ
***
لَمَّا غَزَوْهُ وجاسُوا في مَناكِبِهِ
واسْتَمْرَؤُوا رَقْدَةَ الإبْداعِ تُخْزِيْهِ
عاثَتْ بِقَلْعَتِهِ العُظْمَى ثَعالِبُهُمْ
مِنْ كُلِّ أَلْخَنَ أو لَخْنَاءَ تَفْرِيْهِ
حَاكُوا بَسُوْسِيَّةً جَسَّاسُ ناقَتُها
في كُلِّ عاصِمَةٍ شُبَّتْ تُطَفِّيْهِ
هَدُّوا مَعاقِلَهُ الشَّمَّاءَ وانْتَثَرُوا
تَزْقُوا دَواجِنُهُمْ طَوْرًا وتَعْوِيْهِ
هاجُوا بِأَنَّ نِثَارًا بَرْقَشُوْهُ غَدَا
شِعْرًا أَمِيْرًا؛ فلا فُضَّتْ مَثانِيْهِ!
وكَيْفَ يَبْنِيْ الذي قَدْ بَاضَ في فَمِهِ
فاسْتَنْشَقُوا نَقْعَهُ واسْتَنْثَرُوا وَحَلاً
لم يُبْدِعُوا قَطُّ مِنْ بَيْتٍ فَنَرْوِيْهِ
وكَيْفَ يَبْنِي الذي قَدْ بَاضَ في فَمِهِ
بُوْمُ الخَرابِ؟ ألا ثُلَّتْ مَبانِيْهِ!
***
يا أُمَّةَ الشِّعْرِ، عُوْدِيْ حُرَّةً خَرَجَتْ
مِنْ جِلْدِها إذْ طَغَتْ فِيْهِ أَفاعِيْهِ
الشِّعْرُ خارِطَةُ الإنسانِ لَوْ صَدَقَتْ
أَهْمَى على كَتِفِ الجَوْزاءِ صافِيْهِ
ها نحنُ سِرْنا الثَّمانِيْنَ العِجافَ فلا
كالغَرْبِ صِرْنا ولا كالعُرْبِ نَبْنِيْهِ
مُسْتَوْرِدِيْنَ وُجُوْهًا غَيْرَ أَوْجُهِنا
مُسْتَنْزِلِيْنَ سَمَاءً لا تُواتِيْهِ!
تُدَخِّنُ النَّوَوِيَّ المُنْتَضَى، وبِأعْ
قابِ السَّجائِرِ تَرْمِيْنا وتَرْمِيْهِ!
***
وفَجْأَةً.. رَقْمُ جَوَّالٍ أَضَاءَ: «أَبِيْ»؟
وَكِدْتُ أَطْلُبَ قَلْبًا كانَ لِيْ فِيْهِ!
واسْتَيْقَظَ الشِّعْرُ والذِّكْرَى بِقافِيَتِيْ
وَرُحْتُ أَسْأَلُ عَنْ حالِيْ وَأَلْحِيْهِ
يا قَلْبُ، وَيْحَكَ! هَلْ حَقًّا يُجاوِبُنِيْ
صَوْتٌ كَبَيْتٍ سَرَى للغَيْبِ سارِيْهِ؟
الرَّقْمُ نَبْضُكَ ما زالَ الخَفُوْقَ بِنا
يَبْلَى الجَدِيْدانِ، نَمْحُوْنَا ونُمْلِيْهِ
فأنتَ أنتَ أنا والرُّوْحُ وافِيَةٌ
ولْيَغْدِرِ التُّرْبُ مَنْ بِالتِّبْرِ يَفْدِيْهِ!
***
يا طائِرَ الشِّعْرِ، وافِ الخُلْدَ: قَصْرَ أَبِيْ
واقْرأْ سَلامًا قُلُوْبُ النَّاسِ تُقْرِيْهِ
وقُلْ لَهُ: (أَحْمَدَ العَلْياءِ)، يا رَجُلاً
عاشَ الأَبِيَّ جَوادًا في تَأَبِّيْهِ
طِبْ حَيْثُ أنتَ، لَقَدْ نِلْتَ الذي غَرَسَتْ
كَفَّاكَ مِنْ فَرَحٍ، طِبْ في مَغَانِيْهِ!
-------
(1) قصيدةٌ أُلقيت في الأمسية الشعرية المقامة ضمن المهرجان الشعري العربيّ الأوّل الذي نظّمه نادي
الباحة
الأدبي، مساء الأحد 20 شوّال 1432ه الموافق 18 سبتمبر 2011م.
(2) مَعْشَم: اسم بيتنا في فَيْفاء. ولعل أصل الاسم: الأَعْشَم. ولكلّ منزلٍ هناك اسمٌ خاصٌّ، متوارثٌ قديمٌ، قد لا يُعرف معناه.
(3) كان يلقّب أحيانًا ب»المجَنِّيْ»، لاشتغاله مُقَدِّرَ شجاج، تابع للمحكمة.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الإطلال / شعر : إبراهيم ناجي
سرائرُ الحرير!
(عشق بدوي) غصن أخضر من شجرة عمرها 1500 عام
مقاربات بين الشعبي والفصيح
رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين !!
معجزات الهجرة النبوية (1-2)
أبلغ عن إشهار غير لائق