تابعت تعليقات بعض الزملاء على مقال للزميل الأستاذ كمال عبدالقادر طالب فيه أمين مدينة جدة تقديم استقالته بعد عجزه - حسب وصف الزميل -عن تحقيق مطالبات أهالي جدة. وكما يبدو من تعليقات تعقيبية على إعادة الزميل كمال عبدالقادر طلبه أمين جدة بالرحيل، وجدت أن هناك شبه إجماع في أن أمانة جدة قد وجدت «الأمين» لكن ما ينقصها هو «القوي». فمن نحتاجه لتولي الشأن العام في بلادنا هو (القوي الأمين). فالأمين غير القوي لا يستطيع القيام بمهام الوظيفة الموكلة إليه التي تحتاج إلى القوي، والقوي غير الأمين لا يؤتمن فيما هو موكل إليه من مهام وقد تقود عدم أمانته إلى نفس النتيجة وهي عدم الإنجاز إضافة إلى الفساد والاستيلاء على المال العام. إن ثنائية (القوة، والأمانة) هي إكسير النجاح، ومفتاح الاستخلاف. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وينبغي أن يعرف الأصلح في كل منصب، فإن الولاية لها ركنان: القوة والأمانة كما قال تعالى: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ) [القصص: 26] والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل، والأمانة ترجع إلى خشية الله، وألا يشتري بآياته ثمناً قليلاً، وتركِ خشية الناس. واجتماع القوة والأمانة في الناس قليل، ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: «اللهم أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة». يبقى في النهاية التأكيد على أهمية ما قاله زميلنا الأستاذ فايز جمال في تعقيبه على نفس الموضوع وهو أن "لا ننسى تأثير تقاطع أعمال الأمانة مع وزارة المالية والوزارات الأخرى، وأن نتذكر أن أمناء المدن في العالم المتقدم يملكون صلاحيات الحاكم للمدينة ولا تعيقهم بيروقراطية ولا فساد مالي وإداري...". [email protected]