قال د. توفيق السويلم رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج «أواصر» إن بعض العوائل السعودية المنقطعة بالخارج رفضت العيش بالمملكة، لعدم تكيفها مع المجتمع. وأشار إلى أن الجمعية تسعى إلى التوفيق والتعريف بين طالبي الزواج من الخارج، والأسر السعودية المتواجدة في تلك البلدان، بدلًا من الزواج من أجنبية لتصحيح أوضاعهم المتعثرة. كما تعمل الجمعية على توفير الاحتياجات الضرورية واللازمة لمن يعود واستخراج الهوية الوطنية وجوازات السفر لهم. ووفقا لسويلم ترعى "أواصر" أكثر من 900 أسرة سعودية و2387 فردًا موزعين في 26 دولة، مبينا أن 90% من اسباب وجود الأسر السعودية في الخارج نتيجة لوفاة الزوج او الانقطاع لأسباب شخصية او هجرة الزوج لتكوين علاقات اقتصادية وتجارية. • كثرت في الآونة الأخيرة الاسئلة عن معاناة الأسر السعودية المقيمة في الخارج.. ماذا يحدث تحديدًا وهل لديكم برنامج معين، تتطلعون إلى العمل عليه للحد من اعداد الأسر السعودية المغتربة في الخارج؟ ** نعمل حاليا على إنشاء كرسي الأمير نايف لرعاية الأسر السعودية في الخارج لا سيما وان التطورات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها المجتمع خلال العقود الثلاثة الماضية افرزت جملة من الظواهر الاجتماعية التي تركت آثارًا واضحة على بنية المجتمع وأعادت تشكيل قيمه ومبادئه في مختلف الجوانب ولعل من بين هذه المشكلات (ظاهرة الزواج من الخارج) وما يرافقها من صعوبات التكيف في الإقامة وتكاليف باهظة في الخدمات الصحية والتعليمية مع قلة أو انعدام مصدر الدخل الأمر الذي يستلزم دعم الجهود التي تبذلها جمعية أواصر التي تعتبر كرسي الأمير نايف لرعاية الأسر السعودية في الخارج المقترح إنشاؤه، هو الذراع العلمية التي يمكن أن يشخص واقع هذه المشكلة وتقدم الحلول والتوصيات العلمية لعلاجها والتخفيف من آثارها، وتنحصر أهداف الكرسي في الحد من ظاهرة الزواج من الخارج والإسهام في التخفيف من انعكاساته على الأبناء والبنات والأسرة بشكل عام. ثلاثون سفارة كيف يمكن لأسرة سعودية في الخارج انقطعت بها السبل في الخارج التنسيق معكم؟ ** قمنا بعمل لوحات تعريفية بجمعية أواصر باللغة العربية والإنجليزية ليتم تثبيتها في ثلاثين سفارة سعودية حول العالم لتتعرف الأسر السعودية المنقطعة في الخارج على عناوين وأرقام الجمعية للتواصل معنا فيما يحقق مساعدتهم. ولا نزال نبحث بجدية عن كل ما يمكن أن يصلنا بأبناء الوطن في الخارج. البحث عن أوقاف خيرية • هل وصلت جمعية «أواصر» إلى هدفها الاستراتيجي لتمكينها من احتضان الأسر السعودية في الخارج؟ ** نتمنى بحلول عام 2015 أن يزداد الدعم المالي وذلك بالحصول على اعانة من الدولة بمبلغ عشرة ملايين ريال سنويا، اضافة إلى الحصول على وقف خيري بمبلغ 25 مليون ريال، وتبرعات مالية بمعدل عشرة ملايين ريال سنويا، وايراد سنوي من رسوم العضوية مقداره خمسمائة الف ريال سنويا بالاضافة إلى عائد استثماري لا يقل عن 5% سنويا. والهدف الاستراتيجي للجمعية يكمن في رعاية جميع الأسر السعودية المنقطعة في الخارج والمسجلة لدى السفارات، والجمعية تود وتطمح إلى ابرام اتفاقية مع وزارة الشؤون الاسلامية للحصول على اوقاف خيرية، بالاضافة إلى رفع مستوى التثقيف والتأهيل النفسي والاجتماعي بما نسبته 50% للأسر العائدة وكذلك رفع مستوى الوعي الاجتماعي إلى 50% لدى المجتمع، مؤملين التواصل مع 250 عضوا شرفيا وكذلك التواصل مع 1000 عضو من الجمعية العمومية. استخراج الجوازات والهويات • ولكن حتى الآن تعتبر انجازات جمعية «أواصر» غير مرضية لبعض الأسر السعودية المنقطعة في الخارج.. كيف ترد على ذلك؟ ** قامت الجمعية بانجازات عظمية رغم قصر عمرها الزمني حيث قام فريق من الجمعية بزيارات ميدانية لرجال الاعمال بهدف تقديم الدعم الاجتماعي والمادي لبرامج الجمعية، كما قامت الجمعية بحصر بيانات الأسر السعودية المنقطعة بالخارج والتي وصلت لأكثر من 900 أسرة بعدد افراد 2387 فردًا منتشرة في 26 دولة وتحديث معلوماتها وانشاء ملف خاص لكل أسرة وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة الخارجية، كما تم زيارة بعض السفارات ومعالجة اوضاع بعض المواطنين وحل مشكلاتهم الشخصية والمالية والقانونية، كما انضممنا إلى برنامج (الخير الشامل) الذي ترعاه وزارة الشؤون الاجتماعية. وتم التنسيق مع عدد من الجهات ذات العلاقة الخدمية بالأسر السعودية في الخارج مثل الاحوال المدنية والجوازات وغيرها لمعالجة بعض الامور التي تواجه الأسر ومحاولة التغلب عليها. البحث عن السعوديين • ما جديد جمعية «أواصر» بالنسبة للأسر السعودية في الخارج؟ **حاليا يتم التنسيق لزيارة ما يقارب 30 دولة يتواجد فيها أسر سعودية في الخارج، وسيتم الاعلان عن احتضان الجمعية لتلك الأسر في حينه. وقد بدأنا في عمل اتفاقية بين الجمعية ووكالة الضمان الاجتماعي للمساعدة والمساهمة في تهيئة الأسر العائدة إلى ارض الوطن داخل المجتمع. • حسنا هل تقوم الجمعية بزيارة الأسر السعودية في كل الدول.. ام انكم فقط تقومون بتأمين الإعانات الشهرية لهم؟ ** لم نغفل ذلك الجانب، وقد بدأنا في تنفيذ مشروع (الملتقيات مع الأسر السعودية في الخارج) خلال المناسبات التي تقيمها سفارات خادم الحرمين الشريفين في عدد من دول العالم، ونفذت الجمعية اولى ملتقياتها مع الأسر في لبنان الشقيق وتسعى الجمعية من خلال نجاح هذا الملتقى إلى عقد عدة ملتقات في عدة دول يوجد بها أسر سعودية. الانخراط في المجتمع • كيف يتم تأهيل الأسر السعودية وكم عدد الأسر التي عادت إلى المملكة؟ ** جيد.. نحن نعمل قبل رجوع تلك الأسر إلى ارض الوطن إلى مخاطبة ذويهم هنا في المملكة وتهيئتهم نفسيا واجتماعيا بتقبلهم وان هؤلاء اهلهم، بعدها يتم عمل برنامج لتلك الأسر تدريجيا لتقبل فكرة الانخراط في المجتمع السعودي، وقامت الجمعية بوضع خطة لمساعدة تلك الأسر السعودية العائدة إلى الوطن والمشمولة بخدمات الجمعية، وقمنا بالتنسيق لاستقبال الأسر من المطار وتأمين السكن لها، ثم قمنا بتصحيح اوضاعها النظامية من خلال مخاطبة الجهات ذات العلاقة والضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية من اجل دمجهم بالمجتمع، وبلغ عدد الأسر العائدة من مصر فقط حتى الآن 18 أسرة. الزواج من الخارج • كأنك تشير إلى أن الزواج من الخارج لا يجدي نفعًا لمن لم يحالفه الحظ بالزواج من الداخل لعدة عقبات اجبرته؟ ** يعتقد غالبية المقدمين على الزواج من الخارج أن زواجهم من الخارج اقل كلفة وأكثر سعادة الا أن الدراسات العلمية اثبتت عكس ذلك، واتضح أن الزواج من الخارج اكثر كلفة واكثر شقاء وشبهت احدى الدراسات الزواج من الخارج بأنه شبيه بنظام التقسيط الذي لا ينتهي وشبهه آخرون بأنه (تقسيط مدى الحياة) في ظل اشتراط الحصول على سكن للزوجة في بلدها بذريعة انها ملك لهما جميعا، بالاضافة إلى وجود مصروفات خاصة بالسفر وتذاكر الطيران والهدايا للزوجة وأهلها وأقاربها عند السفر مرة او مرتين خلال العام وعادة ما تكون التكلفة كبيرة، ومنها دخول الزوج في تبعات استقبال اهل زوجته والبحث عن وظائف لأقاربها واستخراج تأشيرات الزيارات والحج والعمرة وما يتخللها من تحمل تكاليف السكن والضيافة وغيرها، وبعض الزوجات يقنعون ازواجهم بطريقة او بأخرى بعمل استقطاع جزء من دخل ازواجهم لمساعدة اقارب الزوجة وارسالها كمساعدة لاعانتهم على تكاليف الحياة او شراء عقار او غيره، كما يتعرض بعض الازواج من كبار السن او الطيبين منهم إلى بعض صنوف الابتزاز المادي من اهل الزوجة وأقاربها واحيانا إلى السرقة بالاتفاق مع اشخاص متخصصين في هذا الغرض، واحيانا انتقال بعض الامراض المعدية او المستعصية من سيدات يعانين من مشكلات صحية واخلاقية كأمراض الكبد الوبائي او الامراض التناسلية. سلوكيات بعد الجنسية • رصدت جملة من سلبيات الزواج من الخارج، هل تعتقد أن من اراد الزواج من الخارج غفل عن تلك المشكلات؟ ** نعم. تلك السلبيات لم اختلقها بل ذكرها من وقعوا في فخ الزواج من الخارج، حيث ان الجانب المادي هو المحرك الرئيسي لقبول الأسر في الخارج هذه الزيجات واذا كان المحرك الرئيسي لهذا الزواج هو المادة فاننا نتصور النتائج اللاحقة له كاختلاف القيم والعادات بين اهل الزوج والزوجة مما يحدث شرخًا قويًا في سلوك الابناء والبنات، اضافة إلى تغيير في بعض سلوكيات الزوجات الاجنبيات عند حصولهن على الجنسية السعودية تصل في بعضها إلى طلب الطلاق، كما يعاني الاطفال من مشكلات في النفقة عند وفاة آبائهم او الطلاق بين الزوج والزوجة مما يسبب معيشة قاسية لهم قد تمتد إلى سنوات، ويكتشف بعض الازواج أن زوجاتهم كن على ذمم ازواج غيرهم ووقوع هذه الكارثة سيكون اكبر لو تم هذا الاكتشاف بعد وجود الابناء. برامج توعوية • هل قمتم بعمل حملات توعوية عن مخاطر الزواج من الخارج وما يسببه من معاناة للزوج في المستقبل؟ ** نعم تم عمل حملة توعوية عن سلبيات الزواج من الخارج خلال فترة الصيف، وتعتبر البرامج التوعوية مجالًا خصبًا لمن يريد أن يقدم للجمعية الخير والعطاء لمساعدتها في تحقيق استراتيجيتها، فقد افرزت التطورات الاجتماعية المتسارعة جملة من التغيرات والظواهر الاجتماعية التي تركت آثارًا واضحة على بنية المجتمع السعودي واعادت تشكيل قيمه ومبادئه في بعض الجوانب مما انعكس على حياة المواطنين ونظم معيشتهم واسلوب تعاملهم مع مشكلاتهم وعلاقاتهم اليومية بالاجهزة والمؤسسات الرسمية ومن بين تلك المشكلات (ظاهرة الزواج من الخارج). بث روح الانتماء والولاء • كيف يمكن بث روح الوطنية المستدامة في نفوس تلك الأسر العائدة إلى ارض الوطن، من اجل تعزيز عوامل الولاء والانتماء في نفوسهم؟ ** هذا جانب مهم جدًا لتلك الأسر المنقطعة بالخارج حيث انه بعد زيارة دول: (المغرب، البحرين، الكويت، أندونيسيا، لبنان والإمارات العربية المتحدة، أيرلندا) توفرت لدى المسؤولين في الجمعية الخبرة الميدانية الناضجة تمهيدًا لإنجاح الزيارات الميدانية القادمة لجميع الأسر السعودية في مختلف دول العالم، والأسر السعودية في الخارج تحتاج إلى الدعم بشقيه المادي والمعنوي خارج الوطن ويحتاجون إلى من يتواصل معهم باعتبار انهم (منا ونحن منهم)، كما أن العائدين منهم إلى الوطن يحتاجون إلى العديد من البرامج الاجتماعية التي تكفل لهم الاستفادة من برامج الاسكان ومساعدات ومعاشات الضمان الاجتماعي ودعم جمعيات رعاية الايتام إلى جانب ادماج الأسر العائدة إلى الوطن وتعريفهم بالعادات والتقاليد.
