الباحث الشمري: التقويم القمري ربانيٌّ وليس من ابتداع الفلكيين

أوضح العالم الفلكي عبدالعزيز بن سلطان الشمري الباحث في المركز الوطني للفلك في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن التقويم القمري تقويم رباني سماوي كوني توقيفي قديم قدم البشرية وليس من ابتداع أحد الفلكيين، كما ليس للفلكيين سلطان على أسماء الشهور العربية القمرية، ولا على عددها أو تسلسلها أو أطوالها، وإنما يتم كل ذلك في حرك كونية ربانية، لافتًا إلى أن سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عرض تقاويم الأمم المجاورة من اليهود والفرس والأقباط والرومان فاختار التقويم القمري ليؤسس للأمة الإسلامية تقويمها الخاص بها متمسكًا بالعمل بهذا التقويم الذي يتناسب مع أعياد المسلمين.
جاء ذلك في المحاضرة التي قدمها ضمن فعاليات مهرجان برنامج رمضان أرامكو السعودية الثقافي بعنوان»الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مواقع النجوم والكون» أشار في سياقها إلى شروط شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله في رؤية الهلال في حالته الثلاث؛ الإستسرار والاقتران والإهلال، وملخص هذه الشروط أن يستمر القمر ليلة أو ليلتين أو ثلاث ليال عندما يكون القمر في المحاق، وهذا يعني أنه إذا رؤيَ القمر فجرًا أو قبل شروق الشمس في آخر ليلة من الشهر الهجري القمري فإنه من المستحيل رؤية الهلال في مساء ذلك اليوم بأي وسيلة كانت، والشرط الثاني الاقتران أو الاجتماع وهو أن يكون مركز الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة في لحظة معينة وهي الحد الفاصل علميًّا (فلكيًّا) بين الشهر القديم والشهر الجديد، وثالثًا مرحلة الإهلال، وهذه المرحلة تكون بعد الإستمرار والاقتران وقد قسمها شيخ الإسلام إلى ثلاث حالات: الحالة الأولى في الإهلال: أن يكون القمر فوق الأفق بعد غروب الشمس لحظة التحري على ارتفاع درجة واحدة (فما دون) فوق الأفق، ففي هذه الحالة لا يرى الهلال، والحالة الثانية في الإهلال: أن يكون القمر فوق الأفق بعد غروب الشمس لحظة التحري على ارتفاع عشرين درجة ففي هذه الحالة يرى الهلال ما لم يحل حائل، والحالة الثالثة في الإهلال: أن يكون القمر فوق الأفق بعد غروب الشمس لحظة التحري على ارتفاع عشر درجات ففي هذه الحالة لا يؤخذ بقول الحاسب أن الهلال يرى أو لا يرى.
وقد شهدت المحاضرة العديد من الأسئلة من قِبل الجمهور، حول المجموعة الشمسية، وكثرة تغير أحوال الجو في الأعوام الحالية من براكين وزلزال وأمطار وقضية التنجيم وكثرة الفضائيات التي تعمل على هذه الموضوع. كما قدمت جمعية الفلك بالقطيف تلسكوبات ومناظير خاصة لمشاهدة القمر والنجوم والتعرف على كيفية الاستدلال بالنجوم وتحديد الاتجاهات ليلاً.