نفت باكستان امس أي علم مسبق لها بالغارة الأمريكية التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن لكنها قالت انها تتبادل المعلومات مع المخابرات المركزية الأمريكية بشأن المجمع المستهدف منذ عام 2009، وبينما اشادت اسلام اباد بقتل بن لادن ووصفته بالحدث المهم في الحرب على الارهاب قالت وزارة الخارجية إن باكستان عبرت عن "مخاوف عميقة" بسبب تنفيذ العملية دون اخبارها بها مسبقا. وقالت الوزارة في بيان مطول "لم تستخدم القوات الأمريكية أي قاعدة أو منشأة داخل باكستان. كما لم يقدم الجيش الباكستاني أي مساعدة تتعلق بالعمليات أو بالامداد والتموين لتلك العملية التي نفذتها القوات الأمريكية"، وأضافت "لا يمكن اعتبار هذا العمل غير المصرح به والذي جاء من جانب واحد قاعدة." ووفقا للبيان دخلت طائرات هليكوبتر أمريكية المجال الجوي الباكستاني مستغلة ثغرات في شبكات الرادار بسبب التضاريس الجبلية المحيطة بابوت اباد. وقالت وزارة الخارجية إن سلاح الجو الباكستاني سارع إلى إرسال طائراته في غضون دقائق من اخباره بالعملية الأمريكية لكن لم يحدث اشتباك مع القوات الأمريكية لانها كانت قد غادرت المجال الجوي الباكستاني بالفعل. وقال البيان إن المخابرات الداخلية الباكستانية كانت تتبادل المعلومات بشأن المجمع مع المخابرات المركزية الأمريكية وأجهزة مخابرات اخرى صديقة منذ 2009 واستمرت في هذا حتى منتصف ابريل. وأضاف "من المهم ابراز أن وكالة المخابرات المركزية الامريكية استغلت معلومات مخابرات اعطيناها لها في التعرف على اسامة بن لادن والوصول اليه مستفيدة من امكانات تكنولوجية اكثر تقدما." فيما قال ليون بانيتا رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) إن بلاده لم تبلغ الجانب الباكستاني بشأن عملية الاغتيال خوفا من تسرب الخبر. وأضاف في مقابلة مع مجلة "تايم" في عبارة واضحة تدل على عدم ثقة واشنطن في الجانب الباكستاني إن الاستخبارات الأمريكية استبعدت مشاركة إسلام أباد في العملية، واضاف بانيتا "كان القرار أن أي محاولة للتعاون مع الباكستانيين يمكن أن تشكل خطرا على العملية ، فربما حذروا الهدف". في المقابل اعتبر المتحدث باسم البيت الابيض أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان "معقدة لكنها مهمة"، واضاف جاي كارني في مؤتمر صحافي "نعمل بدأب كبير على هذه العلاقات، انها علاقات مهمة ومعقدة تعرضت للاختبار بطرق متعددة خلال سنوات وحتى هذه السنة". من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إن أمام باكستان "الكثير من الأسئلة" التي يتعين أن تجيب عليها فيما يتعلق بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. لكنه حذر من الدخول في خلاف مع قيادة البلد الواقع في جنوب أسيا وقال كاميرون لمحطة "بي بي سي راديو فايف" إن المهمة كانت "مبررة وقانونية وصحيحة"، أضاف "لكننا يجب أن نتعاطى مع ما نفعله الآن. ونحن نعرف أن القيادة الباكستانية تحارب الإرهاب ونعرف أن هذا البلد قد عانى"، وقال كاميرون إن من مصلحة الأمن القومي البريطاني التعاون مع باكستان التي "تريدنا أن نحارب الإرهاب والتطرف وأن نرسخ الديموقراطية في البلاد" وحذر رئيس الوزراء البريطاني من الدخول في خلاف مع باكستان قائلا "يمكننا أن نسلك الطريق الآخر المتمثل في الدخول فقط في خلاف كبير وملتهب مع باكستان حول هذا الشأن. أعتقد أن هذا لن يحقق شيئا".