كشفت كارثة الأربعاء عن صنفين من الناس، أحدهما ساهم بكل ما يمكنه لمساعدة الآخرين، وكاد أن يضحي بنفسه في عمليات الإنقاذ ونقل المتضررين، وآخر استغل مأساة الناس ليستفيد منها ماديا، دون رقيب داخلي. وبحسب مواطنون ومقيمون تحدثوا ل “المدينة” فقد استغل «بعض ضعاف النفوس»، حسب وصفهم، تضرر السيارات، وطلب بعضهم مبالغ تصل إلى 500 ريال لمشوار لا تزيد أجرته عادة عن 20 ريالا. وأضاف أحدهم: تعطلت سيارتي في شارع فلسطين قرب تقاطعه مع طريق المدينة، وتفاجأت بصاحب سيارة أجرة يطلب مني 500 ريال لإيصالي إلى منزلي بحي المنتزهات، وبعد أخذ ورد اضطررت إلى دفع 200 ريال ثمنا لذلك المشوار. مواطن آخر قال: إنه أراد التوجه من حي النسيم إلى شارع الصحافة في اليوم التالي للكارثة، وهو مشوار يقوم به يوميا مقابل 10 ريالات، إلا أن صاحب سيارة أجرة طلب 50 ريالا مضيفا: اضطررت لدفع 35 رغم أن الشوارع مفتوحة وحركة السير شبه طبيعية. وقال: إن ما يخفف من تلك المأساة النفسية والصدمة التي مررت بها بسبب جشع أولئك الاستغلاليين، أني شاهدت بنفسي مقيمين يقدمون على أعمال بطولية، ومنهم مقيم يمني هجر عربة الخضار التي كان يعمل عليها وتركها للسيل، وهب لمساعدة أسرة حاصرتها المياه وسط شارع فلسطين وهو يتمتم: «مو وقتك اليوم .. اليوم للرجولة مو للبيع».