وَعد العطاء وسوط الغلاء !!

قال الضَمِير المُتَكَلِّم : ( عندما نعطى نلهم الآخرين على العطاء ) ؛ بهذه الفلسفة نجح الملياردير الأمريكي الشهير وارين بافيت بالتعاون مع مُؤَسَس شركة «مايكروسوفت» بيل جيتس في إقناع ( 40 من مليارديرات )الولايات المتحدة بالتبرع بالجزء الأكبر من ثرواتهم لصالح أعمال خيرية.
ولقيت فكرة المشروع الذي تبناه ( بافيت وجيتس) بعنوان « وَعْد العطاء» صدى هائلاً وقبولاً واسعاً من جانب مجموعة كبيرة من رجال المال والتجارة في أمريكا .
هذا في أمريكا الغنية ؛ أما في أفريقيا القارة الفقيرة ؛ فقد زرت فيها أكثر من عشرين بلداً ؛ ورأيت أن رجال الأعمال رغم محدودية ثرواتهم مقارنة بغيرهم في دول العالم فإن أقل ما يقدمه أحدهم لمجتمعه ومدينته أو قريته ( وأنا هنا أتحَدث عن المسلمين ) مركز إسلامي مكون من مسجد ومدرسة وجمعية خيرية !!
ذلك في أمريكا الرأسمالية ، وفي قارة أفريقيا المسكينة ؛ فماذا عن رجال الأعمال لدينا وقد أكدت مجلة ( فوربس المتخصصة) في قائمتها لأثرياء العالم لعام 2010م أن السعودية على رأس القائمة بعشرة بليونيرات سعوديين اقترب حجم ثرواتهم من 60 بليوناً من الدولارات ( اللهم لا حَسد ، وخَمْسَة وخمِيسَة في عين العدو ) !وطبعاً غيرهم الكثير من الهوامير ؟ وماذا قدموا لمجتمعاتهم ؟! وما الذي بذلوه لوطنهم الذي منه أثروا ؟!
الجواب : نعم هناك من له أعمال خيرية ؛ ولكن الحكم على الكثير الغالب حيث المسئولية الاجتماعية غائبة تماماً فلا مستشفيات خيرية ولا مدارس ، ولا مراكز تدريب وتأهيل للشباب ، ولا مساكن للمحتاجين ولا مراكز لغسيل الكلى !!
تدرون لا نبحث عن التبرعات ! ولكن أين زكاة تلك البلايين التي تتداول في الأسواق المحلية ( بعيداً عما يجري في الأسواق والبورصات العالمية ) ؛ فلو أخرجت ، ثم وصلت للمستحقين فلن يكون عندنا فقيرٌ واحد !!
تدرون مرة أخرى لا نبحث عن تبرعات الهوامير ولا زكاة أموالهم ؛ بل نرجوهم أن يتصفوا بالرحمة فلا يرفعوا الأسعار فيجلدوا المساكين بسوط الغَلاء !!
هَمْسَة : خلال أشهر وللمرة الثانية تحصد صحيفة المدينة جائزة التميز والإبداع الإعلامي ؛ فبعد جائزة مكة المكرمة خطفت المدينة الأسبوع الماضي جائزة المفتاحة للتميز الإعلامي ؛ وهذا يشهد باستمرار تطورها وتميزها تحريراً وإخراجاً ؛ مصحوباً بالشفافية وجرأة الطرح بما يُلامس حاجيات الوطن والمواطن ويُسْهم في البناء ؛ فالتهنئة الصادقة لجميع فريق العمل بالمدينة بقيادة رئيس التحرير الدكتور فهد آل عقران ، والدعاء لهم بالمزيد من التميز والإبداع . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .
aaljamili@yahoo.com فاكس : 048427595